فيما بدأ الجيش المصري أمس، مناورة عسكرية بالذخيرة الحية، بمشاركة قوات التدخل السريع على الحدود مع ليبيا غرب البلاد، دعا الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال لقاء الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي، إلى تجاوز الخلافات العربية وصياغة منظومة الأمن القومي العربي بما يمكن الدول العربية من الاستجابة والتعامل مع التحديات الجسيمة التي تفرضها الظروف الحالية، بحسب ما افادت صحيفة الشرق الأوسط اليوم الأحد (22 مارس/ آذار 2015).
وفرض انتشار جماعات متشددة في أرجاء الشرق الأوسط، تحديات على قادة الدول العربية، في ظل حالة عدم الاستقرار السياسي التي رافقت الربيع العربي قبل 4 سنوات. ومن المقرر أن يضع القادة العرب ملف الأمن القومي على رأس أولوياتهم خلال القمة العربية التي تنعقد أواخر الشهر الحالي في مدينة شرم الشيخ، وسط تباين في وجهات النظر.
وقال بيان للرئاسة، إن السيسي نوَّه خلال لقاء الأمين العام للجامعة العربية بـ «خطر الإرهاب الذي يحدق بالعديد من دول المنطقة العربية في الوقت الراهن، وهو الأمر الذي يستدعي التكاتف العربي أكثر من أي وقت مضى للحفاظ على مقدرات الدول والشعوب العربية، وذلك من خلال صياغة منظومة الأمن القومي العربي بما يمكن الدول العربية من الاستجابة والتعامل مع التحديات الجسيمة التي تفرضها الظروف الحالية».
وقال السفير علاء يوسف، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة إن لقاء السيسي والعربي شهد استعراضا لآخر المستجدات والاستعدادات الجارية لعقد القمة العربية التي تتولى مصر رئاستها.
وأشار يوسف إلى أن الرئيس المصري أكد أهمية إعلاء قيمة التضامن العربي، وتعزيز العمل العربي المشترك والحرص على وحدة الصف، والتوصل إلى توافق وتجاوز أي خلاف في وجهات النظر خلال القمة القادمة.
وأضاف البيان أن الأمين العام للجامعة العربية أشار إلى أن الأمن القومي العربي سيتصدر أولويات جدول أعمال القمة العربية المقبلة، وذلك إدراكا من الدول العربية لحجم المخاطر والتهديدات وضرورة توفير الأدوات اللازمة لدحر الإرهاب والحفاظ على الدول العربية.
وقال العربي إن تعديل ميثاق الجامعة العربية سيكون أيضا ضمن البنود المهمة المطروحة على جدول أعمال القمة، وذلك لجعل الميثاق أكثر تطورا، وبما يعزز من آليات عمل الجامعة العربية، ويجعلها أكثر قدرة على الاستجابة لمختلف التحديات.
واقترحت جامعة الدول العربية، في منتصف يناير (كانون الثاني) الماضي، تشكيل قوة تدخل عربية مشتركة لدحر الإرهاب وفقا لميثاق الجامعة ومعاهدة الدفاع العربي المشترك لعام 1950 وإنشاء قيادة عامة موحدة لقوات التدخل العسكرية وفقا لمقتضيات المعاهدة أو أي صيغة أخرى يتم التوافق عليها، ويحظى الاقتراح بدعم مصري قوي.
وفي غضون ذلك، بدأ الجيش المصري في تنفيذ مناورة بالذخيرة الحية على الحدود الغربية مع الجانب الليبي، بحسب وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية. وتأتي المناورة بعد ما يزيد على شهر من قصف المقاتلات المصرية لمناطق يسيطر عليها تنظيم داعش في ليبيا، ردا على مقتل 21 مصريا على يد عناصر التنظيم المتشدد.
وشهد الفريق أول صدقي صبحي القائد العام للقوات المسلحة، وزير الدفاع والإنتاج الحربي، المرحلة الرئيسية للمناورة «رعد 23» التي تنفذها وحدات من المنطقة الغربية العسكرية، وعناصر التدخل السريع.
واشتركت في المناورة قوات برية وجوية ووحدات الدفاع الجوي، وتضمنت إبرار عناصر من الصاعقة والوحدات الخاصة البحرية للإغارة على أهداف برية وساحلية معادية، بالإضافة إلى تنفيذ مراحل التحرك والفتح الاستراتيجي لقوات التدخل السريع للمعاونة في القضاء على إحدى البؤر الإرهابية.
وأشاد وزير الدفاع المصري في كلمة عقب تنفيذ المناورة، بـ«ما وصلت إليه القوات المسلحة من جاهزية واستعداد جاد لتنفيذ المهام التي تسند إليها دفاعا عن الشعب المصري، والتصدي لكل من تسول له نفسه المساس بأمن واستقرار كافة شعوب المنطقة».
وقال خبراء عسكريون إن إجراء المناورة على الحدود الليبية في هذا التوقيت تحمل رسائل سياسية بالإضافة إلى التدريب على المهام العملياتية. وأشار اللواء حسام سويلم الخبير العسكري لـ«الشرق الأوسط» إلى أن المناورة تأكيد مصري عملي على جاهزية القوات، ورسالة للمتشددين في ليبيا لتحذيرهم من محاولة اختبار القدرات المصرية.
وفي سياق ذي صلة، أعلن المتحدث العسكري العميد محمد سمير، اكتشاف وتدمير 194 نفقا بمدينة رفح على الحدود بين مصر وقطاع غزة خلال الفترة من أول فبراير (شباط) الماضي، وحتى 19 مارس (آذار) الحالي.
وبدأت القوات المسلحة أواخر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي إخلاء منازل أهالي رفح في نطاق 500 متر بالشريط الحدودي غرب الحدود مع قطاع غزة، بعد أيام من مقتل 33 من قوات الأمن إثر هجوم على كمين في منقطة كرم القواديس بالشيخ زويد.
الأمن القومي العربي في سبات عميق
من كان القرار بيد غيره كيف؟