قال رئيس مجلس النواب أحمد الملا، خلال لقائه مع قناة العربية: «إن مملكة البحرين جزء من المجتمع الدولي، نحن عانينا من الإرهاب ومازلنا في بعض المناطق وعانينا من التدخلات الخارجية في الشأن الداخلي لمملكة البحرين، كان لزاماً أن ننظر لهذا الأمر بأهمية كبيرة»، لافتاً إلى «إيران دولة جارة ومسلمة وتربطنا معها علاقات تاريخية، لكن للأسف الشديد بين فينة وأخرى هناك الكثير من التصريحات غير المسئولة سواء من المسئولين في الحكومة أو من بعض أعضاء مجلس النواب الإيراني، هذه التصريحات تزعجنا كثيراً سواء هذه التصريحات تصدر اتجاه البحرين أو تجاه أية دولة خليجية أو تجاه أي دولة عربية».

وأكد الملا أن مجلس النواب سيسعى لتفعيل الأدوات البرلمانية على تقرير الرقابة المالية، مشيراً إلى أن ما حققه مجلس النواب في تمرير برنامج عمل الحكومة يجب أن ينعكس بالضرورة على مشروع قانون الموازنة العامة للدولة، وبالتالي على المستوى المعيشي للجميع. وأننا ننتظر الموازنة بفارغ الصبر، لأن ما حققناه في برنامج الحكومة لابد أن ينعكس في هذه الموازنة وهذه من أولويات المجلس النيابي الآن، حققنا الكثير للمواطن ويجب أن تكون الموازنة متوافقة مع ما حققناه في برنامج الحكومة، بالإضافة إلى أمور أخرى على سبيل المثال المساهمة في تطوير المستوى المعيشي للمواطنين.

وقال إن التعديلات الدستورية في العام 2012 أعطت الكثير من الصلاحيات لمجلس النواب، لافتاً إلى أن مجلس النواب بمملكة البحرين يناقش أول مرة برنامج الحكومة. مشيراً إلى أن الديمقراطية في البحرين أرساها جلالة الملك منذ 12 عاماً منذ توليه جلالته سدة الحكم في البلاد وكان ولايزل هناك هناك تطور كبير في الديمقراطية.

وعن تقرير ديوان الرقابة، أوضح الملا أن «تعاملنا في هذا المجلس مع تقرير ديوان الرقابة يختلف تماماً على ما تعاملت به المجالس السابقة، هناك دماء جديدة هناك أناس متخصصون في هذا المجلس ولدينا نواب من كل فئات المجتمع، وأعتقد أنه سنقوم بتفعيل الأدوات الرقابية أكثر من الفصول السابقة، نحن نعترف ولكن في الفصل السابق للأسف الشديد تم التركيز على الجانب التشريعي أكثر من الجانب الرقابي، ولكن في هذا المجلس سنقوم بتفعيل جميع الأدوات الرقابية وخصوصاً ولحد الآن تقرير ديوان الرقابة لم يرفع إلى هيئة المكتب نتوقع خلال هذا الأسبوع يتم رفعه من قبل رئيس اللجنة المالية، ولكن سنقوم بالتعامل مع هذا التقرير بمهنية وبشفافية».

وبين أن «هناك استراتيجية واضحة لمجلس النواب ابتدأناها منذ أن تسلمت رئاسة المجلس، وهي أولاً تنصب على الشراكة المجتمعية، أطلقنا مشروع التواصل المجتمعي لأول مرة يطلقه مجلس النواب في تاريخ المجالس النيابية في مملكة البحرين، أطلقنا هذا المشروع وهو شراكة مجتمعية بين مجلس النواب، أطلقنا هذا المشروع ونجحنا في أول منتدى للشباب اجتمعنا بالشباب وكان هناك أكثر من مئتي شاب، وكانت النتائج جداً جداً ممتازة، وعقدنا أيضاً منتدى آخر خاص بالرياضيين لمسنا همومهم ولمسنا مشاكلهم... الآن السياسة ليست الجلوس فقط تحت قبة البرلمان أو في إحدى اللجان لكن السياسة الجديدة أن ينتقل النواب للمواطنين وأنا وجهت جميع اللجان وجميع رؤساء اللجان إلى أن يتجهوا لجميع فئات المجتمع للجلوس معهم لالتماس مشاكلهم لوضع حلول تحت قبة البرلمان».

وحول الوضع الأمني، قال الملا: «نحن نعيش في محيط إقليمي ودولي مضطرب للأسف الشديد وغير مستقر، كما تعلمون الدول الآن تواجه الإرهاب وتواجه عدم الاستقرار وتواجه التطرف الديني ومملكة البحرين جزء من هذا المجتمع الدولي، نحن عانينا من الإرهاب ومازلنا في بعض المناطق وعانينا من التدخلات الخارجية في الشأن الداخلي لمملكة البحرين، كان لزاماً أن ننظر لهذا الأمر بأهمية كبيرة، لذلك أرسلنا بعض الوفود لبعض الدول الأوروبية والعربية أخرى لكي نطلعهم على التجربة الديمقراطية في مملكة البحرين وما وصلت إليه البحرين من إنجازات في هذا المجال وفي مجال حقوق الإنسان وفي كل القضايا التي تناولها البرلمان البحريني».

وتحدث رئيس مجلس النواب عن الاتحاد الخليجي، مؤيداً الدعوة التي أطلقها المغفور له خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله فيما يخص الانتقال من التعاون إلى الاتحاد، وقال: «يفترض بنا كمجالس شعبية أو كمجالس برلمانية في دول مجلس التعاون يجب أن نعزز هذه الفكرة ويجب أن نسعى لتحقيق هذه الفكرة من خلال لقاءاتنا السنوية أو الفصلية، كما تعلمون أن هناك اجتماعات دورية للبرلمانات الخليجية وهناك برلمان معروف وهو البرلمان الخليجي (الاتحاد البرلماني الخليجي) لدينا لقاءات مستمرة ولدينا تشاورات مستمرة، إن شاء الله أن نحقق الاتحاد بين دول مجلس التعاون بما يطمح له المواطن الخليجي».

ولفت إلى أن «إيران دولة جارة ومسلمة وتربطنا معها علاقات تاريخية، لكن للأسف الشديد بين فينة وأخرى هناك الكثير من التصريحات غير المسئولة سواء من المسئولين في الحكومة أو من بعض أعضاء مجلس النواب الإيراني، هذه التصريحات تزعجنا كثيراً سواء هذه التصريحات تصدر اتجاه البحرين أو تجاه أية دولة خليجية أو تجاه أي دولة عربية، وللأسف الشديد هناك تدخلات في الشأن البحريني وهذا معروف، وخلال الفصل التشريعي السابق أصدرنا العديد من البيانات رداً على البيانات التي تصدر من المسئولين الإيرانيين، فيجب على إيران أن تحترم حسن الجوار وأن تحترم ميثاق الأمم المتحدة وأن تعرف بأن البحرين دولة عربية مسلمة عضو في الأمم المتحدة وعضو في دول المؤتمر الإسلامي وعضو في جامعة الدول العربية فيجب على إيران أن تعرف ذلك وأن تكون تصريحات المسئولين فيها تدعو إلى التقارب بدلاً من أن تدعو إلى الفرقة».

وفي سؤال لـ «العربية» عن تأثر عمل مجلس النواب بعد أن قاطعت المعارضة الانتخابات، قال الملا: «لا أعتقد هناك أي تأثير على مجلس النواب، ومجلس النواب الآن نجح في الانتخابات التي كانت قبل ثلاثة أو أربعة شهور ومجلس النواب يمثل كل المجتمع ومملكة البحرين دولة المؤسسات ودولة القانون والمسيرة الديمقراطية». لافتاً إلى أن الجمعيات السياسية التي دخلت في مجلس النواب 2010 و2006 وحملت الكثير من الملفات داخل قبة البرلمان وهذه الملفات تستطيع الآن أي كتلة نيابية داخل قبة البرلمان أن تناقش هذه الملفات، هناك كما ذكرت العديد من النواب يستطيعون أن يناقشوا أو يتحملوا أو يحملوا الكثير من الملفات التي ناقشتها هذه الجمعيات السياسية، لذلك لن يتأثر مجلس النواب بعدم مشاركة أية مجموعة».