يعقد المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي، والذي مقرّه المنامة، مؤتمر "المدن التاريخية والتجديد الحضري"، حيث يفتتح المؤتمر جلساته يوم غد الاثنين 23 مارس 2015م في تمام الساعة 9:00 صباحاً ويستمر حتى 25 من الشهر نفسه، بحضور كبير من خبراء التراث العالمي والإنساني من منظمات إقليمية ودولية مختلفة منها منظمة الأمم المتحدة للتربية و العلم و الثقافة اليونسكو، المجلس الدولي للآثار والمواقع الأثرية ICOMOS والمركز العالمي لدراسة الحفاظ على المباني الثقافية وترميمها ICROM. وذلك من أجل مناقشة مواضيع المحافظة على المدن التاريخية المناطق الحضرية وكيفية إدارتها.
أكّدت رئيسة مجلس إدارة المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي الشيخة مي بنت محمد آل خليفة على أهمية هذا المؤتمر "الذي يعدّ الأول من نوعه في المنطقة آخذاً بالاعتبار أهمية موضوع التراث التاريخي كنقطة انطلاق لسياسات التطوّر المدني"، مشيرة إلى أنه "يندرج ضمن السياسة العامة والرؤية الشاملة للمركز الإقليمي الذي يعمل على الحفاظ على المدن المدرجة ضمن قائمة التراث العالمي، خاصة مع التحديات والأزمات التي تواجهها في دولنا العربية، بالإضافة لمشاكل الزحف العمراني والتلوّث اللذين يهددا هذا الإرث الثقافي للشعوب العربية". كما أشارت معاليها لأهمية تواجد الخبراء المختصين بإحياء المدن التاريخية والذي يعد مناسبة لزيارة مدينتي المحرق والمنامة وأخذ الآراء الفنيّة في متابعة المشاريع القائمة لتطوير المدينتين ضمن الحفاظ على التراث العمراني، بالإضافة لتكوين علاقات مع هذه النخبة التي تعطي خبرتها وآراءها ومساهمتها في هذا الميدان.
ينطلق المؤتمر من نصوص ثلاثة تكوّن المرجع الأساسي لانعقاده، وهي توصية اليونسكو التي اتخذت في مدينة نيروبي الكينيّة حول المجموعات المدنية والتاريخية، ميثاق المنظمة الدولية للمواقع والمباني التاريخية الذي أقرّ في مدينة طليطلة في إسبانيا واعتمد في واشنطن عام 1987 حول الحفاظ على المدن التاريخية والمناطق الحضرية، بالإضافة لاتفاقية اليونسكو لعام 2011 والتي توصي بالحفاظ على المناظر التاريخية للمدن القديمة.
كما يتوقّف المؤتمر عند أعمال بعض المدن التاريخية في حفاظها على الإرث العمراني وانسجامه مع الحياة العصرية، والأمثلة ستكون من مناطق كثيرة من العالم انطلاقا من المغرب العربي، إلى مصر، سوريا، العراق، إيطاليا، فرنسا، بلجيكا، إنكلترا والولايات المتحدة، كما ستقدّم هيئة البحرين للثقافة والآثار تجربتها في مدينتي المنامة والمحرق.
وفي أولى جلساته يستهلّ المؤتمر جدول أعماله مع مداخلات حول المدن التاريخية والمناظر الحضرية، يتبعها حديث حول عمل منظمة اليونيسكو في مجال المحافظة على التراث الحضري. كذلك يناقش المؤتمر في هذا اليوم كيفية المزج ما بين المحافظة على التراث والتنمية الحضرية في المدن المدرجة على قائمة التراث العالمي. كما ويتطرق المؤتمر إلى تحدّيات المحافظة على المدن التاريخية في الوطن العربي كالقاهرة، زبيد وصنعاء، حيث من الجدير ذكره أن المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي يقدّم دعماً كبيراً من أجل الحفاظ على مدينة زبيد باليمن، والمدرجة على قائمة المواقع المهددة بالخطر لمنظمة اليونيسكو. وحول المناطق التاريخية التي تمتلك مقوّمات حضارية ومعمارية مميزة، يتناول المؤتمر سبل المحافظة على منطقة خور دبي بدول الإمارات العربية المتحدة.
أما في جلسته الثانية، في اليوم الثاني للمؤتمر، والتي تناقش مواضيع متعلقة بالمدن التاريخية والتجديد العمراني، فيطرح المؤتمر أمثلة ناجحة محلية من مملكة البحرين لمشاريع التجديد الحضري والتاريخي، والتي تتمّثل في العمل الجاري حاليا في مشروع طريق اللؤلؤ المسجل على قائمة التراث العالمي ومنطقة باب البحرين. كما ويتطرق المتحدثون في الجلسة الثانية إلى نماذج عالمية وعربية للتجديد العمراني للمدن كبرشلونة في إسبانيا، مدينة ماتيرا في إيطاليا ومدينة مراكش في المغرب.
وفي يومه الأخير، يقدّم مؤتمر "المدن التاريخية والتجديد الحضري" جلسة متخصصة حول أهم مناهج الحفاظ على التراث، وجلسة تتناول المدن التاريخية المعرضة للخطر، حيث ينسّقها الدكتور منير بوشناقي مدير المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي.
ويتحدث المؤتمر خلال جلسته الأخيرة هذه عن مدينة حلب التاريخية وطرق إدارتها ما قبل الأحداث في سوريا، ومن ثم يقدّم مداخلة حول التدمير الجاري للتراث الثقافي في العراق بفعل الحروب. كما وتتناول هذه الجلسة عمليات إعادة الإعمار في المدن التاريخية والتراث الثقافي في البوسنة والهرسك، والتي تعرضت لدمار أثناء فترة الصراع خلال أواخر القرن الماضي.