رفض رئيس جنوب السودان سلفا كير اليوم الأربعاء (18 مارس/ آذار) تهديد الأمم المتحدة بفرض عقوبات على بلاده بعد أن أقر مجلس الأمن قرارا هذا الشهر يحدد إطار عمل لتطبيق اجراءات عقابية.
وفي توبيخ مباشر للأمم المتحدة حذر كير من أن الإجراء لن ينجح.
وقال وسط حشد من الناس في العاصمة جوبا "تم التلويح بتهديد العقوبات أمام عيني واستخدموا لغة مضحكة للغاية إذ قالوا إن هناك من يحملون العصا هناك فقلت لهم فلتضرب العصا رأس أي شخص أو جسده، فليكن، لكنني لن أهدد بذلك."
وكان كير يخاطب حشدا من ألوف المواطنين تجمعوا في ساحة الحرية التي شهدت احتفالات الاستقلال عام 2011.
وقال إن العقوبات لن يكون لها أي أثر على أحدث دولة في العالم التي تزرع طعامها بنفسها.
وقال "إذا كانوا يتحدثون عن عقوبات على جنوب السودان، ما لم يصعدوا إلى السماء ويتفقوا مع الرب على منع المطر عن جنوب السودان لن تكون هناك عقوبات حقيقية، لكن طالما لدينا أمطار في جنوب السودان يمكننا استغلال هذه الأمطار في زرع طعامنا وأن ننسى امر أي شيء يمكن أن يأتي من أي دولة أخرى."
وأبدت الولايات المتحدة واخرون استياءهم من كير وزعيم المتمردين ريك مشار النائب السابق للرئيس. ويتهمون الاثنين بتغليب مصالحهما السياسية الشخصية على ارساء السلام في جنوب السودان.
وأقر مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في الثالث من مارس اذار مشروع عقوبات أعدته الولايات المتحدة لكنه لا يشمل حظرا للسفر أو تجميد اموال مسؤولين أو حظرا للسلاح. وقالت واشنطن إن الهدف من العقوبات هو توجيه رسالة لمن اختاروا الحرب على السلام بأنهم سيتعرضون للحساب.
وتفرض الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بالفعل عقوبات منفصلة تشمل حظرا للسفر وتجميد أموال قادة عسكريين من الجانبين.
ولم تسفر محادثات السلام عن تحقيق تقدم يذكر. فبعد أن وافق الجانبان بصفة مبدئية على اقتسام السلطة اختلفا على كيفية تحقيق ذلك في أرض الواقع. وانهارت أحدث جولة محادثات في اثيوبيا في الثامن من مارس اذار.
ويواجه الجانبان اتهامات بارتكاب فظائع على أساس عرقي وعمليات اغتصاب جماعي وتجنيد أطفال خلال أعمال عنف حصدت أرواح ما لا يقل عن عشرة الاف شخص وأجبرت 1.5 مليون على النزوح من ديارهم.
وقال كير الذي كان أحد قادة المتمردين في الحرب ضد حكومة السودان قبل الاستقلال إن المتمردين رفضوا مبادرات السلام.