اجتمع جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، في قصر القضيبية أمس الأوّل الأحد (22 مارس/ آذار 2015)، مع رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة وولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة. ووجّه حضرة صاحب الجلالة الملك إلى أهمية الاهتمام بكل ما فيه خير المواطنين والعمل على تلبية احتياجاتهم ومتطلباتهم، وتوفير أفضل مستويات العيش الكريم لأبناء البحرين جميعاً. كما أكد جلالته وقوف مملكة البحرين مع أشقائها وأصدقائها صفاً واحداً في محاربة الإرهاب والتطرف، وما تتطلبه القضايا والتطورات السياسية الراهنة التي تمر بها المنطقة من أمور.

وفي هذا الخطاب كثير من المحكّات المهمّة التي نتطرّق لها في الوطن، فموضوع تلبية احتياجات المواطنين ومطالبهم تتأتّى من خلال تضافر الجهود بين القطاع العام والخاص، وكذلك بين وزارات الدولة، إذ أنّ هناك بعض الوزارات ممّن تؤجّل الأعمال وترفض الطلبات، ولا تنظر جيّداً في المسائل الأسرية ولا الاجتماعية.

أيضاً تتعثّر مطالب النّاس خصوصاً في الوزارات الخدمية كوزارة الإسكان والبلديات والتربية والتعليم والداخلية، والسبب هو بعض الآليات التي لا نستطيع من خلالها محاسبة الموظّف على عدم أدائه لعمله على أكمل وجه، وحينها يبدأ التذمّر ويزداد غضب النّاس، ولنا كثير من الأمثلة في هذا المجال.

لا يتوفّر العيش الكريم إلاّ من خلال العدالة، العدالة في الوظائف وفي المعيشة والتنافس على الفرص، إذ لا يصح إلاّ الصحيح، من خلال المناخ المناسب للعيش الكريم، خصوصاً أنّ جلالة الملك ورئيس الوزراء وولي العهد لم يتوقّفوا يوماً عن مساندة النّاس ومؤازرتهم، وحث المسئولين في وزارات الدولة على خدمة الناس وراحتهم.

من ناحية أخرى أكّد جلالة الملك على وقوف مملكة البحرين مع حلفائها وأصدقائها صفّاً واحداً في محاربة التطرّف والإرهاب، ونحن نقف صفّاً واحداً جنوداً مع جلالة الملك في محاربة التطرّف والإرهاب، التطرّف الداخلي قبل الخارجي، والإرهاب الداخلي قبل الخارجي، سواء التطرّف الديني أو الفكري ومشتقّاته، أو الإرهاب النفسي أو الاجتماعي أو السياسي، لأنّ تقوية الجبهة الداخلية عندنا هي خير مُعين على مواجهة القلاقل الإقليمية والدولية المحيطة حولنا.

وما المصالحة الوطنية التي بدأها ولي العهد إلاّ منبر حي لتقوية الجبهة الداخلية، إذ لا محالة منها، في ظل ازدياد الطامعين والحاقدين والكارهين، والمنطقة تشهد وتيرة سريعة من التغييرات، ولا نريدها أن تمسّنا بسوء، ونستطيع تحقيق هذه المصالحة بإبعاد من يحاول إغلاق السبل حتى لا تهدأ البحرين وترجع المياه إلى مجاريها.