بات مضيق باب المندب الاستراتيجي بين خليج عدن والبحر الأحمر حيث يمر قسم لا يستهان به من الملاحة الدولية، بمتناول المسلحين الحوثيين الذين يتقدمون في جنوب غرب اليمن.
يقع المضيق الذي يفصل الجزيرة العربية عن إفريقيا قرب مدينة تعز التي سيطر الحوثيون أمس الأول الأحد (22 مارس/ آذار 2015) على مطارها ويسعون إلى السيطرة عليها بشكل كامل.
ويكفي بالنسبة للحوثيين أن يتقدموا قليلاً نحو الغرب ليصبحوا على الساحل المطل على المضيق.
وأفادت مصادر أمنية الأحد أن تشكيلات من المسلحين الحوثيين كانت في طريقها إلى ميناء المخا، على بعد 80 كيلومتراً غرب تعز، وهي مطلة بشكل مباشر على مضيق باب المندب.
هذا السيناريو يعطي النزاع في اليمن بعداً دولياً إذ أن القوى الكبرى لا تستطيع أن تقبل بسيطرة مجموعة مرتبطة بإيران على مضيق باب المندب خصوصاً وأن طهران تسيطر في الأساس على مضيق هرمز، وهو المضيق الاستراتيجي الآخر الذي يربط بين الخليج وبحر العرب.
وقال المحلل السياسي اليمني، باسم الحكيمي «في هذه الحالة، ستكون إيران المستفيد الرئيسي ... وستمتلك ورقة للضغط على القوى الكبرى في مفاوضاتها حول الملف النووي».
وأضاف المحلل أن «السعودية بدورها ستواجه مشكلة» لأنها تصدر جزءاً من نفطها عبر باب المندب، مضيفاً أن «إيران ستحظى بهذه الطريقة بوسيلة ضغط على الرياض».
إلا أن السفير البريطاني السابق في إيران، ريتشارد دالتون الذي يعمل حالياً باحثاً في معهد «تشاتهام هاوس» في لندن قال إنه لا يوجد «أي دليل» على وجود نية لدى الإيرانيين «بممارسة ضغوط» على الحوثيين لعرقلة الملاحة الدولية.
واعتبر دالتون أن الإيرانيين «يدعمون مبدأ حرية النقل ويحترمون القواعد» معتبراً أنه «ليس من المرجح أن يسعى الحوثيون أو الإيرانيون إلى إعاقة» حركة السفن في المضيق.
وسيطر الحوثيون على مطار تعز ويحاولون السيطرة على المدينة بشكل كامل، ويتقدمون باتجاه عدن التي تقع على مسافة 160 كيلومتراً فقط إلى الجنوب من تعز.
ويقع باب المندب على مسافة 150 كيلومتراً غرب مدينة عدن.
وتسير الطريق بين عدن وباب المندب في خط مواز للشاطئ، ويغيب عنها أي تواجد ملموس للقوات الحكومية بحسب مراقبين يمنيين.
ويتمتع باب المندب بأهمية استراتيجية بالنسبة لعدد من الدول مثل مصر وإسرائيل إضافة إلى الدول الكبرى.
وتملك الولايات المتحدة قاعدة في جيبوتي على الضفة الغربية لمضيق باب المندب. وتملك فرنسا أيضاً حضوراً عسكرياً قديماً في جيبوتي.
وبالنسبة للقاهرة، فإن باب المندب هو المدخل إلى قناة السويس التي تعتبرها «خطاً أحمر» على حد قول السفير المصري في اليمن يوسف الشرفاوي.
وقال السفير إن «أكثر من 38 في المئة من الملاحة الدولية تمر عبر هذا المضيق» مشدداً على الأهمية الاستراتيجية الكبرى لباب المندب.
وأضاف الدبلوماسي المصري الأسبوع الماضي بعد لقائه الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي في عدن أن «الأمن القومي لليمن مرتبط بشكل وثيق بأمن البحر الأحمر والخليج وباب المندب».
ويشكل التهديد الحوثي لباب المندب مصدر قلق أيضاً لإسرائيل المطلة على البحر الأحمر، لاسيما عبر ميناء إيلات.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو في خطابه أمام الكونغرس الأميركي في الثالث من مارس الجاري إن «التهديدات» الإيرانية تعني «العالم بأسره».
وقال «فيما يأمل كثيرون بأن تنضم إيران إلى المجتمع الدولي، تقوم إيران بابتلاع دول. علينا أن نتحد لمواجهة التقدم المخيف لإيران» مشيراً بشكل خاص إلى «المضيق الاستراتيجي عند مدخل البحر الأحمر.
العدد 4581 - الإثنين 23 مارس 2015م الموافق 02 جمادى الآخرة 1436هـ