تستقطب حركة مد توصف بانها الاكبر في هذا القرن منذ صباح أمس السبت (21 مارس/ أذار 2015) عشرات الاف من الفضوليين على سواحل فرنسا الغربية من سان مالو الى مون سان ميشال.
في مون-سان-ميشال انطلق السياح الذين اتوا من كل ارجاء فرنسا ومن الخارج ايضا (اليابان والمانيا وبلجيكا خصوصا) قبيل الفجر الى الجسر المؤدي الى هذا الموقع المدرج على قائمة التراث العالمي للبشرية.
وقد استحال مون-سان-ميشال صباح السبت جزيرة مجددا بسبب حركة المد وسيتحول مجددا الى جزيرة ايضا مساء عند الساعة 20,07 بالتوقيت المحلي (الساعة 19,07 ت.غ.) مع حركة مد معدلها 119 وهي الاعلى تسجل حتى الان بحسب الهيئة الوطنية الفرنسية المعنية بالمياه والمحيطات (شوم).
وسبق ان استقطبت حركة المد الاستثنائية هذه مساء الجمعة عشرة الاف شخص في هذا الموقع. ويتوقع ان يأتي عدد قياسي مساء السبت ايضا.
واخر حركة مد ضخمة من هذا النوع سجلت في العاشر من اذار/مارس 1997 ويتوقع ان تسجل الحركة المقبلة كهذه في الثالث من اذار/مارس 2033. وستكون حركة المد السبت تاليا الاكبر التي تسجل في القرن الحادي والشعرين حتى الان.
وتأتي حركات المد القوية هذه نتيجة تضافر عوامل فلكية متعددة منها اصطفاف الكواكب والمسافات القصيرة بين المدارات...
وقد سجل الجمعة في اوروبا كسوف للشمس. وحركات المد ناجمة عن جاذبية القمر والشمس على البحار والمحيطات.
وحركات المد الكبيرة كهذه تسجل في الواقع كل 18 عاما تقريبا ويكون الفارق بين حركة المد والجزر قرابة 14 مترا اي اكثر من مبنى من اربعة طوابق.
في مدينة سان مالو التاريخية، احتل نحو 20 الف شخص الكورنيش البحري مع ساعات الفجر الاولى لحضور حركة المد الصباحية.
وقد تكدست الجموع على الرصيف والطريق منتعلة جزمات مطاطية وواضعة سترات واقية من المياه وقبعات والتقطت صورا لرغوة الامواج المرتفعة فوق السد قبل ان تبللهم عند تفقشها عند اقدامهم.
الا ان ارتفاع الامواج لم يتجاوز المتر وهو امر غير ملفت بالنسبة للمعتادين على حركات المد.
وقال شخص من بين الاف الفضوليين الذين اتوا لرؤية هذه الظاهرة "حركات المد هنا اضخم بكثير عادة. وتصل المياه الى الشارع. لكن الان لا نشهد ذلك. الامر مخيب للامل قليلا. لكنه مفيد لتجار سان مالو".
وخلال حركة الجزر ستنحسر مياه البحر لمسافة طويلة وسيتمكن عندها الصيادون من النزول مشيا لجمع ثمار البحر.
وقد اكثرت السلطات المحلية في الايام الاخيرة من التحذيرات من ضرورة اخذ الحيطة لا سيما باتجاه الصيادين الذين قد يعلقون بسبب حركة المد ولا سيما في خليج مون سان ميشال حيث يفيد قول مأثور ان "المد يعدو بسرعة جواد".
ويتوقع خبراء الاحوال الجوية ان يكون الطقس معتدلا مع فيضانات قليلة وغير واسعة النطاق في حين ان البلدات الساحلية لم تتخذ الا اجراءات بسيطة.
اما الفارق الاكبر بين المد الجزر في العالم فيتوقع ان يسجل في خليج فوندي في كندا مع 16 مترا.
وستسجل هذه الظاهرة بشكل كبير ايضا في ارض النار (اقصى القارة الاميركية الجنوبية) وعلى ساحل استراليا الشمالي وفي بريطانيا خصوصا في قناة بريستول (اكثر من 14 مترا).