العدد 4579 - السبت 21 مارس 2015م الموافق 30 جمادى الأولى 1436هـ

مديرة «المتروك للتأهيل»: قطاع «الاحتياجات الخاصة» يتطور... والوعي بحاجة للمزيد

فوزية عبدالخالق متحدثةً إلى «الوسط»
فوزية عبدالخالق متحدثةً إلى «الوسط»

قالت مديرة مركز المتروك للتأهيل الإرشادي فوزية عبدالخالق: إن الناس بحاجة لتوعية في قضايا ذوي الاحتياجات الخاصة، مبينةً أن القطاع يشهد تطوراً ملحوظاً، ومعبرةً عن حلمها بتوسعة المركز وخدماته ليصبح مركزاً متكاملاً يُعنى بذوي الاحتياجات الخاصة.

وفوزية عبدالخالق، هي أم لخمس بنات وولد، درست إدارة الأعمال وبدأت مشاريعها حال ما أنهت دراستها، فتغيرت كل طموحاتها وتوجهاتها حين رزقت بولد من ذوي الاحتياجات الخاصة.

وبينت في لقاء صحافي، اضطرارها للسفر بحثاً عن العلاج والرعاية، نظراً لعدم توافر ذلك في البحرين، ومنذ ذلك الوقت تحولت جهودها لدعم قضايا ذوي الاحتياجات الخاصة ومحاولة إنشاء مركز تأهيل شامل، فافتتحت مركز خطوات، وتدير الآن مركز المتروك للتأهيل الارشادي من دافع إنساني لتساعد الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة.

السطور التالية تتضمن اللقاء:

متى تم افتتاح مركز المتروك للتأهيل الإرشادي؟ وما هي نوعية الحالات التي يتم قبولها في المركز؟

- افتتح المركز في 23 يناير/ كانون الثاني 2008، أما الحالات التي يقبلها، فتتمثل في الشلل الدماغي باختلاف درجاته، ولا توجد حالات متشابهة فلكل طفل درجة مرضية معينة وتأثير معين، بحيث يتم قبول الطفل المصاب بعد معاينة حالته من قبل فريق متخصص مكون من أخصائية نفسية وأخصائية علاج طبيعي وأخصائية أكاديمية وأخصائية اجتماعية وأخصائية تأهيل، يتم تقييم حالته من قبلهم بالإضافة إلى طلب التقارير الطبية الخاصة من أطباء المخ والأعصاب، وأطباء العظام بالطفل ليتم تحديد البرنامج الخاص المناسب له.

ما هي الأعمار التي يستقبلها المركز؟

- من سن سنتين إلى ثلاثة عشر سنة.

هل توجد استمرارية لتأهيل الطفل من ذوي الاحتياجات الخاصة بعد خروجه من المركز؟

- نعم، ويعتمد ذلك على الطفل نفسه، حيث يذهب بعضهم إلى مراكز تأهيل ثانية تقبل بأعمار أكبر كما يذهب البعض الآخر إلى مدارس، وعلى سبيل المثال كانت لدينا طفلة درجة استيعابها ممتازة لكنها كانت تعاني من إعاقة جسدية، فقدمت في مدرسة خاصة ولم تقبل بسبب، وبعد متابعة موضوعها من قبل وزيرة التنمية الاجتماعية السابقة فاطمة البلوشي، تم قبولها ولله الحمد.

ما رأيك في نظام دمج ذوي الاحتياجات الخاصة في المدارس الحكومية الذي طبّقته وزارة التربية والتعليم؟

- فكرة الدمج ممتازة، لكننا نرى غياب الخطة الرئيسة لهذا النظام إذ لم يتم إضافة مرافق خاصة لذوي الاحتياجات الخاصة، كما يتوجب عمل برامج ومحاضرات توعوية لأطفال المدارس تعرفهم بحالات ذوي الاحتياجات الخاصة وأوضاعهم وكيفية معاملتهم وحثهم على مساعدة أقرانهم من ذوي الاحتياجات الخاصة ومراعاتهم.

فيما يتعلق بنشاط مركز المتروك للتأهيل الإرشادي، هل لنا أن نتعرف على نوعية البرامج التي يقدمها؟

- يقدم المركز برامج متنوعة وتتضمن برنامجاً أكاديمياً، علاجاً طبيعياً، علاجاً تأهيلياً، علاجاً باللعب، خدمات صحية وبرامج تأهيل نفسي. ويتم تقديم التعليم لكل طفل بما يناسب قدراته الاستيعابية وحالته الصحية من ناحية التركيز ومن الناحية النفسية.

كما يقدم المركز إلى جانب ذلك، علاج طبيعي عبر تقديم برنامج خاص لكل طفل بما يناسب حالته، فيتم مساعدة الطفل بالاعتماد على نفسه ولو بالشيء البسيط مثل تناول الطعام والمشي. كما يخصص المركز يوم الخميس كيوم ترفيهي وتحدد برامجه بحسب المناسبات مثل العيد الوطني والحج، وينفذ المركز فعاليات في مجمع السيف يتم فيها توعية المجتمع، ورحلات ترفيهية وتعليمية للأطفال إلى أماكن مختلفة مثل محمية العرين.

لماذا نجد التركيز على الجانب الفسيولوجي البدني ويتم إهمال الجانب النفسي رغم أولوية الثاني على الأول؟

- لا يتم التركيز على الجانب البدني وإهمال الجانب النفسي في مركز المتروك، فالإخصائية النفسية تتابع الأطفال دائماً وتركز على حاجاتهم، بالإضافة إلى التركيز على الجانب البدني عن طريق العلاج الطبيعي ليستطيع الطفل التفاعل مع كل من حوله ويحاول المركز تأهيل الطفل لطلب حاجاته والاعتماد على نفسه في الأشياء البسيطة. فيوجد أطفال لا يوجد لديهم استيعاب بتاتاً، فيهتم المركز بالجانب البدني والنفسي أكثر من الأكاديمي، وعلى العكس يوجد أطفال لديهم القابلية للتعلم والاستيعاب فيتم التركيز على الجانب الأكاديمي والبدني والنفسي.

ما هي أهم مشاكل ذوي الاحتياجات الخاصة؟

- أهم مشاكل ذوي الاحتياجات الخاصة تكمن في المنزل، فالمركز يستقبل الأطفال من شهر سبتمبر/ أيلول حتى يونيو/ حزيران، وخلال عطلة الصيف تنتكس حالة الأطفال بسبب عدم متابعة الأهالي لأبنائهم، أو عدم تواصل الأهالي مع المركز ويرجع ذلك في الغالب إلى انعدام الوعي فالأهل مسئولون بالدرجة الأولى عن أطفالهم ومتابعة حالاتهم.

كما واجهنا مشاكل سابقة تتمثل في أن الأطفال يأتون من منازلهم وبهم بعض الكدمات، فيعمل الأهالي على لوم المركز، وبدورنا وفي إطار تجنب هذه المواقف ولتأمين أكثر حماية للأطفال قمنا بتركيب كاميرات مراقبة في جميع مرافق المركز، ونحن هنا ننوه بما لدى الموظفات من مؤهلات وخبرة كافية في التعامل مع الأطفال.

ما هي أهم الاحتياجات التي يفتقر إليها المركز؟

- مركز المتروك مناسب لعدد الأطفال المقبولين حالياً وعددهم 48 طفلاً، ولكن يوجد هناك أعداد كبيرة من الأطفال على قائمة الانتظار، لذا هنالك حاجة لافتتاح مراكز أخرى مشابهة لمركز المتروك لاستيعاب هذا العدد المتزايد من الطلبات.

وما هو نوع الدعم الذي تقدمه وزارة التنمية الاجتماعية لهذه المراكز؟

- تقوم الوزارة بتحمل جميع تكاليف إدارة وتشغيل المركز من قبل القطاع الخاص الممثل في مركز خطوات للتأهيل، كما أنها تقوم بالإشراف الدوري على أعمال المركز والمشاركة في الورش والدورات التدريبية.

وكيف يتعامل المركز مع أهالي المرضى؟

- يتواصل المركز مع الأهالي بشكل دائم عن طريق المشرفة الاجتماعية، والتي تتواصل معهم عن طريق الهاتف كما تزور منازل الأطفال لتتعرف على بيئة الطفل، فإذا تم ملاحظة أن الطفل يتعرض لسوء المعاملة، فإذا وجدت أن بيئة البيت تشكل خطراً على الطفل يتم اللجوء إلى لجنة حماية الطفل ليتم التعامل مع الأهالي، ويتم عمل ورش بشكل دائم للأهالي ليتم معرفة الاحتياجات وما يطلبونه، وفي الغالب تكون هذه الورش توعوية لأن الناس يحملون ثقافة الخجل من حالة المعوق ما يؤدي إلى عدم إدماجه في المجتمع.

فيما يتعلق بعنوان العناية بذوي الاحتياجات الخاصة، هل لنا أن نسأل عن السبيل لتحويل ذلك إلى ثقافة اجتماعية بين الناس؟

- يحزّ في نفسي كثيراً عدم احترام الناس للإشارات والعلامات التي تخص ذوي الاحتياجات الخاصة، فأرى الناس على سبيل المثال يأخذون مواقف السيارات الخاصة بهم ويستخدمون مرافقهم ما يدل على نقص الوعي، ويمكن تثقيف الناس بقضايا ذوي الاحتياجات الخاصة عن طريق إقامة فعاليات وحملات توعوية، بالإضافة إلى برامج تلفزيونية لأنها تؤثر بشكل كبير على الناس. وبالإضافة لذلك، يمكن عمل مسابقات وفعاليات على غرار جائزة ناصر بن حمد لإبداعات ذوي الإعاقة، والتي تعتبر فكرة جداً جميلة وممتازة لكننا نحتاج لتطبيقها بشكل أكبر.

حسناً، وكيف ترين جهود النواب في دعم قضايا ذوي الاحتياجات الخاصة، وخاصةً أننا رأينا الكثيرين أثناء حملاتهم الانتخابية يقولون إنهم سيعملون من أجل هذه القضايا؟

- الكثير من القوانين التي تخص الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة كانت تُقترح من قبل وزارة التنمية الاجتماعية، ولم ألحظ قوانين يتم اقتراحها من قبل السلطة التشريعية، وقد يعود ذلك إلى قلة الوعي المجتمعي بشأن هذا القطاع من المواطنين.

برأيك، كيف يمكن أن نجعل قطاع ذوي الاحتياجات الخاصة في صلب اهتمامات الدولة؟

- تحتاج قضية ذوي الاحتياجات الخاصة لجهود من جميع فئات ومؤسسات المجتمع كالتعليم، الجمعيات الأهلية والأهالي.

وهل توجد شركات أو مؤسسات تتعاون مع المركز وتدعمه لتسهيل أمور الأطفال؟

- نعم، هنالك شركات وجمعيات تدعم الأطفال المرضى عن طريق تحمل نفقات العلاج، وهنالك أطباء يتعاونون مع المركز بشكل فردي فيقومون بزيارات للأطفال في المركز ليتابعون حالاتهم بشكل دائم.

كيف تنظرين إلى نواحي التغيير في السنوات العشر الماضية نحو قضية ذوي الاحتياجات الخاصة؟

- منذ 2007 دخلتُ هذا المجال وتطورت العديد من الأمور في قضايا ذوي الاحتياجات الخاصة عن طريق وزارة التنمية الاجتماعية، فمنذ دخولنا هذا المجال والوزارة من أكبر الداعمين لنا، كما زاد وعي المجتمع تجاه قضايا ذوي الاحتياجات الخاصة بسبب الجهود للمراكز عن طريق الفعاليات المقامة في الأماكن العامة وعن طريق المطويات التي توزع في بعض المستشفيات والعيادات.

وما هي طبيعة علاقة المراكز بوسائل الاعلام؟

- علاقتنا بالإعلام، من بين ذلك التلفزيون ضعيفة، ورغم طلبنا تغطيات لأكثر من فعالية إلا أن العذر يأتي دائماً بنقص الكاميرات والإمكانات، أما الصحافة فهي متعاونة معنا عبر التغطيات لفعالياتنا.

في الإطار ذاته، هل لديكم اهتمام باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي؟

- نعم، حيث يستخدم المركز وسائل التواصل الاجتماعي ويستعرض فعاليات المركز وتفاعل الأطفال المرضى بشكل دائم.

وكيف ترين مجال الاعتناء بذوي الاحتياجات الخاصة في المستقبل؟

- أتمنى أن تكون هنالك رعاية صحية شاملة متخصصة للأطفال ومنهم الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة، وذلك من قبل الأطباء المختصين في جميع التخصصات الطبية وأنواع التأهيل من علاج طبيعي، مهني، نفسي وسلوكي.

وما هي خطط تطوير المركز؟

- نسعى لتوسعة المكان، وتفعيل تقنية البدلة الفضائية والتي تساعد الأطفال على التوازن والوقوف، وقد بدأنا العمل على ذلك حيث استضفنا شركة أميركية العام الماضي لتدريب الموظفات على هذه التقنية وسيكون لدينا مثل البرنامج في الشهر المقبل لتدريب باقي الموظفات وهذا ما سيعطي المركز قيمة إضافية بإذن الله.

العدد 4579 - السبت 21 مارس 2015م الموافق 30 جمادى الأولى 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً