تفضل عاهل البلاد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، فشمل برعايته الكريمة أمس (الأربعاء)، حفل افتتاح قاعدة الحد البحرية ومعسكر الجليعة وتسليم راية القوة الاحتياطية الملكية.
يأتي هذا الاحتفال تزامناً مع الاحتفال بالذكرى السابعة والأربعين ليوم تأسيس قوة دفاع البحرين، الذي يوافق الخامس من فبراير/ شباط من كل عام.
وقال جلالته: «إننا في البحرين دائماً دعاة سلام مع الجميع، وننبذ الإرهاب والتعصب بكل صوره، ونعيش في مجتمع متحابٍّ متكاتف يحتضن جميع الأديان والمذاهب من دون تفرقة».
المنامة - بنا
قال عاهل البلاد القائد الأعلى حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة: «إن البحرين اليوم وبحمد الله تواصل مسيرتها الوطنية الشاملة على طريق الخير والتقدم بخطى ثابتة في مجالات التنمية والتطور بجهود أبنائها المخلصين وبعزيمة قواتها المسلحة الباسلة وما أبدوه من كفاءة وانضباط وروح وطنية عالية، حاملين لواء الدفاع عن الوطن بكل ولاء وعزيمة صادقة فهم موضع تقديرنا ومبعث اعتزازنا الدائم»، مؤكداً جلالته «إننا في البحرين دائماً دعاة سلام مع الجميع وننبذ الإرهاب والتعصب بكل صورة ونعيش في مجتمع متحاب متكاتف يحتضن جميع الأديان والمذاهب دون تفرقة».
جاء ذلك خلال رعاية جلالته صباح امس الاربعاء (18 مارس/ اذار 2015)، حفل افتتاح قاعدة «الحد» البحرية ومعسكر «الجليعة» وتسليم راية القوة الاحتياطية الملكية، بحضور رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة.
ويأتي هذا الاحتفال تزامناً مع الاحتفال بالذكرى السابعة والأربعين ليوم تأسيس قوة دفاع البحرين والذي يوافق الخامس من فبراير/ شباط من كل عام.
فلدى وصول حضرة صاحب الجلالة عاهل البلاد المفدى القائد الأعلى إلى موقع الاحتفال كان في الاستقبال ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد بن عيسى آل خليفة والقائد العام لقوة دفاع البحرين المشير الركن الشيخ خليفة بن أحمد آل خليفة ورئيس الحرس الوطني سمو الفريق الركن الشيخ محمد بن عيسى آل خليفة ورئيس المجلس الأعلى للصحة ووزير شئون الدفاع ورئيس هيئة الأركان وقائد سلاح البحرية الملكي البحريني، وكبار الضباط، حيث قام عاهل البلاد القائد الأعلى بإزاحة الستار عن اللوحتين التذكاريتين إيذاناً بافتتاح قاعدة الحد البحرية، ومعسكر الجليعة التابعين لقوة دفاع البحرين.
ثم عزفت الفرقة الموسيقية السلام الملكي وتفقد حضرة صاحب الجلالة عاهل البلاد القائد الأعلى حرس الشرف الذي اصطف لتحيته، بعدها تفضل حضرة صاحب الجلالة الملك القائد الأعلى بتسليم راية القوة الاحتياطية الملكية بقوة دفاع البحرين.
وقد أستُهل الاحتفال بتلاوة آيات من الذكر الحكيم ثم ألقى قائد سلاح البحرية الملكي البحريني العميد الركن بحري الشيخ خليفة بن عبدالله آل خليفة كلمة بهذه المناسبة، قال فيها «لقد خطت قوة دفاع البحرين، خطوات منتظمة، على طريق بناء القوة الرادعة، التي تضمن تحقيق الأمن والسلامة للوطن، بقيادتكم الرشيدة، ما كان له الأثر الكبير، في جعلها قوة حديثة و حضارية، متعددة المهام والأدوار، ولمجابهة الأخطار كافة التي تهدد أمن وسلامة البلاد».
واضاف «إننا اليوم، إذ نحتفل بهذه الذكرى العزيزة، فإننا نبارك لجلالتكم إضافة جديدة، على صعيد الإستراتيجية التي وضعتموها، لبناء القوة المتكاملة، متمثلة في افتتاح قاعدة الحد البحرية، ومعسكر الجليعة التابع للدروع الملكية وتسليم راية وحدة قوة الاحتياط الملكية».
واردف «ان القوات الحديثة اليوم، باتت تتميز بالتنوع في المهمات، والمهارات والقدرات القتالية ذات الكفاءة العالية، لذلك اخذ سلاح البحرية الملكي البحريني، على عاتقه دوماً مهمة السعي وراء التحديث والتطوير، بدعم ومتابعة من المسئولين في القيادة العامة، ليتميز في أبعاده الدفاعية، التي تتعامل مع أي نوع من التهديدات التقليدية، وغير التقليدية، وإبراز القوة الرادعة، لمجابهة التهديدات كافة، من عمليات إرهابية، ومكافحة القرصنة وإحباط عمليات التهريب، وتنفيذ مهمات قوات المشاة البحرية عبر الإنزال البحري، أو المشاركة في المهمات الإقليمية، مع الدول الشقيقة، أو المهمات الدولية لحفظ الأمن البحري، وخطوط الملاحة في أعالي البحار».
واردف «تمثل هذه المشاركات تجسيداً للعمل البحري المشترك، وتحقيقاً للتعاون، الذي يسهم في تطوير الكفاءات وتأهيلها، لمواكبة طموحاتنا العالية، لتعزيز دورنا في الذود عن مكتسبات مملكتنا الغالية».
وتابع «انه من دواعي العز والافتخار، وبشرف الانتماء إلى قوة دفاع البحرين متسلحين بالدين والولاء، والتضحية بأرواحنا للدفاع عن أمن واستقرار مملكتنا الغالية، والحفاظ على مكتسباتها الحضارية والتنموية، في ظل عهدكم الزاهر و قيادتكم الحكيمة»، متمنياً من الله العلي القدير أن «يديم علينا نعمة الأمن والسلام والاستمرار في العطاء».
بعدها ألقى مدير الأشغال العسكرية العميد مهندس عبدالعزيز البوعينين كلمة بهذه المناسبة، قال فيها: «إن تشريف جلالتكم اليوم بافتتاح قاعدة الحد البحرية ومعسكر الجليعة لهو إضافة لقلاع مملكة البحرين الحصينة وهو فخر واعتزاز لشعبكم الوفي ولجميع منتسبي قوة دفاع البحرين الأبية الذين عاهدوا الله عز وجل ان يبذلوا قصارى جهدهم ويضحوا بالغالي والنفيس من اجل الذود عن تراب الوطن والمحافظة على مكتسباته التي تحققت في جميع المجالات في ظل قيادة جلالتكم الحكيمة والحكومة متمثلة في صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان ال خليفة».
واضاف البوعينين «إن مديرية الأشغال العسكرية أنجزت الكثير من المنشآت العسكرية والمشاريع الإنشائية الإستراتيجية التي تلبي متطلبات قوة دفاع البحرين المبنية على نظرة جلالتكم الثاقبة من اجل التطوير المستمر لقوة دفاع البحرين».
واوضح «لقد صدرت توجيهات جلالتكم السامية بإنشاء قاعدة الحد البحرية ومعسكر الجليعة في هذا الموقع، حيث باشر أبناؤكم مهندسو مديرية الأشغال العسكرية بعمل الدراسات والتصاميم الهندسية اللازمة لهذا المشروع الحيوي الذي صمم ليلبي متطلبات سلاح البحرية الملكي البحريني وقيادة الدروع الملكية، علما بأنهم قد شاركونا من مرحلة التصميم حتى الانتهاء من الأعمال الإنشائية».
واسترسل «بناءً على توجيهات جلالتكم ودعم صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد ال خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى والقائد العام لقوة دفاع البحرين المشير الركن الشيخ خليفة بن احمد ال خليفة ومتابعة المسئولين بالقيادة العامة لقوة دفاع البحرين، والإشراف الهندسي المستمر الذي قام به مهندسو مديرية الأشغال العسكرية المحترفين في جميع التخصصات الهندسية، تم انجاز هذا المشروع بما يشمل من دفان وتعميق الممرات البحرية وإنشاء الأرصفة البحرية والمباني والبنية التحتية والخدمات في فترة زمنية قياسية لم تتجاوز (24) شهرا وقبل موعد الانتهاء العقدي بـ(4) شهور، مستوفيا الجودة المطلوبة وبحسب المواصفات الهندسية العالمية وضمن الموازنة المرصودة للمشروع، وبهذا وكما هو معهود من جلالتكم أضفتم صرحا شامخا من صروح قوة دفاع البحرين».
واضاف «إن مديرية الأشغال العسكرية بقوة دفاع البحرين دائمة التواصل والتشاور مع الوزارات والمؤسسات والهيئات الحكومية ذات الصلة بالمشاريع التي تقوم بإنجازها من اجل توصيل الخدمات لتلك المشاريع كالطرق والكهرباء والماء والتأكد من توفرها قبل الانتهاء من المشاريع لضمان تشغيلها في التوقيتات المحددة مسبقا، علما بأن هذا المشروع تطلب التنسيق المسبق مع شئون البيئة وشئون الموانئ».
بعد ذلك، بدأ العرض العسكري حيت قامت عدد من القطع الحربية لسلاح البحرية الملكي بتقديم إستعراض بحري، وذلك بمرور مجموعة رمزية لأصناف مختلفة ومتعددة من السفن والقوارب السريعة على اختلاف أنواعها وأحجامها ومهماتها، مع مرور طلائع من سلاح الجو الملكي البحريني ممثلة في مجموعة من سرب مقاتلات إف 16، وإف 5، وهي تقدم تشكيلات جوية مختلفة بكل كفاءة واقتدار إضافة إلى طلائع من الطائرات العمودية.
وقد أعرب جلالة الملك بهذه المناسبة عن اعتزازه بالذكرى السابعة والأربعين لتأسيس قوة دفاع البحرين مباركاً جلالته لجميع ضباط وضباط صف وأفراد قوة الدفاع وجميع المواطنين الكرام بهذه المناسبة الوطنية المجيدة في تاريخ البحرين».
وقال جلالته، «إننا ماضون بعون الله في تطوير مختلف منشآت قوة دفاع البحرين وتزويدهم بأحدث المنظومات العسكرية المتطورة وتأهيل منتسبيها في مختلف مجالات المعرفة المتطورة وعلوم العصر الحديثة تقديرا لما أثبتوه من كفاءة عالية واحترافية مميزة، وها هي قوة دفاع البحرين تُعلي صرحها عاماً بعد عام قوةً ومنعه بعزيمة ثابتة. وتحمل لواء الدفاع عن وطننا العزيز ومسيرته الحضارية المباركة بكل إخلاص وبسالة».
وأضاف جلالته «اننا نقدر بكل اعتزاز المشاركات المهمة لرجال قوة دفاع البحرين البواسل في أداء المهمات النبيلة الموكلة لهم بكل احترافية واقتدار، إضافةً للجهود الكبيرة لقواتنا المسلحة في حفظ الأمن والاستقرار في المنطقة ومحاربة كل أشكال الإرهاب بالتكاتف مع الأشقاء والأصدقاء، ما يعكس المكانة العالية للبحرين كبلد مهم ومؤثر في المجتمع الدولي يحرص دائماً على كل ما فيه خير وأمن الجميع، وأن النهوض بهذه المسئولية السامية بمهارة وبسالة عالية يؤكد ما عهدناه دائماً من رجالنا البواسل في قوة دفاع البحرين».
واكد جلالته أهمية مواصلة التكاتف المشترك مع أشقائنا في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية ومع الدول الصديقة، مشيداً بالإسهامات القيمة لقوة دفاع البحرين في مختلف المجالات الاجتماعية وخاصة ما تقدمه من خدمات صحية وإسكانية راقية وما حققته من إنجازات رياضية رفيعة إقليمياً ودولياً.
كما أعرب جلالة الملك القائد الأعلى عن تقديره للكفاءة العالية التي أثبتتها المرأة البحرينية في السلك العسكري بكل شجاعة ومقدرة مميزة امتداداً لدورها التاريخي في بناء وطنها وخدمة مجتمعها.
وأضاف «لقد سعدنا اليوم بأن نفتتح (قاعدة الحد البحرية) و(معسكر الجليعة) لتكون قاعدة متقدمة لتوفير سرعة الاستجابة للدفاع عن مياه البحرين الإقليمية وتساهم في حماية أمن الوطن وسيادته وكرامة مواطنيه بالتكاتف مع مختلف أسلحة قوة دفاع البحرين، كما سعدنا بتسليم راية القوة الاحتياطية الملكية بقوة دفاع البحرين، وإن كفاءة وتفوق أبناء البحرين في هذا المجال نابع من تراثنا البحري العريق وامتداداً تاريخياً مشرفاً لما حققه الآباء والأجداد لما لهم من ريادة في حماية حدود وطننا العزيز واستقلاله، وسيبقى بيرق البحرين عالياً يجوب البحار حاملاً رسالة السلام والأمن والمحبة للعالم. وستبقى البحرين بعون الله وبرجالها البواسل قوية منيعة، متمنياً جلالته حفظه الله للجميع دوام التوفيق ولقوة دفاع البحرين المزيد من القوة والمنعة.
وفي ختام الاحتفال قدم صاحب السمو الملكي ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء هدية تذكارية لعاهل البلاد القائد الأعلى حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، كما قدم صاحب السمو الملكي ولي العهد هدية تذكارية لرئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، وقدم القائد العام هدية تذكارية لصاحب السمو الملكي ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، كما قدم قائد سلاح البحرية الملكي البحريني هدية تذكارية الى جلالة الملك القائد الأعلى.
العدد 4576 - الأربعاء 18 مارس 2015م الموافق 27 جمادى الأولى 1436هـ