في ختام الملتقى الخليجي الثالث للإعلام الرياضي الذي أقيم في البحرين خلال شهر أبريل/ نيسان العام الماضي. شارك نخبة من الإعلاميين الخليجيين في ندوة خصصت للتوثيق الرياضي الذي لم يلقَ حقه الصحيح بشكل رسمي حتى الآن في دولنا الخليجية على رغم الاجتهادات الشخصية التي تصدر هنا وهناك. وقد أوضحتُ أثناء حديثي في الندوة أن مدون التاريخ الرياضي الذي نطلق عليه «الموثق» يحتاج إلى أدوات كثيرة حتى يصبح توثيقه صحيحاً. والتوثيق قائم على أسس علمية تقتضيها متطلبات المهنة. وقلت بأن الكثير من كتب التوثيق التي تصدر في دولنا الخليجية هي أبعد ما تكون عن التوثيق الصحيح لأنها لا تستند على مواثيق صحيحة ويعتمد مدونها على معلومات شخصية غير مؤكدة أو موثقة بشكل صحيح. كما أن المدون كان يتعمد ذكر أسماء شركات تجارية أو شخصيات لا علاقة لها بالحقبة الزمنية التي وثقها الكتاب. لأنه ينشد الحصول على المال من أجل تغطية تكلفة طباعة المطبوعة أو جني أرباح مالية.
ذلك التدوين الخاطئ تسبب في كثير من الأحيان في قلب الحقائق وإتاحة الفرصة لبعض من يسمي نفسه مدوناً في العبث بتاريخ دورة كأس الخليج العربي لكرة القدم الأولى كأبرز حدث رياضي أقيم في دول التعاون الخليجي. ولدت فكرته في البحرين العام 1969 واحتضنته أيادٍ بحرينية خالصة دعت إلى وضع النظام الأساسي في اجتماعات المنامة في العام نفسه.
وعلى رغم وجود كل مراسلات تلك الحقيقة الساطعة إلا أن بعض الموثقين أعطوا لأنفسهم الحق ومن دون أن يملكوا أية وثيقة في أن ينسبوا تاريخ الدورة إلى أسماء وشخصيات بعيدة عن أرض الواقع ولم تلعب أي دور ملموس في تنظيم هذه الدورة والسبب في اعتقادي المتواضع أننا في البحرين أغفلنا كتابة تاريخنا الرياضي حتى أصبح البعض يتاجر به باسم التوثيق.
فتاريخ جميع الألعاب الرياضية في البحرين قديم ومتشعب وشارك في صنعه رجالات كثيرون يستحقون أن تُدوَّن أسماؤهم في كتب التوثيق... وهو الأمر الذي يدفعني للخوض في هذا الموضوع مجدداً بعد صدور مطبوعات تحسب على تدوين تاريخ الرياضة البحرينية، لكنها لم تراعِ المبدأ العلمي الصحيح. وزجّت بأسماء وشركات لا علاقة لهم بتاريخ اللعبة.
إقرأ أيضا لـ "عباس العالي"العدد 4579 - السبت 21 مارس 2015م الموافق 30 جمادى الأولى 1436هـ