العدد 4578 - الجمعة 20 مارس 2015م الموافق 29 جمادى الأولى 1436هـ

المخرج حسن عيسى: يحز في نفسي أن «الدولة» لم تقدر جهودي

في حديث الذكريات مع رائد العمل التلفزيوني

المخرج حسن عيسى في حواره مع «الوسط» - تصوير محمد المخرق
المخرج حسن عيسى في حواره مع «الوسط» - تصوير محمد المخرق

حتى لا نذهب بذاكرة القارئ الكريم بعيدًا، دعونا نعيش مرحلة أواخر السبعينات، ونسأل: من يتذكر برنامج المسابقات «فارس الأسبوع»؟، وإلى أي حد لاتزال شخصيتا الحجي بن الحجي أحمد بن أحمد ماثلة في الأذهان؟، وهل شارك أحد من شباب تلك الفترة في برنامج «آلو» مع المذيعة المرحومة كريمة الزيداني؟.. ستتنوع الإجابات دون شك، لكن، ربما لايزال الكثيرون يجهلون أن برامج تلفزيونية سطع نجمها في فترة السبعينات والثمانينات كان خلفها واحد من رواد العمل التلفزيوني، وهو المخرج المتعدد حسن عيسى.

منذ سنوات التأسيس الأولى لتلفزيون البحرين، ومع بداية تكليفه مسئول التيليسينما، كان المخرج حسن عيسى يحمل إصرارًا كبيرًا على أن ينجح في عمله من أجل أن يترك بصمات واضحة في مسار تطور تلفزيون البحرين... فكان بكاميرا واحدة، يصور عدة برامج إخبارية ورياضية ومنوعة، ولعلنا في حديث الذكريات نبدأ من فترة الطفولة انتهاءً عند (عتب)! فبعد كل تلك الجهود، لم يجد من الدولة التقدير الذي يستحقه.

قبل سرد مشوار عمل حافل، دعنا نذهب معك إلى مرحلة الطفولة، فما الذي لايزال عالقًا في الذاكرة من تلك الفترة؟

- أنا من مواليد منطقة النعيم في العام 1948، لكن أغلب طفولتي كانت في (فريج الحدادة بالحورة)، فقد ترعرت هناك، ودخلت المدرسة الشرقية التي كانت تقع بين فريقي الذواودة ورأس الرمان، وكان مديرنا حينها خليل زباري، ومن المعلمين الذين أتذكرهم في تلك المدرسة اسحق خنجي وعبدالله الذوادي.. هنا أنا أتحدث عن فترة تقع في منتصف الخمسينات، أما خارج المدرسة، وفي الحي، فكنا نلعب كرة قدم مع فريق التاج، وكان مقره في الحورة بالقرب من صيدلية رولا... وهي بالمناسبة قريبة من بيتنا... وأتذكر من الأصدقاء في تلك المرحلة محمد شريف خاتم، والطبيب كاظم الحلواجي وعيال المؤيد وغيرهم، ممن لا تحضرني أسماؤهم.

بعد أن درست الفصلين الأول والثاني من المرحلة الابتدائية، سافرت مع والدي للعيش في دولة الكويت الشقيقة، وكان ذلك في العام 1958 إن لم تخني الذاكرة، وبقينا هناك أربع سنوات ثم عدنا إلى البحرين لأواصل تعليمي في مدرسة الإمام علي (ع)، ومنها إلى المدرسة الصناعية حيث اخترت مجال السباكة، لكن منذ صغري، كنت مولعًا بالسينما، ولهذا، بعد تخرجي في مدرسة الصناعة التحقت للعمل في مؤسسة «العلوي» التي كانت تدير أعمال السينما، وتم توظيفي وأنا في سن 16 في بوابة التذاكر... في ذلك الوقت، كانت سينما: أوال، الزياني، بن هجرس، زباري نشطة وتستقطب الجماهير، حتى أن سينما زباري استضافت الفنانة الراحلة سميرة توفيق، وكان راتبي آنذاك 60 روبية، وبعدها ترقيت إلى وظيفة مشغل أفلام على رغم معارضة والدي (رحمه الله)، الذي كان كغيره من الآباء في تلك الفترة يعتبرون السينما من المحرمات، إلا أن شغفي بالسينما جعلني أواصل عملي حتى امتلكت خبرة جيدة في مجال تشغيل الأفلام، بل وبعد ذلك عملت في مجال إعداد الأفلام وتجهيزها للعرض... (يبتسم)... كنت أجمع بعض أشرطة الأفلام وألصقها مع بعضها بعضاً، وأقوم بعرضها على أطفال الفريج باستخدام مصباح إضاءة يعكس محتوى الشريط على الجدار.

أفلام عربية وهندية

كانت لك تجربة مبكرة في العمل مع تلفزيون «أرامكو»... كيف كانت البداية؟

- في ذلك الوقت، كانت أفلام السينما بحجم 35 ملم، وأقوم بإعداد أفلام أيضًا لتلفزيون «أرامكو» وكانت أفلامه بحجم 16 ملم، واكتسبت خبرة العمل في الحجمين، وأقول ذلك، لأن تلفزيون «أرامكو» كان يشتري بعض الأفلام من مؤسسة «العلوي» التي أعمل لديها كمشغل عرض ومعظمها أفلام عربية وهندية، إلا أن العمل كان مرهقًا بالنسبة لي حيث كنت أعيد انتاج وتركيب شريط الفيلم بعد إزالة التماثيل والأصنام وبعض المشاهد التي لا تناسب المجتمع، وتلك كانت عملية متعبة، حتى أن البكرة الكبيرة تصغر كثيرًا بسبب القطع وإعادة الترتيب والترقيم، بل والأكثر من ذلك، أنه في سنة من السنين توقف وصول الأفلام العربية الجديدة، فكانت سينما المحرق تستعين بمؤسسة «العلوي» في الحصول على الأفلام المتوافرة، إلا أن الأمر الشاق بالنسبة لي هو تنظيف الأفلام من الزيت وتصليح أسنان الشريط المكسورة وأعيد ضبطه من جديد، فعدم انتظام أسنان الشريط – أي المربعات التي يتم تركيبها في جهاز التشغيل – يتسبب في صدور صوت مزعج، وكأنه كسارة كونكريت! وللعلم، آنذاك، كنت التحقت بالعمل في دائرة الكهرباء حتى الساعة الثانية ظهراً، ثم أزاول عملي في السينما لضبط الأفلام وإعدادها.

قضية فلسطين

وخطابات عبدالناصر

هل تتذكر أجواء تلك الفترة واهتمامات الشباب والحركة الثقافية في المجتمع البحريني؟

- في فترة الستينات، كانت قضية الانتداب البريطاني واحتلال فلسطين هي القضية الرئيسية التي تشغل الساحة، والشباب آنذاك كانوا في حماسة للقضية وتزداد حماستهم للقومية العربية وخطابات الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، ومع ذلك، فقد كان للساحة الثقافية نشاطها في ناديي العروبة والأهلي وكذلك الملتقيات الأدبية، أما بالنسبة إلى الأغاني فكان الناس يتابعون إذاعة صوت العرب وكانت الراحلة أم كلثوم هي المسيطرة. وللعلم، في حديقة الأندلس، كان الناس يجتمعون لمشاهدة العروض البهلوانية والسيرك، أما نعيمة عاكف وشكوكو، بل وحتى الحجي بن الحجي فقد كانوا يقدمون عروضهم في تلك الحديقة، أضف إلى ذلك عروض الفرق الشعبية وسباقات الخيل التي كانت من الأنشطة التي تستهوي الناس آنذاك.

راتب 140 ديناراً كل أسبوعين

عملت فترة لدى شركة «ألبا»... ما الذي دفعك للاستقالة منها والالتحاق بالعمل في تلفزيون البحرين؟

- أستطيع القول إن فترة الستينات كانت نشطة بالنسبة إلي، فبعد أن انتقلت من دائرة الكهرباء إلى العمل كأمين صندوق في بنك ملي إيران، عملت لمدة عامين ولم يرق لي العمل في هذا المجال، ولكوني امتلك خبرة في مجال الكهرباء، توفقت للعمل في شركة «ألبا» في تشغيل التوربينات، وأتذكر في دائرة الكهرباء كان يعمل معي المهندس جميل العلوي، والمرحوم حسن المطوع وغيرهما، وقد اكتسبت من الجميع خبرة كبيرة نفعتني في عملي بشركة ألبا، وقد قررت حينها الاستقالة والالتحاق بالعمل في التلفزيون، وفي ذلك الوقت، كنت أحصل على 140 ديناراً كل أسبوعين من ألبا، وكرمتني الشركة؛ لأنني اخترعت منظمًا للغاز، فلهذا عندما قدمت استقالتي أبلغوني بأن مستقبلي في الشركة وأن الترقيات قادمة ولا يمكن الاستغناء عني، واجتمع المسئولون معي لكنني كنت مصرّاً على العمل في التلفزيون، وفي الواقع، وضع بيئة العمل وسط أسواط التوربينات والانتقال ذهابًا وإيابًا للعمل في حافلات وطرقات خطرة وعواصف رملية... جعلتني أفكر جديًّا في ترك العمل والتوجه إلى التلفزيون.

بكرة 70 ملم وبرادلي

مسئول التلفزيون في ذلك الوقت كان انجليزيًّا.. كيف كان اللقاء الأول مع برادلي؟

- عندما تقدمت للعمل في التلفزيون، كان أول من قابلني هو مسئول انجليزي اسمه ويلي برادلي الذي سألني عن خبرتي في العمل بالتلفزيون واستعدادي المهني للعمل، فأطلعته على خبرتي في مجال العمل بالسينما وإعداد وضبط الأفلام وتشغيلها وعرضها من حجمي 35 ملم و16 ملم وخبرتي في مونتاج الأفلام لتلفزيون «أرامكو»، بل وأخبرته أن ليس لدى التلفزيون أفلام من حجم 70 ملم، وكانت حينها موجودة في سينما واحدة هي سينما النصر، وكان يتم تشغيل تلك الأفلام بجهاز يتم تبريده بنظام الماء، فاستغرب برادلي، وقال أنا إنجليزي ولا أعرف العمل بحجم 70 ملم التي تبدو كبيرة الحجم! فأبلغته أنها كبيرة الحجم وثقيلة الوزن، وكنت أحملها لوحدي وأقوم بتشغيلها بجهاز ايطالي الصنع، وهي تعمل بالكربون ويتم استخدام الزيت في تشحيمها، وبالمناسبة نشب حريق في سينما أوال بسبب تلك المواد.

الخبر بعد 5 أيام

وكيف تم تعيينك مسئولاً عن قسم التيليسينما؟

- بدأت عملي في التلفزيون، وكنا نعمل على جهازين، الأول للصوت والآخر للعرض، وكان العمل صعبًا للغاية، وخاصة في حال تقطيع الفيلم حيث يتطلب دقة بالغة في ضبط الصوت مع العرض، وقد وجد برادلي دقة عملي، فعينني مسئولاً عن قسم التيليسينما، وكان معي مجموعة من الأصدقاء من الرعيل الأول في العمل التلفزيوني مثل: أمير الشايب، أحمد الكوهجي، محمد البلوشي والمرحوم حسن بوطربوش، ومع مرور الوقت، ولشغفي بالتنفيذ الفني الذي يعني إدارة عملية الإنتاج كلها، حيث لم يكن هناك إخراج وقتها، وعملت في تنفيذ الأفلام الإخبارية التي نصور المحلية منها بكاميرا 8 ملم، ومنها السلام الأميري والعلم، وحتى الخبر المحلي كنا نعرضه بعد مرور 4 إلى 5 أيام، حيث كنا نرسل الأفلام إلى لندن لتحميضها ثم إعادتها، أما أفلام الأخبار العالمية، فكانت تصل من لندن أيضًا وكلها أخبار فائتة وليس الوضع كما هو اليوم مذهلًا بالنقلة الإعلامية الإلكترونية والمعلوماتية الضخمة التي تجعلك تتابع الخبر لحظة وقوعه سواء في الفضائيات أو الانترنت أو وسائط الإعلام الجديد ووسائل التواصل الاجتماعي.

مع المرحوم طارق المؤيد

تتحدث دائمًا عن دور المرحوم طارق المؤيد... كيف كانت تجربتك في العمل معه؟

- تطور تحميض الأفلام وتسلمنا أجهزة التحميض التي مكنتنا من التصوير والتحميض، وأصبح التلفزيون يدار بالشراكة بين شركة (آر تي في) وحكومة البحرين، وكان المسئول عن التلفزيون هو المرحوم طارق المؤيد حتى قبل تعيينه وزيرًا للإعلام، وللأمانة، هو الذي أسس تلفزيون البحرين، وقدم كل الدعم للعاملين، وعمل على توسعة وانشاء المرافق والتجهيزات وكان يعمل بعقلية إدارية متمكنة، ويلتقي بالوزراء والمسئولين عن الإعلام والمؤسسات والشركات العاملة في هذا القطاع، ويتابع متطلبات العمل وتوفير الأجهزة الحديثة، وكان حريصًا على التأسيس القوي للتلفزيون، حتى بعد أن أصبح وزيرًا، كان يقوم بزيارات ليلية لنا في التلفزيون، وسألني ذات مرة :»أليس لديك بيت وعيال... طوال الوقت تعمل فأنا أراك ليليًّا هنا؟».. أتذكر أنه في العام 1974، أضربنا في التلفزيون عن العمل مطالبين بتحسين ظروف العمل، ونظرًا إلى التقشف، أوقفوا عنا أجور العمل الإضافي، فبادر المرحوم طارق المؤيد وأبلغ سمو رئيس الوزراء عن ظروف عملنا الطويلة والشاقة، فصدر الأمر إلى ديوان الخدمة المدنية برفع أجور العمل الإضافي 100 في المئة، وكان المرحوم يهتم بالموظفين ولا يرضى أن يتعرض موظف في الإعلام لأية إهانة من أي وزير أو مسئول... لم يكن يسمح بهذا الأمر أبدًا، وكان واسع الصدر ويستشيرنا في الكثير من الأمور المتعلقة بالعمل وخطة تطوير التلفزيون والإنتاج.

آلو... وفارس الأسبوع

هل كان برنامج «فارس الأسبوع» مرحلة الانطلاق الحقيقية بالنسبة إليك؟

- في العام 1977 أخرجت برنامج «فارس الأسبوع»، وهو من تقديم الإعلامي المخضرم حسن سلمان كمال وطاقم عمل من الإخوة الزملاء، والبرنامج الجماهيري نجح نجاحًا مبهرًا وخصوصًا فقرة الفنان جاسم خلف (الحجي بن الحجي)، والفنان صالح حسن البابا (أحمد بن أحمد)، كذلك برنامج «آلو» من إعدادي وإخراجي وتقديم المرحومة المذيعة كريمة الزيداني، وهو أول برنامج تلفزيوني مباشر والذي تميز كما تميز برنامج «مع الناس» للزميل إبراهيم الأنصاري، ثم عملنا برنامج الحجي بن الحجي ورحلة العمر ومسابقات رمضان، وتميز منها برنامج «علاء الدين» مع الفنان مصطفى رشيد، وللعلم، كنت أتابع كل صغيرة وكبيرة في برامج المسابقات فكنت أتابع مع الشركات والمؤسسات التجارية للحصول على الجوائز وأتولى ترتيب الصالة والتذاكر.

فتستطيع القول «ن برنامجي «فارس الأسبوع» و»ساعة من الذكريات» من البرامج المحببة إلى قلبي. وللعلم، فقد نفذت أول فيديو كليب للفنانة ماجدة الرومي، وكان لي الشرف في تأسيس البرامج الرياضية في تلفزيون البحرين، حتى أنني في بداية المشوار، أخذت أحد المعلقين وحضرت معه دورة تدريبية في دولة الكويت الشقيقة في بداية الثمانينات وكان ذلك في القسم الرياضي بتلفزيون الكويت، وكانت علاقتي مع الإعلامي محمد السنعوسي والفنان الكبير عبدالحسين عبدالرضا قوية جدًّا سهلت لي تبادل الخبرات والأفكار التطويرية، وبالمناسبة، تحدثت ذات مرة مع الفنان عبدالحسين عبدالرضا للعمل على مسلسل «الأقدار» في البحرين مع ممثلين وفنانين من البحرين والكويت وقتما كنا في دورة تدريبية في الكويت، لكن بعد ذلك، تم تنفيذ العمل في دولة الكويت وللحق كان عملًا دراميًّا مميزًا.

في مرحلة العمل مع «آر تي في»، أعود قليلًا إلى الوراء في مرحلة التأسيس، كانت ظروف العمل شاقة فعلاً، فقد كان لدينا جهاز واحد (هيوماتيك) وكاميرا واحدة من نوع (شابودين) يابانية الصنع، وكنا نصور بها الأخبار واللقاءات بهذه الكاميرا مرة على جهة اليسار ومرة على جهة اليمين، وإذا تطلب العمل تصوير استعراض تراثي أو ما شابه خارج الأستوديو، كنا نسحب الكاميرا للخارج بسلك طويل ونصور المشاهد الخارجية، لكن مع دخول عقد السبعينات وصلت أجهزة حديثة، وبدأنا فترة تجريبية لمدة شهرين مع مذيعين لامعين، أمثال عصام السعد وعيسى عبدالله ومن المذيعات فاطمة عبدالله ولطيفة مقرن، وكانت نشرة الأخبار تمتد بين عشر دقائق إلى نصف ساعة بحسب المادة المتوافرة محليًّا أو دوليًّا وأغلبها كانت أخبارًا فائتة، ثم انضمت بعد ذلك كل من المرحومة كريمة زيداني وألس سمعان، وأحب أن أذكر أنه في مرحلة العمل في «آر تي في»، كنا نمثل فريقًا متجانسًا من الزملاء أمير عرب، خليل الذوادي، عيسى عبدالله، عصام السعد وكذلك أمير الشايب.

تجربة مع اليابانيين

ما هي قصة فريق التلفزيون الرياضي الياباني وأول نقل لمباريات كرة الطائرة؟

- في الثمانينات، تلقيت دعوة من التلفزيون الياباني أثناء نقل كأس العالم للشباب في كرة الطائرة بالصالة الرياضية والتي افتتحها المغفور له بإذن الله الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة (طيب الله ثراه)... في تلك البطولة كرمني التلفزيون الياباني وقدم لي دعوة لزيارة اليابان، واللطيف أنني لم أنقل قبل تلك البطولة أية مباريات للكرة الطائرة، فاجتمعت مع وفد التلفزيون الياباني وكان الأخ محمد حمادة هو المسئول عن كرة الطائرة في ذلك الوقت وهو الذي قدمني إليهم، فسألوني: «كيف ستنقل البطولة وليس لديك خبرة سابقة؟»، فشرحت لهم خطة النقل وتوزيع الكاميرات، وكان فريق التلفزيون الياباني يضم أربعة مذيعين وثلاثة مخرجين... قبلت التحدي وأنجزت العمل الذي نال إعجابهم فكرموني ووجهوا لي دعوة لزيارة اليابان، لكن الظروف لم تسمح بها، وأذكر هنا مجموعة من المصورين والمعلقين المتميزين أمثال جابر الدوسري ومحمد المعاودة وابراهيم الحمادي.

على أي حال، بقينا مدة طويلة نعمل بالأسلوب القديم ولم يتطور العمل إلا بصعوبة، فلم يكن هناك مسئولون يهتمون بالتلفزيون، ودعني أقول إن قلة الإمكانيات حتى اليوم، تجعل العمل أقل من الطموح، فنحتاج إلى تكنولوجيا حديثة وتجهيزات تواكب التطورات في العالم من حولنا.

أرضيتُ ضميري بخدمة وطني

ليس ملائمًا أن نختم بسؤال عن تجاهل جهودك من جانب الدولة؟ لكن الكثير ممن عرفوك يقولون إنك لم تحظَ بالتقدير اللائق... هل هذا صحيح؟

- أشعر بالفخر؛ لأنني قدمت لوطني ما يرضي ضميري، لكن الذي يحز في نفسي أن الدولة لم تقدر جهودي إطلاقًا! وخصوصًا وزارة الإعلام وتحديدًا تلفزيون البحرين، وكأنهم لا يعرفون تاريخي المهني، ولا أدري ما هو السبب في ذلك؟ هل لأنهم لا يرونني؟ لا أعتقد ذلك؟ فقد تم تكريم مجموعة من المصورين والمخرجين الذين تشرفت بتدريبهم وأنا سعيد لهم، إلا أنني لم أحصل على أي تكريم من الدولة، ولعلني أختم هنا بالتأكيد على الاهتمام بالكوادر الوطنية العاملة في هذا القطاع، وهذا ما أتمناه بالفعل فهم يستحقون كل التقدير والدعم والمساندة.

العدد 4578 - الجمعة 20 مارس 2015م الموافق 29 جمادى الأولى 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 3 | 2:44 ص

      رايتط بيضخ بابوعلي

      جمميع الموظفين في الوزارات عندما يتقاعدون يتم نجاهلهم حتي اذا له معاملة لايحصل علي التسهيلات الي درجة يقف في الطابور ومهما كان مركزه ورغم كبر سنه

    • زائر 4 زائر 3 | 4:29 ص

      التقدير

      الدولة لا تقدر الا من تريد ... ليس بحسب الكفاءه.

    • زائر 1 | 12:44 ص

      قلبت علينا المواجع

      ووزارة التربية لم تقدر جهودي وضاع عمري بين جدران المدارس رغم كفائتي وتمثيلي لبلدي الحبيب في الخارج وجهودي الجلية في الداخل وفي الآخر يخصمون علي 200 دينار من مكافأة التقاعد لأني غبت يومين في اجازة بدون راتب

اقرأ ايضاً