استمرت فعاليات معرض وملتقى الخط العربي الثاني، إذ قدم الخطاط علي شهاب مساء يوم أمس الخميس (19 مارس/ آذار 2015) ورشة عمل حول تقهير الورق. وتعد الورشة إحدى الفعاليات المصاحبة للمعرض والملتقى والذي انطلق قبل أسبوعين بمشاركة 25 خطاطاً و40 عملاً فنيّاً في صالة جمعية البحرين للفن المعاصر، على أن يستمر حتى يوم غد (السبت).
وفي ذلك، لفت شهاب إلى أن الورشة تضم جانبين؛ نظريا وآخر عمليا. وتناول في الجانب الأول موضوع تقهير ومعالجة الورق، وأركان الكتابة الخمسة وهي: الأصابع، الحبر، جودة القرطاس وحِدّة الألماس ومحاكاة الخط الحسن.
وتناول لمحة تاريخية حول ذلك أشار فيها إلى أن الورق الأول المصنوع في الصين من القرن الأول، والثاني لم يكن التقهير يراعى فيه كليا، منوها إلى أن الاستخدام الأول للتقهير كان في نصف القرن الثامن من الحضارة الإسلامية باستخدام نشأ القمح أو مستحضرات نباتية أو تضاف مع عجينة الورق أو تطلى على سطح الورق الجاهز.
وعرف التقهير بأنه عملية معالجة الورق لتحسين خواص اللمس والنفاذية وتقوية خوس الورق الفيزيائية ومقاومة الحبر عوامل الزمن والتقليل من قابلية الورق لامتصاص الحبر.
وتطرق إلى مواد التقهير وهي: النشا، البيض والشب وغيرها، فيما ذكر طرق التقهير وهي الطريقة التقليدية العربية، التقهير باستخدام الجيلانين والتقهير باستخدام الصمغ الحيواني، والتقهير التقليدي العربي. فيما خصص الجزء الثاني من الورشة للجانب النظري وتطبيق عملية التقهير.
جدير بالذكر ان المعرض أتى بتنظيم ملتقى الخطاطين، وافتتحه نائب رئيس مجلس إدارة صحيفة «الوسط» فيصل جواد. فيما نظم المعرض والملتقى الأول مركز شباب رأس الرمان الثقافي في الفترة من (27 نوفمبر/ تشرين الثاني 2013) حتى (17 ديسمبر/ كانون الأول 2013)، بدعم من بيت التمويل الكويتي وشارك فيه 25 خطاطاً وخطاطة. فيما يرى القائمون عليه أنه جاء انطلاقاً من مبدأ تعميق الوعي بأهمية هذا الفن العريق والتعريف بخصائصه المميزة، وأعلامه الأفذاذ، باعتباره أحد الروافد الأساسية للحضارة الإنسانية، ومن أجل الارتقاء بالذوق الفني العام وتكوين جيلٍ واع بقيمة الخط العربي وجمالياته وبذائقة فنية سليمة، وإبراز أصحاب التجارب المتميزة في الخط العربي وتشجيعهم.
العدد 4577 - الخميس 19 مارس 2015م الموافق 28 جمادى الأولى 1436هـ
الأستاذ شهاب علم
وإن كان يحاول التخفي والابتعاد عن مظاهر التباهي وعدسات الشهرة، إلا أن الحق يقال أن الأستاذ علي شهاب قامة شامخة في الخط، والفن وأعمال اليد بشتى صورها، فقد خبرته عن قرب فيطلعني على أعماله قبل نشرها.
ولو كان في مجتمع صحي لا طائفي، ونخبوي لا فئوي، لكان له الآن شأن عظيم ومقام رفيع، ولعُد مرجعا يتخرج على يديه العديد من مريدي الخط العربي.