(رسالة بمناسبة اليوم العالمي للأرصاد الجوية، 23 مارس/ آذار 2015)

إن تأثير الظواهر المناخية البالغة الشدة والاتجاهات المناخية المتغيرة على كوكبنا وعلى رفاه البشر ما برح يتزايد. ففي العقود الثلاثة الماضية، أودت الفيضانات والعواصف القوية وحالات الجفاف وحرائق الغابات - بحياة أعداد هائلة من الأشخاص وتسببت في خسائر اقتصادية فادحة.

والدمار الذي خلفه إعصار «بام» في فانواتو وأنحاء أخرى من أوقيانوسيا، هو أحدث مثال على الآثار الكارثية التي يمكن أن تُخلِّفها الظواهر المناخية البالغة الشدة. وما فتئ تغيّر المناخ يزيد من شدة هذه الظواهر وتواترها ويهدّد الأمن المائي والغذائي في أنحاء كثيرة من العالم. ومن الاختبارات الصعبة في عصرنا الحالي التخفيف من آثار تغير المناخ والتكيف معه.

ولمواجهة هذه التحديات، من الضروري أن تتاح المعلومات الموثوقة اللازمة لاتخاذ القرارات لمن هم بحاجةٍ إليها، في الوقت المناسب وفي شكلٍ يمكن الوصول إليه وصالح للاستعمال.

وعلى مدى الإثني عشر شهراً الماضية، تم إنقاذ آلاف الأرواح في الهند والفلبين وغيرهما من الأماكن بفضل تحسُّن التنبؤ بالأحوال الجوية ونظم الإنذار المبكر وخطط الإجلاء. فمنتجات وخدمات المعلومات التي تقوم على التنبؤات المناخية يمكن أن تساعد في تعزيز التأقلم مع تغيّر المناخ. وهذا هو هدف الإطار العالمي للخدمات المناخية الذي وضعته المنظمة العالمية للأرصاد الجوية مع شركاء آخرين من الأمم المتحدة، لتسهيل استخدام المعلومات المناخية من أجل الحد من أخطار الكوارث وتعزيز الأمن الغذائي والمائي وحماية الصحة العامة.

وفي الأسبوع الماضي، استضافت مدينة سينداي باليابان مؤتمر الأمم المتحدة الثالث المعني بالحد من أخطار الكوارث، وهو أول حدث بارز في عام حاسم من العمل في مجال التنمية المستدامة. وفي يوليو/ تموز، ستشهد أديس أبابا اجتماعاً عالمياً لمناقشة تمويل التنمية. وسيعقد القادة مؤتمر قمة في نيويورك في سبتمبر/ أيلول لاعتماد خطة جديدة للتنمية تتضمن مجموعةً من أهداف التنمية المستدامة سنسترشد بها حتى العام 2030. ونحن نعتزم اختتام هذه السنة باتفاق عالمي مفيد بشأن المناخ سيجري إبرامه في باريس في ديسمبر/ كانون الأول.

إن التأقلم مع تغيّر المناخ موضوع مهم يتخلل هذا العام الحافل بعمليات صنع القرار بشأن رفاهنا في المستقبل. وفي اليوم العالمي للأرصاد الجوية، أحثُّ جميع الأطراف الفاعلة في المجتمع على الإصغاء لهذه الرسالة المحورية. إننا إذا تسلحنا بالمعرفة، يمكننا التغلب على تحديات تغير المناخ وتهيئة مجتمعات أكثر أماناً وازدهاراً لفائدة الجميع.