تمتاز البحرين دوماً بوجود الكفاءات البشرية في مختلف التخصصات، وهو ما تعول عليه البلاد أكثر من أي مورد آخر، إذ إن هذه الكفاءات هي ما يميزنا ويعطينا قيمة حقيقية بين دول الخليج العربي المليئة بالموارد الطبيعية.

وفي المجال الطبي كانت البحرين سباقة في تهيئة الكوادر الوطنية ومنها مجال الطب الرياضي حتى أن معظم منتخباتنا تمتلك أطباء واختصاصيي علاج بحرينيين.

هذه الكوادر البشرية كان بالإمكان استثمارها بشكل أفضل من خلال تهيئة بنية تحتية قوية في مجال الطب الرياضي بحيث تكون مركزاً إقليمياً وليس فقط محلياً كحال البحرين حالياً في مجال المصارف.

على المستوى البنكي والمصرفي فإن البحرين تعتبر المركز الإقليمي الأبرز والسبب يعود إلى استثمار الكوادر البشرية البحرينية في هذا المجال ضمن بنية استراتيجية استقطبت الاستثمارات البنكية العالمية إلى البلاد حتى باتت هذه البنوك تخدم كل المنطقة وليس البحرين فقط.

هذه التجربة كان يمكن تعميمها في قطاعات أخرى ومنها قطاع الطب الرياضي وخصوصاً أن بقية الدول الخليجية سبقتنا بشكل كبير على مستوى المنشآت الرياضية وعلى مستوى الاحتراف، فكان بالإمكان أن نتحول نحن إلى مركز رياضي طبي إقليمي بحيث تأتي الأموال الخليجية المستثمرة في الطب الرياضي إلى البلاد وهو ما كان سيشغل ويطور الكوادر البحرينية ويدفع المزيد من الشباب للتخصص والإبداع في هذا المجال.

الشقيقة قطر سبقتنا من خلال أكاديمية أسباير التي هي في جانب منها تحتوي على مركز طبي رياضي عالمي حتى بات معظم اللاعبين البحرينيين في مختلف الرياضات يذهبون للعلاج في «أسباير».

هذه التجربة القطرية يمكن الاستفادة منها وتطويرها في البحرين بمراكز طب رياضي متخصصة وعلى مستوى عالمي، فبدل أن يذهب لاعبونا للعلاج في قطر بما يعنيه ذلك من انتقال الأموال إلى هناك، يمكن من خلال دعم استراتيجي للطب الرياضي أن نحول البحرين إلى مركز علاج للاعبين المحليين والخليجيين متى ما أمنا البنية التحتية اللازمة واستفدنا من كوادرنا الوطنية واستغللنا الكوادر العالمية المتخصصة.