الأم ذلك الشعور الرائع، الأم منبع من العطاء، الأم بحر من الحنان، الأم أجمل شعور يشعر به الإنسان، الأم كلمة بعدة معان، الأم كلمة صغيرة من ثلاثة أحرف؛ ولكنها كبيرة، وعظيمة، الأم نعمة ربانية، الأم مهما نتحدث عنها لن نستطيع أن نفيها حقها.
إن فضل الأم كبير على أبنائها، فهي المستقبل بالنسبه لهم، وهي الحاضر، وهي التفاؤل، وهي كل شيء جميل، فهي تسهر إذا مرض أحدهم، وهي من تعد الطعام متحملة حرارة المطبخ في فصل الصيف، وهي تخاف على أبنائها اذا خرجوا، والأعظم من هذا فهي تتحمل ألم الولاده الذي لا يتحمله عشرة رجال، لا اقول هذا انتقاصا من قدر الرجل، ولكن اقولها كواقع وليبين أن الأم قوة وحنان وعطف وانتماء.
لقد تحدث الكثير عن الأم، فديننا الاسلامي الحنيف اول من تحدث عن الأم واحسانها، والشعراء والعظماء والمفكرين فكل من تحدث عن هذا الشي العظيم عن هذة النعمة الربانية، فقال تعالى في سورة لقمان بسم الله الراحمن الرحيم (ووصينا الانسان بوالديه حملته امه وهنا على وهن) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (الجنه تحت اقدام الامهات) وقال نابليون (الام تهز المهد بيسارها وبيمينها تهز العالم وقال سقراط (لم اطمئن قط الا وانا في حضن امي).
أظن أننا مهما نكتب عن الأم، فلن نستطيع أن نفي حقها مهما تكلمنا، لم نستطع أن نقدرها، الأم كنز عظيم، وأن أجمل هدية نستطيع أن نقدمها لأمهاتنا أن نحسن إليهم، ونبر فيهم، ونرفع رؤسهم عاليا، وان ندعو لهم، ومهما نفعل فلن نستطيع ان نفي حقها، اسأل الله ان يرحم كل ام رحلت عن الحياة وان ينور عليهم قبورهم ويسكنهم الجنه وان يحفظ كل ام على قيد الحياه ويطول اعمارهم.
أمين سر فريق البحرين للإعلام التطوعي لولوة محمد عبيد الساحب
كما هي عادتي يومياً أتصفح الصحف وأنتقل بين خبر إلى آخر تشدني الكثير من المواضيع وتثريني لكن وفي الآونة الأخيرة، كثرت الأخبار التي تقشعر لها الأبدان والقضايا والقصص التي لا يستطيع تخيلها البشر في مجتمعنا العربي المسلم من شناعتها... والذيّن يتركون ابنهم المعوق مع خادمة بلا رحمة... انتهاك حرمة صبي لم يبلغ السادسة من عمره... طبيب يستغل أمل المرضى بالشفاء والعلاج لينهب مالهم يجري العملية ويرديهم صرعى من أجل بضعة دنانير بلا إحساس ولا تأنيب ضمير ولا أهمية لأمانة الطبيب في المجتمع، ونسي أنه أقسم يومياً من الأيام بإخلاصه لأخلاقيات وشرف المهنة... وآخرها جريمة «داعش» في حق الطيار الأردني (الكساسبة) الذي أعدم بطريقة وحشية لا يستطيع البشر فعلها مع حيوان بطريقة هزت العالم أجمع.
جميع هذه الأحداث حدثت في أسبوع واحد فقط ناهيك عن بقية الشهر، إلى أين سنصل... ؟ هل سيتحول العالم إلى غابة؟
علينا أن نعي أن الأمر أصبح صعباً للغاية، وفي ازدياد مستمر، ولكن الخطأ ليس فيمن ماتت ضمائرهم بل نصف الخطأ علينا نحن أصحاب الضمائر الحية فأي جريمة ترتكب تنافي ديننا الحنيف وتتجرد من الإنسانية على جميع الجهات السعي من أجل أخذ القصاص ممن ارتكب هذه الجريمة بلا رحمة فمثل هؤلاء الأشخاص لا تجب عليهم الرحمة فهم عاثوا في الأرض فساداً، لذا فالإسلام لا يتهاون بهم (أين كانت رحمتهم عندما ارتكبوا الجريمة؟) .
وأخيراً لا يسعني إلا أن أقول: إذا أردتم العيش بسلام فعليكم بمحاسبة كل مجرم سفاك منتهك للطفولة والإنسانية بأبشع العقاب لكي لا تتفشى مثل هذه الظواهر وللحد من الجرائم قدر المستطاع. ولّى زمن الرحمة فأصبحنا في زمن الحيونة!
أفراح الحسن
تعيش أمّتنا الإسلامية في السنوات الماضية وإلى يومنا الحاضر الكثير من الأزمات وتُهددها الكثير من المخاطر، وعلى رأس هذه الأزمات والمخاطر هي الفتنة الطائفية البغيضة التي لا خير فيها سوى تدمير البلدان والشعوب وإراقة وسفك الدماء البريئة وفي نهاية المطاف من يُعتبر أنه انتصر فيها فيكون واهماً أنه انتصر في حرب أو فتنة كالفتنة الطائفية.
و في ضوء ذلك، تمرّ علينا ذكرى إسلامية كبرى تستند إلى أيّام عظيمة لدى كل المسلمين بلا استثناء وهذه الذكرى هي (أسبوع الوحدة الإسلامية) الواقعة بين 12 ربيع الأول مولد النبي الأكرم (ص) بحسب روايات إخواننا أهل السنة و17 ربيع الأول مولد النبي الأكرم (ص) بحسب روايات الشيعة، فأيّام ولادة هذا المنقذ الإلهي العظيم الذي جاء لا للقتل وسفك الدماء وتمزيق الشعوب وتكفيرها بل جاء رحمةً للعالمين، جاء ليُوحد الجميع ويؤلف بين القلوب ويزرع المحبة والخير بين الجميع رغم الاختلافات، فجاءت فكرة (أسبوع الوحدة الإسلامية) مهما كان أصلها ومنشأها فالأهم في هذه الفكرة هو جوهرها الغالي.
في هذا الزمن الصعب والحساس شيءٌ رائع أن تتكاتف الأمة فيما بينها وتتوحد أمام هذه الأزمات والمخاطر المحدقة بها، لأن توهم البعض أو أحلامه بأن المواجهة والتقاتل هي سبيله للانتصار والنصر وفرض معتقدة وما يريد هو الحل الوحيد فهذا يجرّنا ويجرّ المنطقة والأمة الإسلامية إلى أمور لا تحمد عقباها وإلى كارثة بشرية مهولة لن يتحمل أحد وزرها وستُراق دماءٌ بريئة لا ذنب لها فيما يُخطط له، ومن هو المستفيد يا ترى من كل هذا؟
حتماً الأمة الإسلامية لن تكون هي المستفيدة من حربٍ طائفية ومذهبية بهذا الشكل الدموي التي بالطبع ستُضعف مقدرات وعوامل قوة هذه الأمة، ولن يستفيد من هذا الضعف إلا العدو الصهيوني عدو الأمة الإسلامية الذي سيظل يُشاهد هذه الأمة وهي تتقاتل فيما بينها، ومن هنا نعرف قيمة وأهمية الوحدة الإسلامية بين الجميع، فالوحدة الإسلامية سبيلنا نحو حقن دماء المسلمين وهي السبيل لإخراج أبناء الأمة من المعادلات الدولية والإقليمية التي لا ترحم الشعوب، فعندما يوجد بلدٌ صغير فيه تنوع مذهبي وطائفي فهل الحل فيه أن يتم التصادم مع الآخر والدخول معه في حربٍ طويلة لا تُعرف نتائجها؟ أم يتم الاتحاد والوحدة فيما بينهم ليتعايشوا في بلدهم بكل أمنٍ وسلام؟
وينطبق هذا على دول المنطقة، فكذلك هل الحل أن يتم التصعيد وتعبئة النفوس اتجاه الآخر بدل أن يتم نشر ثقافة تقبّل الآخر والوحدة معه والاتفاق على التعايش في هذه المنطقة المتنوعة مذهبياً وطائفياً؟
هذه هي أهمية الوحدة الإسلامية، لا كما يصوره الأعداء بأنه تنازلٌ عن عقائد وأصول وأمور أساسية في هذا المذهب أو ذاك، فالوحدة الإسلامية هي أن نترفع عن الخلافات ونتمسك بالمتفق عليه بين جميع المذاهب ونعمل على إيجاد جوٍّ من التآلف والتآخي بين جميع مذاهب المسلمين، وبهذا نكون قد وجهنا صفعة قوية في وجه الأعداء وعلى رأسهم قوى الاستكبار العالمي.
حسين علي عاشور
العدد 4578 - الجمعة 20 مارس 2015م الموافق 29 جمادى الأولى 1436هـ