قالت رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار، الشيخة مي بنت محمد آل خليفة، إن «الهيئة ومن خلال دعم الحكومة تسعى لأن تعيد إحياء مجد وتألق المدن التاريخية في البحرين من خلال مشروعات التجديد الحضري وإدراجها على قائمة التراث العالمي».
وأضافت الشيخة مي خلال افتتاح أعمال مؤتمر «المدن التاريخية والتجديد الحضري» أمس الإثنين (23 مارس/ آذار 2015)، وينظمه المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي برعاية «اليونسكو»، أن «مدينتي المحرق والمنامة هما نموذج تقدمه البحرين ضمن برامج التجديد الحضري، ممثلين في مشروع طريق اللؤلؤ وإعادة إحياء المناطق القديمة فيها»، مشيرةً إلى أنه «نحن نقدم المحرق والمنامة كنموذج لإحياء مواقع ربما تجاوزها الزمن، ونسعى لأن نعيد إحياء هذه المناطق عبر مشروعات تدرج في قائمة التراث العالمي، وأن نصل للمنامة لنعيد مجدها وتألقها، فربما انتقل النشاط التجاري والثقافي إلى مناطق أخرى، لكن المدن القديمة هي قلبها النابض بالحياة».
وأوضحت رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار أن «المؤتمر جاء ليعمل في صالح الدول العربية في فترة صعبة تتعرض أوطاننا فيها للكثير من الانتهاكات، التي من الضروري أن تعزز أهمية الثقافة والموروث التراثي والمدن التاريخية».
ومن جهته، قال الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في مملكة البحرين، بيتر غروهمان، إن «الأمم المتحدة ناقشت جدول الأعمال للتنمية المقبل الذي سنضع فيه أهداف التنمية المستدامة للأعوام المقبلة، وسيتضمن التجديد الحضري ومشاركته في التنمية».
وأضاف غروهمان أن «الاستدامة هامة جداً بالنسبة لمسألة تجديد الأجزاء التاريخية، وبالنسبة لنا؛ فإن أول مسألة مهمة في الأمم المتحدة، وخاصة من منظور الناس أن نرى ما يمكن أن نقوم به بالنسبة لإعادة البناء بعد الصراع الذي نراه في دول مختلفة بالمنطقة، فإن الاستدامة والتنمية الحضرية تتعلق بثلاثة محاور هي: كيفية تجديد الأجزاء الداخلية، كيفية إسهامها في التطور الاقتصادي، وكيف أن نضع الأجزاء التاريخية كمواقع سياحية ينتقل إليها الناس مرة أخرى، لأن أهم منطقة في المدينة تعتبر هذه المناطق القديمة»، مستدركاً «رأينا الكثير من الدول تقوم بتجديد مناطقها القديمة بطريقة ناجحة تعتبر مصدر جذب سياحي واستثماري وغيرها، على أن يتم ضم ودمج الناس القاطنين في هذه المناطق بالتنمية المستدامة العامة للدولة».
وتحدث أيضاً خلال افتتاح المؤتمر، أخصائي البرامج في مركز التراث العالمي لليونسكو (فرنسا)، كريم هنديلي، وقال إن «موضوع المدن التاريخية والتجديد الحضري مهم للغاية، وخصوصاً في إطار ما يحدث في العالم العربي بسبب الأزمات الكبيرة التي نأمل أن تخرج منها عن قريب، وهذا كان له تأثير على جدول أعمال المؤتمر المنعقد».
وأضاف هنديلي «بالنسبة للمجموعات الحضرية والتاريخية، لاحظنا خلال بعض الأعوام أنه من أكبر النقاشات المطروحة، لكن هناك نقاشات حادة مهمة بشأن طريقة التعامل مع التراث العالمي في الحي المسكون، وهو بخلاف المناطق غير المسكونة التي يمكن تسويرها وجعلها متحفاً مفتوحاً بالتالي. فبالإمكان التعامل مع المدن التاريخية كمناطق تاريخية يخرج منها السكان لتكون متحفأً مفتوحاً، وهذا الاتجاه خاطئ، فإبقاء الناس في المدن التاريخية من أسس تحقيق الحماية المستدامة والحفاظ على موروثها».
كما تداخل مدير المركز الإقليمي لحفظ التراث الثقافي في الوطن العربي في الشارقة (إيكروم)، زكي أصلان، وقال إن «موضوع المؤتمر يُعد في غاية الأهمية لأنه منذ الثمانينيات كان هناك اجتماع في ستوكهولم عن التنمية الحضرية المستدامة، ونحن في المؤسسات والمنظمات التراثية نحاول وضع اتجاهات وأساليب عن كيفية ترجمة المدن لأعمال تراثية، و(إيكروم) قطعت شوطاً في المحافظة الإقليمية والحضرية، وأعتقد أن المؤتمر سيخاطب التحديات، فمازلنا نرى بعض التنسيق مع الجهات التي تعمل في المدن التاريخية لأن تضع بعض الإرشادات التوجيهية باستخدامات بعض الدراسات الحالية من دول تاريخية، وأن يكون الاتجاه هو المحافظة عليها» مستدركاً بأن «أعتقد أن من المهمات مناقشة موضوع يتعلق بمسألة التكامل في سياق التراث العالمي، فهي مازالت مفهوماً».
العدد 4581 - الإثنين 23 مارس 2015م الموافق 02 جمادى الآخرة 1436هـ