واصل التنظيم الإرهابي "داعش"اختراقاته لعدد من المواقع الإلكترونية التابعة لوسائل إعلام في الوطن العربي وبعض الدول العالمية، وكذلك بعض الحسابات في مواقع التواصل الاجتماعي لمنسوبي الإعلام، بهدف توجيه بعض الرسائل التي يرغب التنظيم الإرهابي بإيصالها، بحسب ما أفادت صحيفة الشرق الأوسط اليوم الإثنين (23 مارس/ آذار 2015).
وكان آخر ما قام به «داعش» في ساعة مبكرة أول من أمس، اختراق الموقع الرسمي لصحيفة «عكاظ» السعودية، واستمر الموقع متعطلا، قبل أن يعود مجددا للعمل ظهر أمس، وصرح الحساب الرسمي للصحيفة عبر وسيلة التواصل الاجتماعي «تويتر» بأن الموقع مغلق لأسباب متعلقة بالحماية، موضحا «تعتذر (عكاظ) لقرائها الكرام عن حجب موقعها الإلكتروني مؤقتا لأسباب فنية تتعلق بالحماية».
مخترقو الموقع الإلكتروني للصحيفة السعودية، غطوا على الموقع بخلفية سوداء تحوي صورة لأفراد ملثمين يحملون بأيديهم بعض الأسلحة، وكتب على الصورة بأحرف باللون الأحمر «باقية وتتمدد» في إشارة إلى ما يسمى «داعش»، وأضيف تعليق مبهم تحت الصورة يقول «السلام لله وليس على المرتدين والظالمين سلاما.. والله يا شيخنا قد أخفتهم بكلامك قد أرعبتهم بكلامك اللهم احفظك يا شيخنا يا أسدنا اللهم فك أسره وأكرمه الصبر يا رب»، ولم يتسن لعدد من المشاركين في التعليق على العبارة المكتوبة التحديد بدقة لهوية الشيخ المذكور فيها.
من جهته أشار الدكتور عبد العزيز الهليل الباحث في القضايا الوطنية والأمن الفكري، في حديثه مع «الشرق الأوسط» إلى أن «الإعلام يرتكب في بعض الأحيان أخطاء بإعطاء بعض التنظيمات أو الأفراد قيمة أعلى من الواقع، في ظل إثارته لبعض التساؤلات وعدم الإجابة عليها، فليس هناك فائدة من عرض شبهة دون تفنيدها والرد عليها، فهي بذلك تتحول إلى فائدة أو تسويق للفكر الضال، بعرض فكره وبعض جرائمه، وقد يكون المجتمع في مأمن في السابق عن هذا الفكر، ولكن عرضه دون تفنيد تحول لأداة تسويق للفكر».
من جهته قال الدكتور وليد قطان مدير مؤسسة «عكاظ للصحافة والنشر» الجهة التي تصدر صحيفة «عكاظ» السعودية في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: «هناك مجموعة من (هاكرز) القراصنة دخلوا على الموقع، وكتبوا عبارة الدولة الإسلامية وبعض العبارات الأخرى، وتمكنا من إيقافهم بعد ربع ساعة». مضيفا «نتابع الحدث للتحقق من مصدر الاختراق، من خلال الشركة المستضيفة والمسؤولة عن موقع الصحيفة ونحن في انتظار للتحقيق الذي تجريه الشركة لمعرفة مصدر الاختراق، ونحن اعتذرنا لقرائنا حول هذا العطل من خلال رسالة عبر حساب الصحيفة في (تويتر)».
وفي «تويتر» دار نقاش بين المغردين بعد حادثة اختراق المواقع الرسمية لعدد من وسائل الإعلام، وأشار البعض منهم إلى احتمالية أن يكون التنظيم الإرهابي لم يكتف باختراق المواقع الإلكترونية فحسب، مشيرين إلى أنهم قادوا حملات سابقة في محاولة لاختراق فكر بعض الأفراد الذين ينتمون لوسائل الإعلام، خصوصا في الوطن العربي، سواء بالترغيب أو التهديد لبعضهم، في محاولة لكسب الاهتمام وأن يكونوا وسط الحدث، ومحاولين البحث عن وجود بعض المتعاطفين فكريا لبث سمومهم عبر وسائل الإعلام، وأنهم فاعلون في المجتمع، إلا أنهم لن يجدوا إلا كل الوقوف الحازم من المجتمع الواعي لمحاربة هذه الفئة الضالة المجرمة والتي تقوم بأعمال تنافي تعاليم الإسلام والإنسانية.