توفي أمس الإثنين (23 مارس/ آذار 2015) عن 91 عاماً رئيس وزراء سنغافورة السابق لي كوان يو، المهندس الرئيسي لتحويل البلد الصغير إلى أبرز مركز اقتصادي في آسيا بعد أن حكمها بيد من حديد طوال ثلاثة عقود.
وقال نجله رئيس الوزراء الحالي لي هسين لونغ الذي أعلن الحداد لمدة سبعة أيام في بيان إن «لي توفي من دون ألم في المستشفى الحكومي أمس عند الساعة 3,18 (19,18 تغ الأحد)».
وكان لي كوان يو قد نقل إلى المستشفى في الخامس من فبراير/ شباط بعد إصابته بالتهاب رئوي حاد. وأعلنت الحكومة الأسبوع الماضي أن حالته تدهورت كثيراً.
وتوالت رسائل التعزية من العالم أجمع مشيدة بذكرى رئيس الوزراء الراحل الذي هيمن على الحياة السياسية في الأرخبيل الصغير خلال نصف قرن وظل حتى النهاية من الشخصيات السياسية بالغة النفوذ في سنغافورة وجنوب آسيا.
وقال الرئيس الأميركي باراك أوباما: «كان عملاقاً تاريخياً سيبقى بالنسبة للأجيال المقبلة باني سنغافورة الحديثة، وأحد أبرز الاستراتيجيين في الشئون الآسيوية».
كما أشادت الصين بدورها بـ «الاستراتيجي الذي كانت لديه على حد سواء قيم شرقية ورؤية عالمية».
ولد رئيس الوزراء الراحل في 16 سبتمبر/ أيلول 1923 لعائلة من أصول صينية ووصفه أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون بأنه «شخصية أسطورية في آسيا يتمتع باحترام كبير نظراً لمزاياه القيادية القوية ومكانته الرفيعة كرجل دولة».
وكان لي أول رئيس حكومة في سنغافورة منذ العام 1959 بعد تخلص بلاده من الوصاية البريطانية وكان في الخامسة والثلاثين آنذاك وظل في منصبه حتى العام 1990.
وقال نجله في خطاب متلفز: «لقد قاتل من أجل استقلالنا وبنى وطناً لم يكن موجوداً وجعلنا فخورين بأن نكون من سنغافورة».
وعرفت سنغافورة في عهده طوال ثلاثة عقود تطوراً اقتصادياً مهماً لتصبح أحد «النمور الآسيويين» وتحول الأرخبيل الذي يسكنه نحو خمسة ملايين نسمة مركزاً إقليمياً مالياً وسياحياً يتميز بالتكنولوجيا المتطورة، وخصوصاً في مجال الصحة.
وقال الخبير في شئون سنغافورة ديريك دا كونها إن «لي كوان يو ارتقى بسنغافورة إلى مكانة دولية تفوق حجم» الأرخبيل الذي تقل مساحته عن مدينة برلين.
لكن بعض المدافعين عن حقوق الإنسان انتقدوا هذا المحامي الذي نال شهادته في بريطانيا لأنه حكم البلاد بيد من حديد، إذ أودع معارضين سياسيين السجن.
وفي حين لاتزال حرية التعبير والتجمع في سنغافورة خاضعة لقيود تفرضها السلطات فمن الممكن أن يكون الوقت حان لبدء «حوار» وطني من أجل المزيد من الحريات السياسية، بحسب المدير المساعد لـ «هيومن رايتس ووتش» في آسيا فيليب روبرتسون. وتخلى لي عن السلطة العام 1990 لمساعده غوه شوك طونغ الذي تنازل عنها بدوره لرئيس الوزراء الحالي، نجل لي، في العام 2004.
العدد 4581 - الإثنين 23 مارس 2015م الموافق 02 جمادى الآخرة 1436هـ