أبي أو “بابا” هي الكلمة التي لا تفارق لساني في معرض أي حديث، حتى أن بعض صديقاتي ومن حولي يقولون لي دائماً صدق من قال: “كل فتاة بأبيها مغرمة”... هم يستغربون لما أنا متعلقة بهذا الرجل كثيراً، لأنهم يجهلون من يكون.

أبي هو ذاك العمود الذي تستند عليه كل أركان بيتنا الكبير صغيرنا وكبيرنا، هو بلسم يداوي جراحنا سواء النفسية أو البدنية... أبي هو أماننا هو مهربنا وهو منقذنا عند الحاجة... كبرت ولم أجد رجلاً يواجهه في القوة... قد تكون بنية جسمه ضعيفة، ولكنه بالنسبة لي هو أقوى رجال الكون، فكم كانت تلك الأحلام في الليل تزعجني وتقلق منامي، ولكنه وبلمسة حنان واحدة وبدفء صدره يذهب عني تلك الكوابيس والأحلام، فأشعر وأنا بين ذراعيه بأنني في حصن منيع لا يقوى على دخوله أي وحش أو يخيفني فيه أحد... في حصن أبي أشعر بالأمان.

الجميع احتفل بأمه في عيد الأم، ولكنني لم أنسَ والدي، فوالدتي لها كل الاحترام والتقدير، ولكن والدي له فضل في وجودي وأماني في هذه الحياة لذلك أقول له: أبي أنت أجمل رجل بهذا الكون... وكل عام وأنت بخير... دمت لنا وأطال الله في عمرك.