تم الإعلان مؤخراً عن نتائج أول استطلاع إقليمي حول مشاكل الصمم وضعف السمع في السعودية والشرق الأوسط، والذي تم إجراؤه بمشاركة نخبة من الخبراء المختصين بمشاكل وفقدان السمع محلياً وإقليمياً. اذ تبين ان 71% من السعودية صنفوا فقدان السمع ضمن أكثر خمس مشاكل صحية انتشاراً بسبب زواج الأقارب، بحسب ما أفادت صحيفة الرياض السعودية في عددها الصادر اليوم الثلثاء (17 مارس/ آذار 2015).
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقد مؤخراً في مدينة الرياض بحضور أ.د. عبدالرحمن حجر، رئيس مركز الملك عبدالله التخصصي للأذن ورئيس الجمعية السعودية للأنف والأذن والحنجرة، ود. عبدالمنعم الشيخ، رئيس المجلس العلمي في الهيئة السعودية للتخصصات الصحية ومدير برنامج زراعة القوقعة في مستشفي الملك فهد بجدة، وتامر الشحات، المدير الإقليمي ل MedEL في السعودية.
وقد أظهر الاستطلاع الاقليمي الاول من نوعه حول مشاكل فقدان السمع ولأول مرة نتائج علمية مفصّلة وشاملة عن الإعاقة السمعية في المملكة والشرق الاوسط.
وفي هذا السياق أكد د. عبد الرحمن حجر أن نتائج الاستطلاع تقودنا بشكل حتمي نحو أهمية زيادة توعية المجتمع بمشاكل وأسباب فقدان السمع في المملكة على وجه الخصوص والشرق الاوسط بشكل عام، خاصة تلك الحالات التي تولد مع الأفراد، هذا إذا علمنا أن المرضى يبحثون عن العلاج بعد مرور 3 سنوات فقط، مما يعني انخفاضاً ملموساً في فرص الاندماج في المجتمع، ولعل من أهم اسباب انتشار المرض في مجتمعنا العربي بشكل عام والخليجي على وجه الخصوص هو زواج الاقارب الذي ينتج بدوره اطفالا فاقدين لحاسة السمع دون ان تعلم عائلتهم من هنا تأتي اهمية زيادة التوعية وتنميته لدى الجميع حتى يتسنى لهم مواجهة خطر فقدان السمع لدى ابنائهم منذ الصغر.
ولفت إلى أن أحدث البيانات الصادرة عن منظمة الصحة العالمية تقدر عدد المصابين بفقدان السمع في الشرق الأوسط بنسبة 3% من سكان المنطقة، إلا أن الخبراء في المجال الطبي الإقليمي يرون أن العدد أكثر من ذلك بكثير.
فيما علق الدكتور عبدالمنعم الشيخ، رئيس المجلس العلمي في الهيئة السعودية للتخصصات الصحية ومدير برنامج زراعة القوقعة في مستشفى الملك فهد بجدة على نتائج الاستطلاع الاقليمي بقوله: «تتمثل أكبر الآثار الإيجابية للدراسة في فرض فحص السمع الإجباري لدى حديثي الولادة في كافة دول المنطقة، بدأنا منذ أربعة أشهر بتطبيق تلك الفحوصات على حديثي الولادة في المملكة بتوجيهات من الملك عبدالله -رحمه الله-، ونأمل أن تحذو بقية دول المنطقة حذونا، فأهل الطفل المريض عادة ما يبحثون عن العلاج بعد سن الثالثة من عمره، أي في المرحلة التي تصبح فيها المشكلة واضحة وتبدأ بالتأثير على حياته – إلا أن العلاج وتصويب مشاكل التطور يصبح أكثر صعوبة حينئذ.
من جانبه قال تامر الشحات «نحن فخورون جداً بإصدار هذا التقرير الهام بالتعاون مع كافة شركائنا في المملكة والشرق الأوسط، وبالنظر إلى نتائج التقرير، يمكننا أن نرى وبوضوح طبيعة الخطوات التالية المطلوبة لفهم ومعالجة هذه الإعاقة التي تم التغاضي عنها على نطاق واسع، وفي هذا السياق نبذل جهوداً حثيثة لمساعدة المنطقة على التصدي للمشاكل والإعاقات السمعية، ونحن هنا نجدد تعهدنا بمواصلة دعمنا لكافة المؤسسات العامة والخاصة بالمملكة لمواجهة تلك المشاكل، من أجل فائدة وصحة المرضى الذين يعانون منها».