قام أعضاء ملتقى الصم الثقافي بجمعية التوعية الإسلامية برحلة تعريفية لبعض المعالم الإسلامية في منطقة البلاد القديم، وكان الصم بصحبة الأستاذ المختص في تاريخ البحرين حسين المديفع، والأستاذ في لغة الإشارة شوقي المعتوق.

وبدأت الرحلة بجولة سريعة لمسجد وعين أبو زيدان وهي من العيون التي اشتهرت في الماضي القريب بأنها مكان تؤدى فيه النذور حيث كانت تغص كل يوم بالمستحمين وأصحاب النذور من أغلب مناطق البحرين. ولعين «أبو زيدان» ميزة تاريخية خاصة جعلتها تذكر منذ قديم الزمان فقد ذكرت قبل أكثر من ألف عام من الآن حيث كانت الحمام المفضل للعامل القرمطي في البحرين حيث قتل فيها في بداية ثورة أهل أوال ضد القرامطة، قتله «أبو البهلول»، ومن ثم قام الصم بالتجوال في مزارع الجهة الجنوبية الواقعة خلف عين عذاري، وبعدها تم التعريف بسوق الخميس والخدمات التي كانت تُقدّم فيه وبجواره.

كما تم التعرف على تاريخ وتأسيس المدرسة المباركة العلوية (الخميس حالياً) وموقعها، وبعد ذلك تم التوجّه لمقبرة أبوعنبرة التاريخية والتعريف بما حوته من علماء وشخصيات أمثال العالم المحقق الشيخ حسين بن الشيخ عبد الصمد الجبعي العاملي، والد العلامة (الشيخ محمد العاملي) رحمهما الله، ووضعت على قبورهم صخور (ساجات) كتب عليها أسماؤهم بعضها يعود تاريخها إلى ما قبل ألف عام. وأن الكثير من تلك الأحجار تآكلت وامتحت ما عليها من كتابات ورموز بفعل تقدم الزمن، وعدم العناية بها. وكان التفاعل كبيراً من خلال كثرة الأسئلة المعبّرة عن شغفهم للبحث عن المزيد من المعلومات التاريخية وحبّهم لمعرفة ما حوتها تلك البقعة من آثار وحضارة عريقة.

وخُتمت الرحلة بجانب الصرح الإسلامي الكبير المشهد ذو المنارتين (مسجد الخميس) والذي كان مغلقاً للأسف بسبب أعمال الترميم إلاّ أن ذلك لم يمنع الصمّ من الاطلاع عليه من خلف السور وأخذ صور تذكارية.

يُذكر أن ملتقى الصمّ الثقافي يهدف إلى توعية الصُم إسلاميًا واجتماعيًا، وتعزيز دورهم واندماجهم الإجتماعي خصوصًا في إحياء الفعاليات الإسلامية والإجتماعية، ويسعى ليكون مصدراً أساسيًا لتلقّيهم الفهم والثقافة الإسلامية والاجتماعية والفكرية بالوسائل المناسبة.