قالت الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال (فرع فلسطين) إن الأدلة والوثائق التي جمعها منتسبوها من الميدان تشير إلى أن قوات الاحتلال الإسرائيلي لا تزال تستهدف الأطفال الفلسطينيين بالرصاص الحي، وأنها لا تزال تستخدم القوة المفرطة تجاههم، بحسب ما افادت صحيفة الشرق الأوسط اليوم الأحد (22 مارس/ آذار 2015)
وأضافت الحركة، في تقرير أصدرته أمس، أنها رصدت ووثقت حالات 30 طفلا أصابتهم قوات الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنون بالرصاص الحي منذ بداية العام الحالي وحتى تاريخه، من بينهم 29 أصيبوا برصاص جنود الاحتلال خلال مشاركتهم في مسيرات سلمية بالضفة الغربية، فيما أصيب طفل برصاص المستوطنين في بلدة سلوان بالقدس المحتلة.
وفي هذا الصدد، قال عايد أبو قطيش، مدير برنامج المساءلة في الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال، إن «هذا العدد يشير إلى مواصلة قوات الاحتلال الإسرائيلي استخدام القوة المفرطة والرصاص الحي باستهدافها الأطفال الفلسطينيين، بسبب انتشار ثقافة الإفلات من العقاب في أوساط جنود الاحتلال الإسرائيلي، وعلمهم المسبق بأنهم لن يحاسبوا على أفعالهم مهما كانت النتيجة». وأضاف أنه «وفقا للوائح جيش الاحتلال الإسرائيلي الخاصة، يجب ألا تستخدم الذخيرة الحية إلا في ظروف تشكل تهديدا قاتلا بشكل مباشر للجندي. ولكن حتى الآن لا توجد أدلة تشير إلى أن الأطفال، الذين أصيبوا بالرصاص الحي منذ بداية العام الحالي، كانوا يشكلون مثل هذا التهديد وقت إطلاق النار عليهم».
ومن بين الحالات التي وثقتها الحركة إصابة الطفل معاذ الرمحي (15 عاما) من مخيم الجلزون، والذي تعرض لعيار حي في صدره، خلال مواجهات اندلعت مع قوات الاحتلال على مدخل المخيم في السادس من مارس (آذار) الحالي. وقد ورد في التقرير الطبي الخاص بالرمحي أنه وصل إلى المستشفى وهو يعاني من إصابة بالرصاص الحي في منطقة أعلى الصدر الأيمن، تحت الترقوة مباشرة، بمدخل دون مخرج، وقد أُحضر للمستشفى وهو يعاني من صدمة حادة نتيجة نزيف حاد داخل الجهة اليمنى من الصدر. وأضاف التقرير أن الطفل الرمحي خضع لعملية جراحية فورية ليتبين أنه كان يعاني من ثلاثة جروح في الرئة اليمنى، واحد في الفص العلوي وجرحين في الفص السفلي، كما كان يعاني من «تهتك شبه كامل في ضلعين من صدره (6 و7) من الجهة الخلفية، مع تهتك كبير جدا في عضلات الصدر الأيمن من الجهة الخلفية».
أما الطفل محمد حميدات (16 عاما) من مخيم الجلزون، فقد أصيب بعيار ناري حي في الجهة اليسرى من وجهه خلال مواجهات مع قوات الاحتلال على مدخل المخيم في السادس من الشهر الحالي. وقال حميدات، في إفادته للحركة، إنه شعر بشخص يضربه من الخلف خلال عودته للمنزل بعد أن شاهد جنود الاحتلال يقتربون من مدخل المخيم، ويضيف موضحا «أحسست بدوخة ووجع خفيف لحظتها، ولاحظت دماء تنزف من وجهي بشكل كبير».
كما أصيب الطفل مالك مسلم عبد الفتاح غوانمة (16 عاما) من مخيم الجلزون برصاصة حية في ساقه اليمنى، أدت إلى تهشم العظم، وقال والده للحركة العالمية للدفاع عن الأطفال إن الأطباء قاموا بتركيب جسر بلاتين في ساق طفله جراء إصابته البالغة.
وقد جاء في التقرير الطبي الخاص بالطفل برناط أنه «تبين بعد الفحوصات السريرية وصور الأشعة وجود مدخل للعيار الناري مع عدم وجود مخرج، وأن الرصاصة استقرت في ركبته اليمنى». وعادة لا يسلم الأطفال الفلسطينيون من القتل والاعتقال والضرب على يد الجنود الإسرائيليين. فخلال سنوات طويلة تم توثيق حالات قتل فيها أطفال واعتقل آخرون وتعرض بعضهم للضرب الشديد. والعام الماضي فقط قتلت إسرائيل 11 طفلا في الضفة الغربية بالرصاص الحي.
وكان تمير يداي، قائد قوات الاحتلال في الضفة الغربية، قال في اجتماع له مع مستوطنين في مستوطنة «حلميش» في التاسع من ديسمبر (كانون الأول) 2014، إنه بدأ باتخاذ إجراءات قاسية في الميدان. وأضاف موضحا «أنا لا أقول إننا غيرنا قوانين فتح النار، لكنني أقول إننا أخذنا منحى أقسى في التعاطي مع هؤلاء الأشخاص.. ففي الحالات التي اعتدنا أن نستخدم فيها قنابل الغاز والرصاص المطاطي، نحن الآن نطلق الرصاص من بندقية روجر، وأحيانا أخرى الرصاص الحي».
وتقول منظمات حقوق الأطفال إن تعامل الجنود الإسرائيليين في الميدان مع الأطفال يتناقض مع القوانين والأعراف الدولية، وفي مرات عديدة فتح الجيش الإسرائيلي تحقيقات في حوادث ضد أطفال، من بينها نهش كلاب بوليسية لأجساد أطفال وتلاميذ مدارس. لكن من دون اتخاذ أي إجراءات رادعة.