أكدَّ رئيس جامعة البحرين إبراهيم محمد جناحي، أهمية أن تتضافر الجهود المجتمعية والرسمية لإيجاد بيئات خلاقة تساعد ذوي الاحتياجات الخاصة على ممارسة حياتهم بشكل طبيعي وتحفيز طاقاتهم واستظهار إبداعاتهم.
ورأى جناحي أن النجاحات التي حققتها الأطر والمراكز المتخصصة في دعم ذوي الاحتياجات الخاصة، مثل: مركز الخدمات التربوية الخاصة للأطفال (تفاؤل)، الذي يهتم بالأطفال الذين يعانون من حالة متلازمة داون، جديرة بالدعم مادياً ومعنوياً.
وقال على هامش احتفالية مركز "تفاؤل" باليوم العالمي لمتلازمة داون التي استضافتها الجامعة اليوم الأحد (22 مارس / آذار 2015) "إن التجارب المعطاءة أثبتت قدرة أطفال متلازمة داون وأسرهم على تجاوز التحديات والأخذ بأيدي أطفالهم نحو الإبداع والإنتاج"، مؤكداً أن "الجامعة ترحب بأن تكون جزءاً من المنظومة الداعمة لمتلازمة داون وأن تستقبلهم على مقاعدها بعد التخرج من الثانوية العامة".
وتابع قائلاً: "إن نحو 35 طالباً وطالبة من ذوي الاحتياجات الخاصة يدرسون في الجامعة في مرحلتي البكالوريوس والماجستير، ويجدون تجهيزات ومرافق خاصة تساعدهم على السير الأكاديمي، وقد أنشأت الجامعة شعبة خاصة لرعاية هذه الفئة"، معرباً عن ثقته بقدرات ذوي الاحتياجات الخاصة على ممارسة دورهم في المجتمع والإسهام في تنميته وتطويره.
واختارت الأمم المتحدة يوم الحادي والعشرين من شهر مارس يوماً عالمياً للتوعية بمتلازمة داون الذي يعد إعاقة نمائية متداخلة ومتشعبة نتيجة لحدوث خلل في الجهاز العصبي.
من ناحيته، شدد مدير مركز "تفاؤل" أسامة مدبولي، في كلمته على أهمية التدخل المبكر من خلال برنامج علاجي تربوي لأطفال متلازمة داون يقوم على التدريب والتعليم.
ونوه مدبولي بأن مركز تفاؤل – وهو مركز غير ربحي – يستقبل الأطفال من هذه الفئة ليساعد الآباء والأمهات على التعامل مع أبنائهم المصابين بمتلازمة داون، مشيراً إلى أن أصغر طفل لدى المركز حالياً لا يتجاوز عمره 21 يوماً فقط.
وألقى عضو مجلس النواب محمد الجودر، كلمة باعتباره أب لطفلة تعاني من متلازمة داون، وقد استطاعت بمعونة أسرتها، ولا سيما أمها، أن تقطع مراحل في رحلة التعلم والتدرب على الرغم من أنها لم تتجاوز ربيعها الرابع عشر.
وأكد النائب الجودر أهمية أن يتواصل الآباء والأمهات مع المراكز المتخصصة، وأن يعوا أهمية الصبر والتعلم والتدرب وفق إستراتيجيات علمية ملائمة لقدرات الطفل واحتياجاته، وذلك الأمر هو الذي حدث لابنته منذ شهورها الثلاثة أي بعد اكتشاف الحالة.
وقال: "لقد انتابتنا حالة من الإنكار والصدمة عندما علمنا بأن ابنتنا مصابة بمتلازمة داون، لكننا قطعنا المراحل بعد ذلك وواجهتنا الكثير من الصعوبات، وتخطيناها بمعونة الأطباء والمتخصصين، وبإصرار ومثابرة من الأسرة لاسيما من أم هاجر".
وأضاف: "تستطيع ابنتي هاجر اليوم أن تتحدث وتكتب باللغة العربية، كما أنها تستطيع التحدث باللغة الإنجليزية، وتقف على المسرح".
ولفت الجودر إلى أن ذوي الإعاقة، ولاسيما أطفال متلازمة داون "يمتلكون إمكانات وقدرات ذهنية لكنهم لايستطيعون البوح بكل ما يجول في أذهانهم بسبب خلل عضلي لديهم، وإيجاد البيئة المناسبة لهم من شأنه أن يساعد على بيان قدراتهم الحقيقية".
وتحدثت هاجر خلف المنصة بطلب من والدها، وأعقبت كلمتها موجة من التصفيق الحار من الحضور.
وقام رئيس الجامعة وعضو مجلس إدارة مركز "تفاؤل" خالد العامر، ومدير المركز أسامة مدبولي بتكريم الجهات الداعمة لمركز "تفاؤل"، وأمهات أطفال متلازمة داون المثاليات خلال الاحتفالية التي أقيمت في مركز زين للتعلم الإلكتروني في الحرم الجامعي بالصخير.
وكان من بين المكرمين سفراء دول: الإمارات، والكويت، والأردن، ومصر، وتونس، بالإضافة إلى ممثلين لجامعة البحرين ووزارة الداخلية.