العدد 4578 - الجمعة 20 مارس 2015م الموافق 29 جمادى الأولى 1436هـ

الشاعرة ليلى السيد: الشعر مجموع فمي ويدي وثقافتي

المنامة - وجود للثقافة والإبداع 

20 مارس 2015

ضمن موسم «شهادات إبداعية في التجارب البحرينية» التي تنظمها وجود للثقافة والإبداع بالتعاون مع دار فراديس للنشر والتوزيع، تحدثت الشاعرة ليلى السيد مساء الإثنين (16 مارس/ آذار 2015) عن تجربتها الشعرية وبداية تعلقها بالشعر سواء كان مقروءاً أم مسموعاً، وسيّان كان تعلّقها بالحكايا وخاصة تلك المسرودة بتنهدات العجائز. هزها الشعر، المقروء منه والمسموع، الشعبي منه والفصيح، ما تحفظه من قراءته لوالدها، وما تسمعه منه، وما تنتجه المعارك الأدبية بين الأب والأم، فكان مفكرة خواطرها الليلية.

امتلكتها الحكايات على لسان العجائز التي تتأبطهن في رحلاتهن الليلية من بيت لآخر. لم تكن مستهجنة الوجود بينهن، فهي بمعية الحجية، وهي صاحبة الصوت الذي يريحهن من سلسلة الحكايا والثرثرة اليومية.

سمعت ما يناسب وما لا يتناسب، لكنه شكل مخزوناً سردياً يتيح لها نسج الحكايات الحديثة لمن يتبعها من الأطفال، بشكل يجعل المسلسل التركي (نور) أقل أجزاء من حكاياتها.

عند تجربتها في الشعر تتطرق السيد لرؤيتها فيه وعنه من خلال شخوص عدّة (المرأة، الأم، الكاتبة، المعلمة، والشاعرة) وإن كل هذه الرؤى يهضمها الشعر بقلب مستريح. «شكل الشعر مشروعي اليومي والحياتي اكتشفت به الأسئلة ويكشف الأسئلة لي. في الحياة يناديني الشعر. في البحر يناديني الشعر. في الحب يناديني الشعر. في الكراهية يناديني الشعر. هو صرختي المكتومة داخل هذا المجتمع، صيحة الداخل والخارج في أعماقي لا ينفصل عن همي اليومي. كفتاة تسعى إلى البحث عن مكان في هذا المجتمع، بجدها وإصرارها اختيارها الأول في الحياة. كحبيبة تقاوم من أجل حبها، من أجل اختيارها الثاني في حياة ليست لأنثى أن تطلق مقاومتها من أجل حياة تؤمن بها فكراً وقلباً. كزوجة تحمل تجربة الصح والخطأ، من أجل تكوين أسرة تحمل ثقافتها ووعيها المغاير. كأم، حيث صدمة المسئولية الحقيقية عن كائن ضعيف، هش في هيئته، وقوي السيطرة عليك لدرجة لا فكاك لك منها. وربما ساورتني الكثير من حكايا البعد عن العالم بهذا المخلوق الصغير، لكنه خلق بداخلي كتلة شعر قوية مع كل أغنية أخلقها على سمعه. الشعر أمومي في جلدته، هكذا فكرت بعد أربع قصائد، راهنت الحياة عليهم، ومازلتُ. الكثير تعلمته معهم. وكان في نسيج عزلتي الشعرية، أربع حركات موسيقية، اختلفت ضربات الحياة والشعر بها وتوحدت أيضاً. كمعلمة، تختلط الأمومة بها مع الحزم والرعاية التي تجعل من التزامك بها منهجاً وسلوكاً قيداً تضيفه الحياة بثقلها علي. مع الوقت، مع الإصرار أن تخرج وجوه طالباتي إلى صهريج الشعر، وتخرج مفاهيمي التربوية أيضاً كحيلة لالتفاف الجميل داخل ما هو مطلوب من تعاليم تربوية، تحتاج إلى زرع الروح بالزنابق الشعرية والحياة. أعترف ليست المهمة سهلة، كما أنها قد لا تنجح دائماً. لكنني وجدتها في نماذج زهت، ونمت، وربت. ما أجملهن بضحكاتهن، قصائد لمستقبل أجمل.

وتضيف «ككاتبة تلك الصفة التي تداخلت سلباً وإيجاباً بكل أبعادها الإنسانية، في جلّ منعطفات حياتي. مذاق الكتابة من جعلني أتحمل ثقل الهواء بامتدادته السابقة. هي الشرنقة التي أدخل روحي بها فتغسل ما تغسل، وتبقي ما تبقي، مذاق المخيلة، مذاق الواقع الذي أفرضه أحياناً كثيرة على الحياة ليشكل لي بوابة سرية لتحملها. لم أعرف الهمس إلا بالشعر، كما لا يشاركني الصراخ والضجيج غيره. لا أستطيع حتى الآن خيانته في جنس آخر برغم إجادتي لغيره. مازلت مقتنعة به صوتاً منفرداً في داخلي».

تطرقت الشاعرة أيضاً لمفهومها الخاص عن تصنيف الكتابة النسوية الذي تجد أنه من المفترض أن يرتكز على التجربة أكثر مما يتكئ على الإرث المهمّش للمرأة.

شهادات إبداعية في التجارب البحرينية يستمر في عرض التجارب، حيث يقدم القاص حسن بوحسن شهادته يوم الثلثاء 31 مارس 2015 بدار فراديس للنشر عند الساعة السابعة والنصف مساءً.

العدد 4578 - الجمعة 20 مارس 2015م الموافق 29 جمادى الأولى 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً