قال الزعيم الأعلى الإيراني السيدعلي خامنئي أمس (السبت) إن طهران تتفاوض مع القوى الكبرى حول النزاع النووي فقط وليس على المسائل الإقليمية.
من جانبه، قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري إن المحادثات النووية مع إيران أحرزت تقدماً حقيقياً وإنه حان الوقت لاتخاذ قرارات صعبة من أجل التوصل لاتفاق يكبح برنامج طهران النووي.
وأضاف كيري بعد مفاوضات استمرت أسبوعاً مع إيران في مدينة لوزان السويسرية «لا نتعجل الأمور... لكننا ندرك أن قرارات مهمة يجب أن تتخذ الآن ولا تصبح أكثر سهولة مع مرور الوقت... حان وقت اتخاذ قرارات صعبة».
إلى ذلك، ناقش الرئيس الأميركي باراك أوباما في اتصال هاتفي مع الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند المحادثات النووية الإيرانية الجارية في الوقت الذي يقترب الموعد النهائي للتوصل إلى اتفاق من الانتهاء، حسبما ذكر البيت الأبيض.
لوزان، طهران - رويترز، أ ف ب
قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري أمس السبت (21 مارس/ آذار 2015) إن المحادثات النووية مع إيران أحرزت تقدماً حقيقياً وأنه حان الوقت لاتخاذ قرارات صعبة من أجل التوصل لاتفاق يكبح برنامج طهران النووي.
ونقلت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية عن الرئيس الإيراني حسن روحاني قوله «لا شيء لا يمكن حله» بين الأطراف التي تسعى إلى التوصل لاتفاق نهائي بحلول نهاية يونيو/ حزيران.
وأضاف روحاني قائلاً «في هذه الجولة من المحادثات ظهرت وجهات نظر مشتركة في بعض المجالات التي كانت هناك خلافات في الرأي بشأنها ومن ثم يمكن أن يكون ذلك أساس اتفاق نهائي».
وبعد مفاوضات استمرت أسبوعاً مع إيران في مدينة لوزان السويسرية قال كيري إنه سيلتقي بنظرائه الأوروبيين في لندن لبحث كيفية حل النقاط العالقة الباقية. وأضاف أن استئناف المفاوضات سيكون هذا الأسبوع لبحث إمكانية التوصل لاتفاق.
وقال كيري «لا نتعجل الأمور... لكننا ندرك أن قرارات مهمة يجب أن تتخذ الآن ولا تصبح أكثر سهولة مع مرور الوقت... حان وقت اتخاذ قرارات صعبة». ومن المنتظر أن تستأنف المحادثات يوم الخميس.
وأضاف كيري «لم نصل بعد لخط النهاية لكن لدينا الفرصة لمحاولة إنجاز المهمة... إنها مسألة إرادة سياسية واتخاذ قرار صعب».
وأردف كيري أن مجموعة خمسة زائد واحد -الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وروسيا والصين- ستنسق معاً للتوصل إلى تفاهم بشأن القضايا الأساسية.
وقال كيري «المخاطر كبيرة والقضايا معقدة وهي تقنية بشكل كبير وكلها متداخلة».
من جانبه قال وزير الخارجية الفرنسي، لوران فابيوس إن بلاده تريد اتفاقاً يكون قوياً بما يكفي لضمان ألا يكون بمقدور طهران امتلاك قنبلة ذرية.
وقال مسئولون إن فرنسا تطالب أكثر من المبعوثين الغربيين الآخرين في المفاوضات بمزيد من القيود على إيران في أي اتفاق وأنه في إحدى المراحل أثناء المحادثات اتصل فابيوس بفريقه لضمان عدم تقديم المزيد من التنازلات.
وعبر مسئولون أميركيون في أحاديثهم الخاصة عن غضبهم من انتقاد فرنسا الصريح لجوانب المحادثات ولاستراتيجية واشنطن. وعبر مسئولون عن مخاوفهم من أن الفرنسيين ربما يعرقلون التوصل إلى اتفاق.
وقال فابيوس لراديو «أوروبا 1»: «تريد فرنسا اتفاقاً ولكن اتفاقاً راسخاً يضمن بحق أن تتمكن إيران من الحصول على طاقة نووية مدنية لكن دون أن تمتلك قنبلة ذرية».
وأضاف فابيوس «إذا لم يكن الاتفاق راسخاً بشكل كاف فإن دول المنطقة ستقول إنه ليس جدياً بما يكفي ومن ثم فإننا سنسعى أيضاً لامتلاك سلاح نووي وسيؤدي ذلك إلى انتشار نووي خطير للغاية».
من جانب آخر، استبعد المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية السيد علي خامنئي أمس (السبت) أي تعاون مع الولايات المتحدة بشأن القضايا الإقليمية في منطقة الشرق الأوسط المضطربة، وقال إن المحادثات مع واشنطن تقتصر على الملف النووي.
وفي كلمة بمناسبة عيد رأس السنة الإيرانية (النوروز)، سعى خامنئي إلى تبديد التكهنات لجهة أن التوصل إلى اتفاق نووي مع الغرب يمكن أن يؤدي إلى مزيد من التقارب. وعن إمكان أن يكون للتوصل إلى اتفاق بشأن برنامج إيران النووي أي تأثيرات على سياسة البلاد، قال خامنئي «مستحيل»، على وقع تصفيق الحضور في مدينة مشهد شمال شرق البلاد.
وأضاف أن المفاوضات مع الولايات المتحدة «هي بشأن القضايا النووية فقط»، بحسب وكالة «أيرنا» الإيرانية الرسمية للأنباء. وأضاف أن أهداف الأميركيين الإقليمية «هي في تضاد مع أهدافنا فنحن نريد سيطرة الشعوب والاستقرار ولكنهم يريدون زعزعة الأمن»، متهماً واشنطن بزعزعة الاستقرار في سورية وليبيا ومصر.
وبدت تصريحات خامنئي كأنها رفض صريح لتلميحات الرئيس الأميركي، باراك أوباما إلى أن التوصل إلى اتفاق نووي قد يؤدي إلى التعاون بين البلدين بشأن المسائل الإقليمية وخصوصاً بشان التصدي لتنظيم «داعش» في كل من العراق وسورية. وأكد خامنئي في كلمته التي استمرت أكثر من ساعة، أن إيران ترغب في رفع العقوبات المفروضة عليها بموجب الاتفاق النووي، وأعرب عن دعمه لفريق بلاده التفاوضي ودعا جميع الإيرانيين إلى «دعم أهداف الحكومة».
وأكد أن «تعليق الحظر هو جزء من صلب المفاوضات وليس نتيجة لها» مؤكداً أن تعليق الحظر يجب أن يجري تزامناً مع التوصل إلى اتفاق نووي بدون أي تأخير.
وفي كلمة تلفزيونية أخرى مسجلة مدتها نحو 5 دقائق، وصف خامنئي الرسالة التي بعث بها أوباما إلى القادة والشعب الإيرانيين بأنها «غير صادقة».
ونفى تلميح أوباما إلى أن هناك أشخاصاً في إيران لا يريدون حلاً دبلوماسياً للمسألة النووية.
وقال «ما لا يريده الشعب الإيراني هو قبول ما يريد الأميركيون فرضه بالقوة ... ولن يقبل مسئولونا ومفاوضونا وشعبنا بذلك مطلقاً».
العدد 4579 - السبت 21 مارس 2015م الموافق 30 جمادى الأولى 1436هـ