أكد وكيل وزارة العدل والشئون الاسلامية والاوقاف للشئون الإسلامية فريد يعقوب المفتاح الاهتمام البالغ الذي توليه القيادة الحكيمة في تعزيز التعاون والتكامل بين علماء الشرع وعلماء الفلك، وقال: "بينما يضع علماء الشريعة وأهل العلم المعايير الشرعية لدخول وخروج أوقات الصلوات والأهلة وغيرها، فإن علماء الفلك يترجمون تلك المعايير ترجمة علمية دقيقة تصب في ذات الاتجاه".
ولفت إلى أن اهتمام القيادة بذلك أثمر في إصدار وزارة العدل والشئون الإسلامية والأوقاف التقويم البحريني وفق الأمر السامي لملك مملكة البحرين صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ، وبمتابعة حثيثة من حكومته برئاسة رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة ، وولي العهد النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ، بعد جهود كبيرة بذلتها اللجنة العليا للتقويم البحريني برئاسة رئيس المجلس الأعلى للشئون الإسلامية سمو الشيخ عبدالله بن خالد آل خليفة.
جاء ذلك خلال ورشة "التطبيقات الفلكية في الأمور الشرعية"، والتي نظمتها مؤخراً إدارة الشئون الدينية بوزارة العدل والشئون الإسلامية والأوقاف وبالتعاون مع جامعة البحرين والجمعية الفلكية البحرينية، برعاية وزير العدل والشئون الإسلامية والأوقاف معالي الشيخ خالد بن علي آل خليفة، وذلك بقاعة جمعية رعاية الطفل والأمومة.
وحضر الدورة جمعٌ من الوعاظ والواعظات ومدرسي ومدرسات وطلبة معاهد العلوم الشرعية ومنتسبي المراكز الدعوية التابعة للوزارة وعدد من الخطباء والأئمة وذلك بالتنسيق مع إدارتي الأوقاف السنية والجعفرية، حيث أدار الورشة كلٌ من أستاذ الفيزياء التطبيقية ونائب رئيس جامعة البحرين للدراسات العليا ورئيس الجمعية الفلكية البحرينية، وعضو اللجنة العليا للتقويم البحريني الموحد وهيب الناصر، وأستاذ الفيزياء الفلكية المساعد بجامعة البحرين وعضو مجلس إدارة الجمعية الفلكية البحرينية وعضو الهيئة الوطنية لعلوم الفضاء وعضو اللجنة العليا للتقويم البحريني الموحد محمد جاسم العثمان،.
وأوضح المفتاح أن العلم بالشرع الحنيف وأحكامه ومبادئه من أهم الواجبات، لقول المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم: "طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة"، مؤكداً أن العلم الحقيقي هو الذي لا يكتفي فيه المسلم بمجرد تحصيل المعلومات؛ بل إنه الفهم والعمل والدراية، فعلم بلا فهم ولا دراية واستيعاب لمعطيات وحاجات الزمن المعاصر؛ يحرف المسار إلى ما نراه في بعض الأفراد والجماعات المتشددة سلوكياً، المتطرفة فكرياً، الساذجة فهماً، وإن عدم العمل بالعلم الصحيح السليم يؤدي إلى الضياع والهلاك.
وأشار إلى أن ما نشهده اليوم حولنا من أحداث ومتغيرات وما تواجهه المنطقة من تحديات وأخطار محدقة، يستلزم وقفة جادة من الجميع وعلى الأصعدة كافة، وذلك بفهم حضاري صحيح للدين الحنيف، وقيمه السامية ومبادئه السمحة العامة، مدققين النظر في ثوابت ديننا، آخذين في الاعتبار مراعاة الواقع، والمتغيرات والضرورات والحاجات، وفق قاعدة المصالح والمفاسد.
واستطرد المفتاح قائلاً: إن الفتن والقلاقل التي تتعرض لها بعض بلدان عالمنا الإسلامي، تحتم علينا جميعاً مراجعة صادقة لكل أعمالنا وأقوالنا وسلوكياتنا، وإن ما جرته التصرفات الهوجاء لبعض الجماعات المتطرفة على الأمة، يستلزم تكاتف الجهود، والتفكير بعمق في الأسباب والعلاج، ويدعونا دوماً لمحاسبة أنفسنا، ومراجعة كل ما يتصل بأساليب تعليمنا، ووسائل وطرق خطابنا، بحيث يكون خطاباً متجدداً مُرَشَّدَاً، يواكب الواقع، ويراعي التطور، والتحديث، فديننا هو دين الانفتاح والتعارف، والوحدة والألفة، ودين الوسطية والاعتدال، والدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة، ودين السماحة والرفق والرحمة العامة بالخلق جميعاً؛ مسلمين وغير مسلمين، لقوله تعالى: "وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعَالَمِيْنَ".
بعدها تفضل كلاً من الناصر والعثمان بعرض ومناقشة القضايا الشرعية التي تتطلب معطيات فلكية، أبرزها: تحديد مواقيت الصلاة في مملكة البحرين، ومعايير تحديد الفجر الصادق والكاذب، والثلث الأخير من الليل، بالإضافة إلى تحديد اتجاه القبلة بالاستدلال بالشمس والنجوم، ومراحل أطوار القمر، هذا إلى جانب طريقة تحديد أوائل الشهور الإسلامية، ومنازل القمر وأهميتها من الناحية الشرعية، والتقويم السهيلي في البحرين، علاوةً على مناقشة الفرق بين ظاهرتي الكسوف والخسوف ومقدار تكرارهما سنوياً.
وتطرق العثمان إلى ذكر مفهوم علم الفلك وأقسامه ومكونات الكون، والمسافات بين الكواكب والنجوم وأحجام الأجرام الفلكية، وكيفية الاستدلال بالنجوم لمعرفة اتجاه القبلة ودخول الفصول الأربعة، فيما تناول الناصر كيفية حساب أوقات الصلوات، مشيراً إلى وقت دخول الفجر والعشاء في التقاويم العالمية الإسلامية المختلفة، بالإضافة إلى معرفة الاتجاهات بالاستدلال بنجم سهيل وغيرها من تطبيقات فلكية.