أزيح الستار السبت الماضي، عن تمثال جديد لقائد حركة الاستقلال الهندي المهاتما غاندي، في وسط لندن.
غاندي ذهب إلى لندن للدراسة وهو «غلامٌ في الثامنة عشرة، تعوزه الخبرة ومعرفة العالم»، كما قال في مذكراته «قصة تجاربي مع الحقيقة». وكان أغلب المسافرين معه على السفينة من الانجليز، ولم يكن باستطاعته التحدث إليهم أو فهم ملاحظاتهم أو الإجابة عليهم. كان شاباً حيياً يتحاشى تناول طعامه على المائدة مع الركاب فيلجأ إلى حجرته.
وحين عاد إلى الهند بعد تخرجه ليعمل في المحاماة، لم يوفق في هذه الوظيفة. كان محامياً فاشلاً، فما الذي حوّله إلى قائد يلهم الملايين ويقودهم نحو حركة تحرير الهند، «جوهرة التاج البريطاني» وانتزاعها من مخالب الاستعمار؟
بعد فشل عمله في الهند، سافر إلى جنوب إفريقيا، للترافع عن شركة لأحد التجار هناك، حيث توجد جالية هندية كبيرة، تتعرض للتمييز العنصري كما كان يتعرّض السود من أبناء البلاد. وتعرّض للضرب على يد شرطي في مقصورة القطار، لرفضه الانتقال من مقصورة مخصصة للبيض دفع ثمن تذكرتها. وهي الواقعة التي مثّلت نقطة تحوّل تام في حياته، إذ كرس نفسه للعمل في الدفاع عن المظلومين في جنوب إفريقيا.
بعد عقدين، عاد إلى الهند، وانخرط في العمل السياسي، تحت ظل الإدارة البريطانية الاستعمارية، التي كان مازال يأمل فيها خيراً. وقد شقّ طريقه سريعاً إلى الصفوف الأولى من حزب المؤتمر الوطني الهندي، وطرح فلسفة اللاعنف والكفاح السلمي، وهو ما لم تستحسنه قيادات المسلمين، شركائه في النضال، بل إن خليفته وقائد نهضة الهند لاحقاً، جواهر لال نهرو، يكتب في مذكراته «قصة حياتي» إن بعض ما كان يطرحه غاندي اعتبره الكثيرون حينها بدعاً غير معقولة، ويقول: «وجدت نفسي أشتعل حماسة فأردت أن أنضم إلى حركة الساتياغراها (اللاعنف) في الحال دون أن أفكّر في العواقب من مخالفة القوانين والتعرض للمحاكمة والذهاب للسجن...». ويعترف نهرو بأن «الأحداث التالية أثبتت وجاهتها والحكمة الكامنة فيها، ولهذا ازددت إيماناً ببصيرته السياسية».
كان نهرو يومها قد عاد من لندن، حيث بدأت وتيرة النضال تتصاعد، وتتصاعد معها شراسة المستعمر المحتل، فانخرط في حركة النضال، ومن أول ما قام به، الاشراف على جمع الإفادات والدلائل على ما جرى من مذابح في جوليا توالاباغ، حيث حُصر الناس في منطقة مغلقة، وأُجبِروا على الزحف على بطونهم، وأمر الجنرال الانجليزي داير بإطلاق النار على المحاصرين العزّل من كل جانب، «ولمّا انتهى إطلاق النار في هذه المذبحة الشنيعة كان المكان قد امتلأ بأكوام هائلة من القتلى والجرحى».
حركة النضال السلمي التي قادها غاندي أصبحت مدرسةً استلهم منها قادةٌ آخرون في قاراتٍ أخرى، ففي الولايات المتحدة تأثر بها الزعيم الزنجي مارتن لوثركنغ، زعيم حركة الحقوق المدنية، ومن إفريقيا الزعيم الكبير نيلسون مانديلا الذي خلّص بلاده من نظام الفصل العنصري البغيض. كل هؤلاء مرّوا بمحنٍ كبيرةٍ، وتعرّضوا لسنواتٍ من السجن، تقصر أو تطول، وظلّت قلوبهم تخفق للحرية والعزّة والكرامة والمساواة بين البشر، فحقوق البشر ليست قابلةً للتجزئة أو المساومة أو التداول في أسواق النخاسة السياسية.
اليوم يعود غاندي إلى لندن، منتصباً في ساحة البرلمان وسط العاصمة الاستعمارية القديمة لندن، فيما الأعلام الهندية ترفرف فوقه، «بجوار تمثال خصمه اللدود ونستون تشرشل، الذي كان يؤرقه العصيان المدني الذي أطلقه غاندي في عموم مناطق الهند ضد الاستعمار البريطاني، ومما جاء في مذكراته أنه كان يتمنى أن يُسحق غاندي تحت أقدام فيل ضخم عقاباً له على تصديه للوجود البريطاني في بلده الهند».
كيف كان سيشعر تشرشل لو سمع رئيس وزراء بريطانيا الذي جاء بعد مئة عام (كاميرون)، يصف غريمه الذي تمنّى أن يسحقه فيل، بأنه «واحدٌ من أعظم الشخصيات في السياسة العالمية، وأن أساليب اللاعنف التي اتبعها لاتزال فعّالة حتى اليوم»!
إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"العدد 4574 - الإثنين 16 مارس 2015م الموافق 25 جمادى الأولى 1436هـ
اين ذكر تشرشل انه يتمنى ان يطأ غاندي فيل !! تشرشل ذكي جداً وحريص ان لاتخرج منه كلمات كهاذه !!
هم مفخرة وقدوة لشعوب العالم قاما بتحرير بلديهما من الاستعمار والعنصرية 1835
ودفعا ثمن غالي منحياتهم مندون مصلحة دنيوية أو فئوية
الصحيح
ليس كل شئ فعله غاندي صحيحا هو ذهب وبقى الاستعمار ...استخدمة الاستعمار للتخدير الشعوب وبعدها تركوه
كلام عجيب
اين مصدرك؟ الهند دولة مستقلة تحترمها كل دول العالم واستقلالها حقيقي وليس مفبرك. يبدو يا سيد قاسم ان بعض من الناس شغلتهم خالف تذكر.
غاندي
لغة لا يفهمها الا الشرفاء... الشرفاء الحقيقيييين طبعا.
رمزان
تشرشل رمز للسسة الاستعمارية البشعة وغاندي رمز لسياسة الاستقلال والاحرار.
كلمة زنجي غير سليمة
كلمة زنجي غير سليمة وهي تعبير عنصري
ارجوا التفات الكاتب لذلك
وشكرا
نتائج حقوق الانسان لدى الدول الاستعمارية ولادة داعش ورعايتها ضد مصالح شعوب تلك الدول
للأسف ان هذه الدول لطالما تغنت بالحقوق والديمقراطيات العريقة ولكن هذه القوانيين طبقت في بلدانها فقط اما شعوب ودول مصالحها البترولية خصوصا فلا ديمقراطية ولا حقوق ، المصالح هي المتغلبة على الديمقراطية وحقوق الانسان ، ومستعدة هذه الدول الاستعمارية ان تحرق الحرث والنسل من اجل البترول ، والشاهد الان عليها (داعش) هي من انببتها ورعتها وارسلتها من كل بقاع العالم لحماية مصالحها بالنيابة عنها ،ضد مصالح الناس والشعوب .
حتبقى عظمة غاندي ومانديلا في العصر الحديث مدرسة لشعوب العالم المناضل
سر عظمة غاندي نضالة لجميع شعب الهند ولم يلوث بأي شعار عنصري حتى أعدائه يخاطبهم في عقر دارهم وحتى كثرة جرائمهم لم يتسلل الحقد عقله ليفقده صواب تفكيره وكذلك مانديلا لم يناضل للسود بسبب لونه لذلك لما انتصر الح على كلارك الأبيض أن يواصل رئاسته هو ومن معه لأن هذا كان في مصلحة البلد في تلك المرحلة
عمر المختار
غاندي مناضل وعمر المختار ايضا مناضل
انها اكبر الدروس
لا يصح الا الصحيح. ولا يذكر الا الاحرار.
فعلاً من أعظم الشخصيات في السياسة العالمية وقدوة لجميع الشعوب 0850
وقف مع جميع أبناء الهند بمسافة واحدة حتى لباسهم وماكلهم البسيط كان يتزين به أثناء نظاله وحتى كثرة الديانات في الهند كان محبوب من الجميع لأنه لم يفرق بين أي ديانة سوى كانت كبيرة أو صغيرة ولهذا كان محبوب من جميع شعوب العالم بمختلف ديناتهم
لماذا بريطانيا تطبّق حقوق الانسان مع شعبها بينما تنهب هذه الحقوق من الشعوب الاخرى
ينادون بحقوق الانسان وحتى حقوق الحيوان ايضا يطبقونها في بريطانيا لكنهم يمنعون حتى الهواء اذا استطاعوا عن الشعوب الأخرى لماذا هذا التناقض واي اخلاق هذه
البعض يعتقد ان التنكيل والقسوة ضد الشعوب هي السلاح الاوحد
بريطانيا لم تغير اساليبها القمعية رغم انها متقدمة في امور كثيرة الا انها متخلّفة في معاملتها مع الشعوب الطامحة للحرّية .
ليست عداوة شخصية بين غاندي و تشرشل 2
هم يرونه حق الاستعمار ؛ أي حق أي دولة عظمى في التصرف بأي أرض و أي شعب، و بمقدراته و موارده إذا ما رغبت في ذلك، دون ضمان و دون مساءلة ،و دون الحاجة إلى تبرير.
هذه هي ما تسمى بالدول الديمقراطية الصناعية المتحضرة التي لها الأحقية في حكم العالم و وضع قوانينه و تشريعاته. و التي لها وحدها الحق في الديمقراطية الحقيقية.
ليست عداوة شخصية بين غاندي و تشرشل 1
ليست المسألة شخصية بين غاندي و تشرشل ، و بالتالي ليس تشرشل هو الخصم اللدود غاندي. الخصم اللدود لغاندي هو السياسة البريطانية الدائمة، الغير خاضعة لأمزجة الأشخاص!
و سبب عداوة السياسة البريطانية لغاندي هو أنه لا يرى بريطانيا حق في أي شيئ من الهند، كما يرى عدم أحقية الهند في أي شيئ من بريطانيا!
الثعلب الانجليزي
بريطانيا هي أساس البلاء والظلم لها تاريخ كالح وحاضر اكلح.
الاستعلاء والتكبر والاحتقار والنهب والسلب
من مزايا الدول الاستعمارية التي تغنت بحقوق الانسان...كل يدق اسفينا لتأجيج مكامن الضعف فينا عملا بمبدأ فرق تسد،ونحن أوهن من أن ندرك بأن الدول لا تبنى بالتعصب والجهالة....لو أدرك تشرشل بأن غاندي سيرافقه على مقربة منه لإنتفض من قبره.
التاريخ يعيد نفسه
فهل من متعظ ؟
بريطانيا رائدة في مجال سرقة ثروات الشعوب
من ناحية تدّعي ان لديها حقوق انسان وكلام من هذا النوع ولكن على ارض الواقع بريطانيا مستعدة لسح شعب بأكمله من اجل مصالحها المادية
بريطانيا العظمى...
في السماء إبليس ... وفي الأرض إنكليز..!!!