كان حلماً يراود العلماء والمختصين بقضايا البيئة في الغرب وبعض دول العالم، التي تظل تعاني من مختلف مظاهر التلوث الشديد للبيئة، في ظل حركة التوسع الصناعي والعمراني والتقدم التكنولوجي الجبار، فأصبح الآن حقيقة قائمة على أرض الواقع.
لسنوات طويلة، أصرّ العلماء والمختصون، على أن توسيع نطاق صناعة طاقة الرياح من أجل التصدي للآثار المدمرة البيئية، التي قد تطال حياة الإنسان والطبيعة ومختلف الكائنات الحية، هو أمر ضروري لمكافحة تغير المناخ، وحماية الإنسان وبقية الكائنات الأخرى من سرطان هذا التلوث، الذي ظل يزحف بقوة هائلة ومخيفة، نحو أنحاء واسعة على سطح الكرة الأرضية، نتيجة سرعة التصنيع والتطور وخراب البيئة.
ففي الفترة ما بين 10 و12 من مارس/ آذار 2015 التقى في قصر المؤتمرات والمعارض الدولية (بيلا سنتر) في العاصمة الدنماركية كوبنهاجن، عدد كبير من الخبراء والمختصين في شئون المناخ والبيئة، وصنّاع القرار السياسي والاقتصادي لأكثر من 60 دولة ومؤسسة وطنية من مختلف أنحاء العالم، في حدث سنوي دولي، لمناقشة سلسلة واسعة من الأعمال الرائعة، التي تتعلق بمكافحة مخاطر كوارث البيئة والتلوث، وحجم أضرارها البالغة على حياة الإنسان والطبيعة ومختلف الكائنات الحية، جرّاء تراكم المواد الملوثة والمخلفات الصلبة، التي تنتج من المصانع والمنازل والمطاعم والشوارع والمزارع وغيرها من مختلف الموارد الطبيعية الأخرى، وذلك من أجل خلق تطورات جديدة على مستوى صناعة الطاقة، وإجراء تحسينات واسعة ومهمة في مختلف مجالات صناعة طاقة الرياح، للحصول على الموارد الكهربائية النظيفة والآمنة والخالية من التلوث الهوائي والإشعاعي.
وقد تحدثت جميع الوفود، التي شاركت في حوارات ذلك المنتدى، عن وجود هواجس متشابهة واضحة لديها من تزايد مخاطر التلوث البيئي على أوضاع بلدانها ومجتمعاتها، التي بدأت تشعر بامتداد سرطان التلوث في العديد من مناحي الحياة العامة، بينما تحاول الشركات الصناعية العملاقة الاستمرار في العمل من أجل جني الأرباح الاقتصادية والمالية الهائلة، على حساب حياة الإنسان والطبيعة والحيوانات بأنواعها المتعددة والمختلفة.
تقول راشيل حجار، موظفة العلاقات الإدارية العامة في مؤسسة (EWEA)، وهي إحدى المؤسسات البلجيكية والعالمية الرائدة في مجالات تصنيع تكنولوجيا الطاقة الحديثة، والجهة الراعية لهذا الحدث الدولي الكبير: «أصبحت قضايا التلوث والبيئة من أبرز القضايا المهمة والملحة، التي ينظر لها المجتمع الدولي بأهمية بالغة، خصوصاً في السنوات الأخيرة حيث تغلغلت مظاهر الآثار البيئية الخطيرة، وأضرارها المتنوعة والمقلقة، في صلب الحياة اليومية العادية تقريباً لكافة المجتمعات البشرية والموارد الطبيعية ومختلف الكائنات الحية الأخرى والفضاءات الكونية الشاسعة. وكان لابد من أن تكون هناك وسائل عملية وفعلية متاحة لمواجهة كل تلك الأضرار والمخاطر، ولذلك بدأت تعمل كل المؤسسات الوطنية والدولية المعنية بمكافحة تغير المناخ في البلدان الأوروبية والعالم، على تبني استراتيجيات جديدة وأنماط نموذجية مميزة لأعمال التحديث لجهة الدول، التي يمكن لها أن تعاني من ويلات التلوث البيئي وتغير المناخ، من خلال توفير كافة شروط السلامة العامة، والتحفيز على دمج طاقة الرياح في أسواق الكهرباء وتكنولوجيا التوربينات المتنوعة، والتي تستخدم عادةً في محطات توليد الطاقة الكهربائية، وغيرها من سلسلة الخدمات المثالية الملبية لقيمة الاتصالات وتحقيق الأعمال العظيمة والمجدية في هذا الشأن، وذلك من أجل خدمة قضايا الإنسان والطبيعة والكائنات الحية، بأشكال مفيدة وناجعة ومثمرة، لأن عالم هذه المرحلة المتطورة والمتقدمة والعصرية، لا يمكن له أن يقدم ضحايا جدداً نتيجة الكوارث المناخية المتعددة، والمخلفات والتراكمات البيئية الضارة والسلبية».
وفي الفترة ما بين 17 و20 ديسمبر/ كانون الثاني 2015، سوف يجتمع في العاصمة الفرنسية باريس زعماء العالم وخبراء المناخ والطاقة، تحت راية الأمم المتحدة، لبحث السبل الكفيلة بتطوير مسائل مكافحة تغير المناخ، وتبادل الأفكار في شأن العديد من القضايا الاجتماعية والإنسانية، وتأدية مهمات ترتبط بترشيد دول وشعوب العالم وأصحاب الشركات الصناعية الكبرى والهيئات المسئولة عن سلامة البيئة وقضايا الأعاصير والتصحر، نحو خلق فرص ناجعة لتفادي حدوث الكوارث البيئية الخطيرة، والتركيز بشكل أقوى على المهمات الإنسانية، من أجل منع الأضرار البالغة، التي تلحق بحياة الإنسان نتيجة تراكم المؤثرات البيئية القاتلة والتغيرات المناخية الكارثية.
إقرأ أيضا لـ "هاني الريس"العدد 4579 - السبت 21 مارس 2015م الموافق 30 جمادى الأولى 1436هـ
كم من الوقت
كم من الوقت يراد لمجتمعاتنا المتخلفة ان تلحق بمثل هذه التقنية الجبارة؟ المجتمعات الراقية تصنع للمستقبل ونحن نبحث في تراث الماضي المتخلف الذي لاينتج غير الفساد والحقد والدماء ؟؟؟