سبق أن غاب وعدٌ، عند أول امتحان بعد أقل من سنتين، واستمر غيابه قرابة الثلاثين عاماً، وتلاه وعدٌ كان حلماً، تاه بين أيام العشر من السنين، فاجتمعت قرابة الأربعين سنة، سبقتها أحلام أخرى لم تتحقق. فهل عاد هناك أمام الناس، من خيار عدا الصبر والمثابرة، في رفع المطالب، وإسماعها للعالم، من أجل نيل الحقوق؟
ونتيجة الوعدين/ الحلمين سقطت رهانات، لم يعد مقبولاً تكرارها، فالحديث مجدداً عن «عفا الله عما سلف»، وعن «قرُّوا في بيوتكم»، وعن «الإصلاح لا يأتي إلا من الداخل» كلها مثبطات ومحبطات تجاوزها المطالبون بالحقوق، فالوقت وقت وقف التجاوزات، بقرار صارم، بما رسمه تقرير بسيوني في توصياته.
جاء الوعد الأول، نتيجة الصراع الإقليمي بين دول الخليج وإيران، وبتدخلات بريطانية وأميركية، هذا من جهة، ومن الجهة الأخرى الصراع الداخلي، مع القوى السياسية الشعبية، اليسارية والقومية والإسلام السياسي، في الجانب الآخر، فأنجز ذاك الصراع، ما جاء به الوعد الأول، من سنّ النص الدستوري، كما يجب للدولة المدنية الحديثة، ولكنه أهمل، أو هكذا كانت الإرادة المحلية وكذلك البريطانية، في إهمال التنفيذ ومسئولية الانتقال العملي، إلى الدولة المدنية الحديثة، فأولت المسئولية إلى القوى المناوئة للتغيير والتطوير، سواء أولئك الأفراد من المواطنين، أو المقيمين الأجانب، وأبقت على العقلية الإدارية نفسها، على رغم المستوى العالي من التعليم، والفهم المتطور، السياسي والاقتصادي والاجتماعي لدى غالبية شعب البحرين.
استمرت تلك الحقبة كما هو معلوم سبعة وعشرين عاماً، جعلت شعب البحرين وقواه السياسية، يعانون الأمرَّين، من الانتهاكات والاعتقال والفصل من الأعمال، وقد مُنعت أبسط الحقوق المدنية والسياسية، التي صادقت البحرين على معاهداتها، لدى الأمم المتحدة ومؤسستها مفوضية حقوق الإنسان.
وقد رُسِمت استراتيجيات تلك الحقبة، السياسية والحقوقية والأمنية، تحقيقاً لاختلاق شبح إيران، لترهيب شعب البحرين، الذي هو من رفض تبعية البحرين لإيران إبان الاستقلال، ولم يشفع له ذلك، فقد تم مزاوجة أسباب الخوف، ما بين إيران وخصوصاً بعد ثورة الخميني العام 1979، وما بين شعب البحرين.
وهكذا أفرزت مرحلة قانون أمن الدولة، تلك الحلقة الغائبة التي فصمت الارتباط والعلاقة، بين الطرفين الرسمي والشعبي، وكان لابد للسلطات من إعادة رسم تلك العلاقة بما يضمن استمرار الأوضاع ذاتها، وفي الوقت ذاته استعادة القبول لدى الشعب، عبر شيء من تكرار الوعود، من خلال بعض الإصلاحات الدستورية والسياسية والحقوقية والقانونية، وعبر تطوير النصوص، بما يتواكب مع المطالب الشعبية، وبما يكفل ضمان الوقت الكافي لتنفيذ تلك الإستراتيجيات المستورة عن الوعي الشعبي العام.
وجاء ميثاق العمل الوطني في فبراير 2001، الذي استُهل بأوامر، أولها أمر «عفا الله عما سلف»، لتنال جميع الأطراف الحكومية والشعبية العفو العام، وكلاً يظفر بما ملكت يداه، حينها ولأن الوعد كان في حال الوفاء به، يحقق الحلم الوطني الكبير، في المملكة الدستورية الديمقراطية، على غرار الممالك الدستورية العريقة، حيث يسود مبدأ «الشعب مصدر السلطات جميعاً»، في تأسيسها وانتخابها، فقد لقي القبول لدى شعب البحرين، وخصوصاً أولئك من قدّم التضحيات، إبان مرحلة قانون أمن الدولة السابقة.
وقد كان معلوماً أن تخطِّي المرحلة السابقة، يحتاج الصبر والتروي، للخلاص من مظاهر الفساد السياسي والمالي والإداري، ويحتاج السلاسة في التغيير، وذلك عبر التغيير المتدرج إلى درجة البطء الممل، وكان لزوماً عدم التصريح المسبق نصاً، بما يلزم اتخاذه من قرارات، للمرحلة الجديدة، من بناء المملكة الدستورية الديمقراطية.
أما وقد مضت عشر سنوات من عمر الميثاق، وجاءت الذكرى العاشرة له، ولم يُلمس ذلك التغيير المرجو، ما أيأس الوعد بإقامة المملكة الدستورية العريقة، فتجمع الشباب من شعب البحرين، في دوار اللؤلؤة، الذي كانت ردة الفعل الرسمي بالتصدّي العنيف للمتظاهرين فيه، بمثابة إعلان التراجع عن الحلم/ الميثاق، بما جعل الحراك يتعاظم، ويستمر منذ فبراير 2011 إلى اليوم. وكما الوعد الشعبي إلى الغد، ولغاية تحقيق المطالب الأساسية بما يجعل قوة الصوت الانتخابي متساوياً لجميع المواطنين، من خلال احتساب البحرين دائرة انتخابية واحدة، تجمع جميع مواطني البحرين على قدم المساواة في الصوت الانتخابي، وبما يجعل شعب البحرين مصدراً للسلطات جميعها كما نص الدستور، ينتخبها انتخاباً حراً مباشراً، بإدارة وطنية مستقلة، وبإشراف أممي، وإلا فهل هناك من خيار آخر؟
إقرأ أيضا لـ "يعقوب سيادي"العدد 4582 - الثلثاء 24 مارس 2015م الموافق 03 جمادى الآخرة 1436هـ
مبدع يا بو لؤي
مبدع كعادتك أستاذي
زياد بن سند
مقال الاستاد والمعلم والكاتب الكبير يعقوب سيادى
ليس بمقدورك واكبر من عقلك ان يهضمه الكلام الفاضى المعشش فى كثير من ضعفاء النفوس يفتقرون المعرفه والسياسه والادب والدين يؤمنون ببعض الكتاب ويكفرون بعضه موضوع من اجمل المواضيع هادا يسمى معرفه واطلاع على سيره شعب مكافح من اجل حياه وعداله اجتماعيه وحقوق مع وجود اختلاف الكبير بين الشعب ولكن لايجوز ان نكدب على انفسنا ونوهم اننا فى جنه الله على الارض يالله فسر لى لمادا البرلمان ومجلس شورى اليس من حقى كمواطن ان يصون صوتى وتتحقق احلامى ومستقبل عيالى فى حياه كريمه ادا لا داعى للنواب يمثلون الشعب
مع الاسف انت تعليقك فاضى
من ليس له ماضى ليس له حاضر ولا مستقبل هاكدا ارادها سبحانه وتعالى ان تسير الامور وفى القءان الكريم قصص وعبر وليس لى وقت افصله لك اما الارهاب كما تفضلت انه وهم من خيالك المبطن ليس هناك ارهاب بمعنى ارهاب دوله او تعريض لامم وفناء وجود لو تركوا هائولاء الشباب ان يتظاهروا بحريه وفى الدائره المسموحه لايصال صوتهم والله لن تجد ايطار او حجر مبعثر هنا او هناك القاعده تقول العنف يولد العنف مع اننى وكثير من يشاركنى نرفض اسلوب الحرق وتعطيل او العنف من اى جانب ومسامحه على قسوة الرد الحريه تصنعها دماء الرجال
هل هذه الجمعيات تصل بالشعب إلى الدولة المدنية الحديثة 1320
هذا استادنا العزيز المهم جداً لأن الوضع الجامد هذا لن ولم يتغير لأن جمعياتنا الحالية لايمكن إلا أن تقف ضد بعض هذا من المسلمات والاستمرار في هذا الطريق لا يجلب إلا مزيد من المآسي ولا يمكن بها أن يصل الشعب إلى الدولة المدنية الحديثة فإلى متى هدر الوقت وخسارت الجميع المطلوب العاجل المصالحة الوطنية والابتعاد عن مايفرقنا
رد على زائر 3
هاده كلام فاضى هاده الكلام الموزن وكلام الحق الي ازعل الناس الي فى اشكالك ماتبون الحق تبوون كله الفساد وموجدين علينه الشماعة ايران الله ينصر شعب البحرين المظلووووم
انت شخص محترم
كلام محترم من شخص محترم جدا
مصدر السلطات
نريد حكومة يكون فيها الشعب مصدر السلطات الثلاث ويصبح هناك صوت واحد لكل بحريني على أن تكون المملكة كتلة واحدة وليس بنظلم المحافظات الذي يقسم البلاد تقسيم طائفي بغيض.
شكراً لك
أستاذ ي ماذا أقول فيك
هنيئاً لك على وطنيتك الصادقة
وهل هناك من خيار آخر؟
نعم هناك خيار آخر وهو ( النار والحديد ) والضرب والسحل والسجن والقتل هذا هو الخيار والجزر والطماط ، صرنا نهرج من كثر ما بنا من حزن على واقعنا ونحن نرى المتغيرات السريعة في المنطقة والبعض مصر على الأسلوب القديم ( اما ترجعون بيتكم او نسجنكم ونضربكم ) عجيب غريب هذا المنطق الذي لا يتلائم وجيل اليوم .
الأهم تراب الوطن يجمعنا
نعم أستاذنا المحترم خيارنا في هذه المرحلة الحرجة هو اتحادنا وإزالة ما يفرقنا والوصول للشعب كل الشعب جميعا بلا أي تفرقة يكون مصدر السلطات هذا المسار الأوحد الصحيح للوصول للدولة المدنية الحديثة ويمكن كبداية نأخذ تجربة الكويت الحبيبة ونطورهامستقبلاً وكذالك نستفيد من خبرة إخواننا الكويتيين وبالأخص البرلمانيين القدامى ذوى الخبرة
خيارنا الأهم تكاتفنا مع بعض وما لينا إلا بعض في الحلوة والمرةوالمرة 0810
الاستاد يعقوب سيادي المحترم دائما تنورنا بمقالاتك المفيدة الرائعة والشعب البحريني الطيب في غالبه هدفه الوصول للدولة المدنية الحديثة والمملكة الدستورية العريقة والانتخاب للكفاءة المجردة فقط فهل نحنوا جميعاً سلكنا الطريق الأصوب والاسهل للوصول لهذه الأهداف النبيلة الأهم حالياً وحدة الشعب وما لينا إلا بعض بهذا انشاء الله نصل إلى كل خير جميعا يتبع
يدخّلوا حتى في قوت الإنسان التي تكفل الله به لجميع خلقه
قوت الانسان وطعامه جعله الله للمؤمن وللكافر والملحد على حد سواء رزق الكل بلا استثناء واعطى الكل من دون اشتراط ان تكون مؤمنا فيزيد رزقك وان تكون كافرا بالله فيقلّ رزقك.. الارزاق جعلها الله توزّع على جميع الخلق من آمن ومن كفر.
لكنهم في البحرين ابو إلا ان يتدخلوا فيها يمنعوها عن طائفة ويحرموا منها آخرين من نفس الطائفة ويقنطوا على البعض
ناس تشقى وناس تحصد
لا اعتقد ان المملكة الدستورية هي الحل بعد ان تبين للناس بان البرلمان الذي كان مطلب الحراك سابقا هو الحل حيث تم الالتفاف عليه وإنشاء غرفه ثانيه للشورى مما افقد البرلمان قيمته الفعلية سيتم أيضاً التحايل على فكره المملكة الدستورية وافراغها من محتواها وسيأتي بالناس الفاسدين والمتسلقين اللذين حاربوا التغييرر وينصبون هؤلاء في مناصب وستدور العجلة من جديد......وهكذا دواليك
حكموا على البلد ان يعيش مدمنا للأزمات الواحدة تلو الأخرى
يبدو ان هناك توجه بجعل البلد يعيش في دوّارة من الأزمات وفي جعل الشعب دائم اللهثة وراء ابسط حقوقه.
سلبوا من الشعب كل شيء حتى قوت يومه اصبح محاربا فيها
كلام فاضي
كلام فاضي الحياة مستمرة و الدولة ستقضي على الاٍرهاب باْذن الله تعالى اما الخطر الإيراني فهو موجود و لكن خلافك مع السلطة يجعلك تنكر وجوده
شكرا لكم
المقال اختصر حقبتين من تا ريخ البحرين الحديث وبشكل موجز يعني 30 سنه
سياتي .....
اوضحت وفصلت واقول مابعد الميثاق ليس كقبله فالثقة انتهت فسياتي اليوم........ بسبب ماحدث من انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان وصمود شعبي لتلك الانتهاكات والإصرار على المطالبة بالحقوق الموعودة التي لم تنجز ونقول خياركم الأمني فشل وانما انتم تكابرون ونقول ستعجزون ولن نعحز مع قسوة الألم