أصبحت ظاهرة زيادة الوزن والسمنة في الوقت الحاضر مشكلة صحية خطيرة تواجه المجتمع كله. مختلف الدراسات الطبية تظهر أن نسبة السمنة في ارتفاع مستمر بسبب اختلاف الأنماط الغذائية مسببة مشاكل صحية مختلفة.
تحدث السمنة نتيجة عدم التوازن في استهلاك الطاقة من قبل جسم الإنسان فيما إذا استمر ذلك لفترة طويلة، كما هو الحال عندما يتناول الشخص كميات كبيرة من الطعام ولا يقوم بنشاط كاف، ما يؤدي بالتالي إلى السمنة.
فأسباب السمنة متعددة منها العوامل الوراثية وهي تجعل أشخاصاً أكثر قابلية واستعداداً من غيرهم للإصابة بالسمنة، وخاصة إذا أضيفت إليها العوامل الخارجية مثل نوعية وكمية الطعام وقلة ممارسة النشاط الجسدي. والسبب الآخر يرجع إلى عادات ونوعية التغذية، حيث ينبغي معرفة محتوى كل غذاء من العناصر الغذائية، وخصوصاً الدهون والسكريات، وتناول المقادير المعتدلة منها، وبحيث يعتاد الشخص على تغذية صحية متوازنة تشمل النشويات، البروتينات، الدهون، الماء والفيتامينات والمعادن وبالمقادير اللازمة.
ويمكن الاستعانة في هذا المجال بأخصائي/ أخصائية التغذية وعدم اتباع الطرق أو الأنظمة الغذائية غير الصحية والتي لا تلبي المتطلبات الغذائية، وغالباً ما يسترد الجسم بسرعة ما خسره. كما أن استخدام هذه الأنماط أو الأعشاب قد لا يخلو من مضاعفات جانبية خطيرة، لذلك يجب أن يتم فقدان الوزن بطريقة صحيحة وصحية تضمن استمرارية الحفاظ على خسارة الوزن.
إن زيادة الوزن أو السمنة تزيد من مخاطر الإصابة بالعديد من الأمراض الصحية المزمنة أو لزيادة سوء وضع تلك الموجودة أصلاً مثل أمراض القلب أو السكري أو ارتفاع ضغط الدم . كما تزيد السمنة من حدوث مضاعفات صحية مثل أوجاع أسفل الظهر، آلام المفاصل، القدرة على التنفس ما يسبب الأرق.
فيجب تحديد هدف واقعي كمرحلة أولى من خطة تخفيف الوزن وهو خسارة 5 - 10 في المئة من الوزن الحالي. ويعد فقدان الوزن بشكل بطيء ومنتظم من ( 0.5 - 1 كغم ) أسبوعياً أكثر صحية وواقعية وأسهل للحفاظ عليه. أما فقدان الوزن السريع فيؤدي إلى خسارة العضلات بدلاً من الشحوم في الجسم، ما يؤدي إلى استرجاع الوزن المفقود بسرعة.
إنقاص الوزن يكون بصرف الطاقة يومياً أكثر من الطاقة المأخوذة بواسطة الغذاء. فهناك طرق ووسائل عديدة لتقليل الوزن منها:
- تناول ثلاث وجبات طعام معتدلة يومياً، حيث إن اتباع أنماط غذائية غير متوازنة وعالية البروتين قد تؤدي إلى مخاطر صحية مثل أمراض القلب والكلى.
- تخفيف حجم الوجبة الغذائية وذلك بتناول الطعام بأطباق صغيرة.
- التقليل من كميات الدهون المتناولة وتجنب المقالي وخصوصاً الوجبات السريعة.
- مضغ الطعام ببطء.
- عدم الذهاب لشراء الأطعمة في حال الشعور بالجوع ووضع قائمة للأطعمة قبل الذهاب.
- تناول الفواكه الطازجة بدلاً من أنواع العصير المختلفة.
- شرب الماء بكثرة وعند الشعور بالعطش وعدم اللجوء إلى تناول المشروبات الغازية أو غيرها.
- الرياضة المنتظمة: المشي قدر المستطاع، استخدام الأدراج بدل المصاعد الكهربائية، وتنظيم أوقات مشاهدة التلفاز أو الكمبيوتر، حيث تؤكد الدراسات الطبية الدور الهام لممارسة الرياضة البدنية المنتظمة 30 - 60 دقيقة يومياً والنشاط الجسدي مهم جداً في إنقاص الوزن وفي المحافظة على معدل الوزن الصحي وخاصة إذا تشارك مع نظام غذائي مناسب. كما يجب استشارة الطبيب قبل ممارسة أي من الرياضات العنيفة.
- بالنسبة للمعالجة الدوائية التي تخفف الشهية لا تخلو من مضاعفات جانبية خطيرة، لذا لا يمكنك تناولها من دون موافقة الطبيب.
- المعالجة الجراحية يلجأ إليها في حالات البدانة المفرطة أو المرضية وكحل أخير إذا توافرت ثلاث شروط:
- إذا كان المريض معرضاً لمخاطر صحية ناتجة عن سمنة مفرطة.
- فشل الطرق الأخرى في إنقاص الوزن إلى الحد المطلوب.
- إذا كانت الأخطار المحتملة بسبب العمل الجراحي مقبولة بالمقارنة مع تلك الأخطار التي قد يتعرض لها في حال لم يتم العمل الجراحي.
يوصى المرضى الذين يخضعون لعملية جراحية باتباع حمية خاصة وممارسة الرياضة المناسبة للمحافظة على خسارة الوزن.
إقرأ أيضا لـ "فاطمة كاظم"العدد 4577 - الخميس 19 مارس 2015م الموافق 28 جمادى الأولى 1436هـ
شكرا لك
معلومات قيمة. لكم كل الشكر.