اعتبر الرئيس الأميركي باراك أوباما أن فرص التوصل إلى اتفاق مع إيران بشأن برنامجها النووي لا تزال 50 في المئة، وفق ما أعلن المتحدث باسمه أمس (الثلثاء). وأوضح أن فرص التوصل إلى هذا الاتفاق هي «50 في المئة في أفضل الأحوال»، وذلك رداً على سؤال عن تصريحات مسئول إيراني قال فيها إن البلدين اتفقا على «90 في المئة من القضايا التقنية».
لوزان (سويسرا) - أ ف ب
اعتبر الرئيس الأميركي باراك أوباما أمس الثلثاء (17 مارس/ آذار 2015) أن فرص التوصل إلى اتفاق مع إيران بشأن برنامجها النووي لاتزال 50 في المئة، فيما يخوض البلدان سباقا مع الوقت لانتزاع هذا الاتفاق قبل نهاية مارس/ آذار.
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جوش ايرنست «بالنسبة إلى الرئيس، فان الاحتمال لم يتغير (لبلوغ اتفاق)»، موضحاً أن فرص التوصل إلى هذا الاتفاق هي «50 في المئة في أفضل الأحوال».
وبعد 12 عاماً من التوتر بين إيران والغربيين و18 شهراً من المحادثات المكثفة حددت إيران ودول مجموعة 5+1 (الولايات المتحدة والصين وروسيا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا) مهلة تنتهي في 31 مارس للتوصل إلى اتفاق سياسي يضمن عدم امتلاك إيران القنبلة الذرية في المستقبل مقابل رفع العقوبات.
ومنذ الإثنين، يجري وزير الخارجية الأميركي جون كيري ونظيره الإيراني محمد جواد ظريف مفاوضات ماراثونية في لوزان السويسرية يعاونهما وزير الطاقة الأميركي ايرنست مونيز ورئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية علي اكبر صالحي.
واستمرت المفاوضات طوال يوم أمس. وفي استراحة بعد الظهر أعلن صالحي للتلفزيون الرسمي الإيراني «اتفقنا على 90 في المئة من المسائل التقنية» في المفاوضات مع مونيز.
وأضاف ان «الخلافات الوحيدة الآن هي بشأن قضية رئيسية واحدة».
وبدا صالحي أكثر تفاؤلاً من مسئول أميركي بارز في المحادثات الجارية في مدينة لوزان السويسرية الذي تحدث قبله عن وجود خلافات رئيسية قبل أيام من المهلة النهائية في 31 مارس للاتفاق على إطار لاتفاق نووي شامل.
وقال مسئول أميركي كبير صباح أمس «لقد أنجزنا بالتأكيد تقدماً» لكن «تبقى أمامنا مواضيع صعبة». وشدد على خلافات «تقنية» بين إيران ومجموعة 5+1 لكنه لم يدخل في التفاصيل.
وسئل مسئول أميركي آخر عن إمكان التوصل إلى اتفاق، فأجاب «بكل صراحة مازلنا لا نعلم ما إذا كنا سنتمكن من ذلك».
والاثنين، انتقل ظريف إلى بروكسل، إذ اجتمع بنظرائه الأوروبيين. وكان وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس قال «حصل تقدم لكن تبقى نقاط مهمة لم تجد تسوية بعد»، علماً أن حكومته تعتبر الأكثر تشدداً في مجموعة 5+1 إزاء إيران.
ومن المقرر أن يجتمع المدراء السياسيون لحكومات دول 5+1 وإيران مجدداً اليوم (الأربعاء) في لوزان.
وسيحدد الاتفاق السياسي المحاور الكبرى لضمان الطابع السلمي للأنشطة النووية الإيرانية وضمان استحالة توصل طهران إلى صنع قنبلة ذرية. كما سيحدد مبدأ مراقبة المنشآت النووية الإيرانية ومدة الاتفاق ويضع جدولاً زمنياً للرفع التدريجي للعقوبات الدولية.
وبشأن هذه النقطة بالتحديد تختلف إيران ومجموعة الدول الكبرى الست. إذ تريد طهران رفع الإجراءات العقابية التي فرضتها الأمم المتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في السنوات الأخيرة دفعة واحدة لأنها تخنق اقتصادها وتتسبب لها بعزلة دبلوماسية منذ سنوات، بينما تريد الدول الكبرى رفعها بالتدريج.
ويبدو أن هناك خلافات أيضاً بشأن مدة الاتفاق وفترة تقييم تترك أمام مجموعة 5+1 مجالاً للتحرك إن انتهكت إيران التزاماتها.
وتعهد الرئيس الأميركي باراك أوباما مرات عدة ببذل كل الجهود بما فيها العسكرية لمنع إيران من امتلاك السلاح النووي يوماً.
وعلق مدير الأبحاث في المجلس الأميركي الإيراني الوطني رضا مرعشي لـ «فرانس برس»: «قد تحصل أمور كثيرة حتى نهاية هذا الأسبوع. الأمر يشبه مباراة في كرة القدم في دقيقتها الثامنة والثمانين: هدف أخير يؤمّن الفوز».
العدد 4575 - الثلثاء 17 مارس 2015م الموافق 26 جمادى الأولى 1436هـ