تراجعت وزارة الخارجية الأميركية أمس (الإثنين) عن تلميحات وزير الخارجية جون كيري الواضحة بشأن استعداد حكومة الولايات المتحدة التفاوض مع الرئيس السوري بشار الأسد بهدف التوصل إلى حل سياسي لإنهاء الصراع في سورية.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية، جينيفر ساكي إنه حدث «لَبْس» بشأن المقابلة التلفزيونية التي أجراها كيري، والتي سئل فيها عما إذا كان هناك استعداد لإجراء محادثات مع الأسد حيث أجاب قائلاً إنه سيتوجب «علينا التفاوض في مرحلة ما».
وأضافت ساكي أنه لم يتغير شيء في موقف واشنطن الرافض لعقد محادثات مع الأسد، إلا أن واشنطن تهدف دائماً إلى أن يكون هناك ممثلون من كلا الجانبين، الحكومة والمعارضة، في التحول السياسي. وكان الرئيس السوري بشار الأسد قد قال رداً على تصريحات كيري إنه ينتظر اقتران التصريحات بالأفعال.
وجاء في تصريح كيري «الأسد لم يكن يريد التفاوض. (...) إذا كان مستعداً للدخول في مفاوضات جدية بشأن تنفيذ جنيف 1، فبالطبع... نحن نضغط من أجل حثه على أن يفعل ذلك». في المقابل، جددت فرنسا، حليفة واشنطن، التأكيد بأنّ الرئيس السوري «لا يمكن أن يكون» جزءاً من أي تسوية سياسية
دمشق، موسكو - أ ف ب، رويترز
أعلن الرئيس السوري بشار الأسد أمس الإثنين (16 مارس/ آذار 2015) تعليقاً على تصريحات وزير الخارجية الأميركي جون كيري الأخيرة أنه «ينتظر الأفعال» بعد التصريحات.
وقال الأسد رداً على سؤال للتلفزيون الإيراني بشأن إقرار كيري بوجوب الحوار معه، «مازلنا نستمع لتصريحات، وعلينا أن ننتظر الأفعال وعندها نقرر». وكان كيري صرح في مقابلة بثتها شبكة «سي بي إس» الأميركية يوم السبت الماضي رداً على سؤال بشأن احتمال التفاوض مع الأسد، «حسنا، علينا أن نتفاوض في النهاية. كنا دائماً مستعدين للتفاوض في إطار مؤتمر جنيف 1». وتابع «الأسد لم يكن يريد التفاوض... إذا كان مستعداً للدخول في مفاوضات جدية بشأن تنفيذ جنيف 1، فبالطبع. نحن نضغط من أجل حثه على أن يفعل ذلك».
إلا أن الخارجية الأميركية قللت أمس (الإثنين) من مضمون التصريحات التي أدلى بها الوزير جون كيري، مؤكدة أن الرئيس السوري بشار الأسد لن يكون «أبداً» طرفاً في مفاوضات السلام في سورية.
وإذ أسفت لعدم إجراء مفاوضات سلام بهدف «وضع حد لمعاناة الشعب السوري»، كررت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية جنيفر بساكي «كما كنا نقول منذ وقت طويل، ينبغي أن يكون ممثلون لنظام الأسد جزءاً من عملية» السلام.
لكنها تداركت أن «الأسد بنفسه لن يكون أبداً» طرفاً في هذه العملية و»لم يكن الوزير كيري يقصد ذلك».
وعما إذا كانت هناك تغيرات في المواقف الدولية، قال الأسد في التصريحات التي نقلتها وكالة الأنباء الرسمية (سانا): «لا يوجد لدينا خيار سوى أن ندافع عن وطننا. لم يكن لدينا خيار آخر منذ اليوم الأول بالنسبة إلى هذه النقطة»، مضيفاً «أي تغيرات دولية تأتي في هذا الإطار هي شيء إيجابي إن كانت صادقة وإن كانت لها مفاعيل على الأرض».
إلا أن الأسد شدد على أن هذه التغيرات يجب أن «تبدأ أولاً بوقف الدعم السياسي للإرهابيين، ووقف التمويل، ووقف إرسال السلاح، والضغط على الدول الأوروبية وعلى الدول التابعة لها في منطقتنا، التي تقوم بتأمين الدعم اللوجستي والمالي وأيضاً العسكري للإرهابيين. عندها نستطيع أن نقول إن هذا التغير أصبح تغيراً حقيقياً».
وفي ردها أيضاً على تصريحات كيري، أكدت فرنسا أمس أنها ترغب «بتسوية سياسية متفاوض عليها بين مختلف الأطراف السورية»، مشيرة إلى أن الرئيس السوري «لا يمكن أن يكون ضمن هذا الإطار». وقال الناطق باسم الخارجية الفرنسية رومان نادال «موقفنا معروف ويندرج في إطار بيان جنيف 2012: هدفنا هو تسوية سياسية متفاوض عليها بين مختلف الأطراف السورية تؤدي إلى حكومة وحدة».
وأضاف أن مثل هذه الحكومة يجب أن تضم «بعض هيئات النظام القائم والائتلاف الوطني ومكونات أخرى لها عن سورية رؤية معتدلة وشاملة وتحترم مختلف مجموعات البلاد». وتابع «من الواضح بالنسبة إلينا أن الأسد لا يمكن أن يدرج في مثل هذا الإطار».
ومن جانبها، جددت بريطانيا أمس الأول التأكيد على أن الأسد «ليس له مكان» في مستقبل سورية. وقالت متحدثة باسم وزارة الخارجية البريطانية إن «الأسد ليس له مكان في مستقبل سورية»، وأضافت المتحدثة «كما أعلن وزير الخارجية (البريطاني فيليب هاموند) الأسبوع الماضي فإننا مستمرون في ممارسة الضغوط على هذا النظام عبر العقوبات، إلى أن يضع حداً لأعمال العنف ويدخل في مفاوضات جدية مع المعارضة المعتدلة».
كذلك نددت تركيا أمس بتصريحات وزير الخارجية الأميركي. في المقابل، نقلت وكالة «إنترفاكس» الروسية أمس عن نائب وزير الخارجية الروسي جينادي جاتيلوف قوله إن موسكو دعت مبعوث الأمم المتحدة لسورية، ستافان دي ميستورا إلى الجولة الثانية من المحادثات بين الحكومة السورية وقوى المعارضة المقررة في بداية شهر أبريل/ نيسان المقبل.
العدد 4574 - الإثنين 16 مارس 2015م الموافق 25 جمادى الأولى 1436هـ
ولد الرفاع
شنو مصلحة امريكا في تنحي بشار الأسد غارات الأمريكية علي جبهة النصرة فلم اكشن