قالت صحيفة الحياة اليوم الإثنين (23 مارس/ آذار 2015) بأن نحو 3.3 بليون شخص يسافر سنوياً على متن 27 مليون رحلة، وتنقل الطائرات 141 مليون شخص حول العالم، ليصبح العالم مقسوماً إلى نصفين ما بين السماء والأرض، وما يحدث على الأخيرة من المحتمل حدوثه في السماء، ابتداء من الخلافات والتغيرات المزاجية وإنشاء الصداقات إلى الوعكات الصحية انتهاء بحالات الوفاة المفاجئة.
وتصبح وفاة أحد الركاب أمراً محتملاً لأي سبب كان، إذ تنقل خطوط الطيران حول العالم ملايين المسافرين يومياً في حركة دؤوبة لا تتوقف على مدار الساعة، وفي الوقت الذي تؤكد فيه الدراسات أن الوفيات نتيجة لتحطم الطائرات أقل بكثير من تلك الناتجة من حوادث السيارات، إلا أن احتمال وفاة أحد الركاب نتيجة لأسباب طبيعية على متن الطائرة يبقى قائماً، ويتبع طاقم الطائرة إجراءات معينة، إذ تصبح مقصورة الدرجة الأولى هي المكان الآمن لوجود «الجثة».
ولا يعلن غالباً عن وجود حال وفاة لعدم نشر الذعر والهلع بين الركاب على رغم طبيعية الحادثة، إذ إن المحافظة على هدوء ونفسية الركاب إحدى مهمات الطاقم. وكانت الخطوط الجوية السنغافورية أول شركة طيران تزود أسطولها بطائرات إيرباص أي 500-340 التي كانت تستخدم في رحلات درجة رجال الأعمال إلى الولايات المتحدة بما يسمى خزانة الجثث، وهي خزانة سرية قادرة على استيعاب جثة متوسطة الحجم، بينما تخصص بعض الشركات أكياساً خاصة لوضع الجثث فيها، وتعمل معظم شركات الطيران على تدريب الطاقم على نقل الجثث وإخفائها عن أنظار الركاب، إلا إن ذلك ليس ممكناً دوماً، ويختلف بحسب عدد الركاب وحجم الطائرة.
وفي حال لم يتوافر مكان لوضع الجثة، يترك المسافر المتوفى على مقعده في الطائرة، وتغطى جثته حتى الرقبة ببطانية، مع ترك حزام الأمان مشدوداً طوال الرحلة، أما إذا حدثت الوفاة بعد الإقلاع مباشرة، فيمكن أن تعود الطائرة إلى المطار الذي انطلقت منه. وأوضح أحد المسؤولين في الخطوط السعودية (تحتفظ «الحياة» باسمه) أن الطائرات في الخطوط السعودية تكون مزودة بأكياس خاصة لوضع «الجثة» فيها.
فيما بين الكابتن سليمان الصالح لـ«الحياة» أنه لم يواجه أي حالة وفاة على أي رحلة من رحلاته خلاله مشواره العملي كأحد طياري الخطوط السعودية، إلا أن الطائرة تكون مجهزة بأكياس لنقل هذة الجثة ولا تعود الطائرة في رحلتها من حيث أقلعت إلا في حال استثنائية وهي عدم وجود طبيب على الرحلة، إذ لا يمكن إعلان حال الوفاة، فيما تستمر الرحلة إلى وجهتها في حال وجود طبيب يعلن الوفاة بشكل قطعي، ويأتي حينها دور شركة الطيران في التكفل بكل تكاليف نقل الميت كون الوفاة حدثت على إحدى رحلاتها وعلى متن طائراتها، وتختلف التكاليف وتشمل نقله من الدولة التي وصل إليها إلى دولة المتوفى ويكون ذلك بحسب نظام الدولة إن كان ينقل في تابوت أو غير ذلك.