لاشك في أن كل واحد منا يحب أمه ويحب أن يسمعها أجمل الكلام... صحيح بأن هذا الشهر يحمل في طياته يومين مهمين للمرأة، الأول هو يوم المرأة العالمي الذي يصادف الثامن من شهر مارس/ آذار والثاني هو عيد الأم والذي يصادف الحادي والعشرين من الشهر ذاته، إلا أن هذا لا يعني بأننا لا نهتم بشأنها ولا نقدرها طوال العالم، ولا يعني أيضاً بأن نحتفي بها فقط في هذين اليومين.
يفصلنا عن عيد الأم أو كما يسميه الكثيرون (عيد الأسرة) أيام قليلة فقط، فأحسنوا الاحتفاء بأمهاتكن أصدقائي، وتذكروا الأموات منهن بالرحمة والمغفرة وأهدوهن ثواب السورة المباركة (الفاتحة).
رغم اعتراض الكثيرين بأننا كمسلمين يجب ألا نحتفل بهذا العيد ويقدمون الكثير من الحجج على ذلك، إلا أنني لا أتفق معهم في هذا الراي، فمن وجهة نظري - لك مطلق الحرية بأن تتفق معها أو تعارضها- الأم تستحق طوال العام بأن نقدرها، وهذا لا يمنع أن نخصص لها ولو يوماً واحداً للاحتفاء بها، رغم أن هناك من يتخذ هذه المناسبة باباً من أبواب المفاخرة والتباهي وسط الأصدقاء والمعارف، لعرض الصور وفتح باب التعليقات في “الفيسبوك” و”التويتر” و”السناب شات” و”الواتس أب” و”الانستغرام”، على رغم أنهم ربما لا يزورون والداتهم أو حتى يسألون عنهن طوال العام.
أولئك الفئة والتي أتمنى أن تكون قليلة بالفعل أساءت لهذا الاحتفال، ولكن نقيض هذه الفئة هناك من يُسعد بهذا الاحتفال أمه بأن يرسم ابتسامة على وجهها الذي أنهكته مشاغل الحياة طوال العام، وربما هناك من شغلتهم الحياة عن أن يخصصوا لأمهم جزءاً من وقتهم، لذلك اختاروا هذا اليوم ليجددوا فيه العهد بحبها والاعتراف بجميلها، كونها السبب الرئيسي في وجودهم وسعادتهم في هذه الحياة.
إن كنت ممن تعترض على الاحتفال بها في تاريخ 21 مارس، اختر التاريخ الذي يناسبك واسعَ لإفراحها في أي تاريخ يناسبك، فهي لم تنسَ عندما كنت طفلاً حتى كبرت كيف تسعدك. فالاحتفاء لا يعني الهدية فقط أو الزخم في وسائل التواصل الاجتماعي وإنما يعني زخماً واهتماماً واحتراماً في حياة الواقع.
لجميع الأمهات الأحياء أقول كل عام وأنتن بخير، ولمن وافتهن المنية، أتمنى أن نهدي لأرواحهن ثواب سورة الفاتحة.
مناهل
العدد 4576 - الأربعاء 18 مارس 2015م الموافق 27 جمادى الأولى 1436هـ