العدد 4573 - الأحد 15 مارس 2015م الموافق 24 جمادى الأولى 1436هـ

السفارة الأميركية في الرياض: نسّقنا مع السعوديين... ولن نكشف عن طبيعة التهديدات

الوسط - المحرر الدولي 

تحديث: 12 مايو 2017

أكدت السفارة الأميركية في الرياض أنها نسقت مع السلطات السعودية حول المخاطر الأمنية التي دفعتها إلى الإغلاق أمس واليوم، متحفظة عن الحديث حول طبيعة وتفاصيل هذه التهديدات. فيما رجحت مصادر أمنية لـ «الحياة» أن يكون مصدر التهديدات تنظيم «داعش» الإرهابي، من غير أن تستبعد أن تكون التهديدات ليست موجهة إلى الأميركيين بشكل مباشر ، بحسب ما أفادت صحيفة الحياة اليوم الأثنين (16 مارس/آذار2015)

كما رجحت المصادر، حصول الأجهزة الأمنية الأميركية على معلومات حول عمل إرهابي «محتمل» في السعودية، ما دفعها إلى اتخاذ احترازات أمنية مشددة على مقار بعثاتها الديبلوماسية، وكذلك المقيمين الأميركيين في السعودية.

وقال الملحق الإعلامي في السفارة الأميركية بالسعودية يوهان شمونسيس، في تصريح إلى «الحياة»: «إن إغلاق السفارة والقنصليتين جاء نتيجة مخاوف أمنية مشددة في الولايات المتحدة على المنشآت الديبلوماسية في المملكة العربية السعودية»، مضيفاً: «إن الإغلاق شمل السفارة الأميركية والقنصليتين، لجميع الخدمات القنصلية في الرياض وجدة والظهران». وأكد الملحق أن «السفارة قامت بالتنسيق مع السلطات السعودية في هذا الأمر. إلا أنه لا يمكنها التصريح عن نوع التهديدات التي تلقتها، والمخاوف التي أدت إلى الإغلاق».

فيما قدرت مصادر أن عدد الأميركيين الموجودين في السعودية بنحو 32 ألف، 15 ألفاً منهم في مدينة الظهران فقط، يعمل غالبيتهم في شركات مختلفة أطباء وأساتذة جامعيين. فيما يحمل جزء منهم الجنسيتين الأميركية والسعودية، أو جنسيات أخرى إضافة إلى الأميركية.

بدوره، رأى الخبير في الشؤون الأمنية ومكافحة الإرهاب الدكتور أحمد الموكلي، أنه من خلال الإجراءات والاحتياطات الأمنية التي عادة ما تقوم بها الولايات المتحدة الأميركية أو أية دولة أخرى في مثل هذا الظرف، فهي «ربما لا تخرج عن تهديدات إرهابية، صادرة ربما عن تنظيم «القاعدة»، الذي يعتبر أميركا عدوه الأول أو من تنظيم «داعش» في الآونة الأخيرة».

وأكد الموكلي أن هذا الإغلاق «لن يكون الأخير، كما أنه ليس الأول، فقبل ثلاثة أعوام أغلقت الولايات المتحدة الأميركية سفاراتها في عدد من الدول ومن بينها السعودية، بسبب تهديدات تلقتها من تنظيم «القاعدة»، لافتاً إلى أن سبب تزايد التهديدات هو»الصراعات والانفلات الأمني الذي تشهده بعض الدول، ما جعلها مناخاً خصباً وبيئة جاذبة لهذه الجماعات التي تقوم بالتخطيط والتدريب لعملياتها من هذه المناطق المضطربة».

وعن مصادر معلومات هذه التهديدات، ذكر الموكلي، أن «قوة جهاز الاستخبارات في أميركا، سواءً أكان على مستوى العنصر البشري أم الأدوات التقنية التي تستطيع رصد مثل هذه التهديدات.

كما أن هذه التهديدات ليست بالضرورة أن تكون صحيحة، فهذه من الحيل التي تلجأ إليها هذه الجماعات، بهدف استنزاف القوات الأمنية». وقال: «إن التنسيق مع المملكة قائم في مثل هذه الحالات، وهناك جانب كبير من استراتيجيات المملكة في مكافحة الإرهاب، يقوم على التعاون والتنسيق الدولي المتبادل مع دول عدة، وليس أميركا فقط، فالإرهاب أصبح قضية تخص العالم بأسره ولا تخص دولاً بعينها، ولا يمكن مكافحته بمعزل عن الأطراف الأخرى، خصوصاً الدول المتقدمة».

وأوضح الخبير الأمني أن الجماعات الإرهابية كانت في السابق تحاول إرسال تهديدات انتقامية، تتزامن مع بعض الأحداث الكبرى التي نفذتها أو وقعت عليها، في تواريخ محددة مثل: 11 أيلول (سبتمبر)، أو مقتل ابن لادن. وكانت الدول، وبخاصة أميركا، تتفاعل مع تلك التهديدات، وترفع مستوى الاحتياطات الأمنية فيها تحسباً لأي طارئ. أما الآن فإن هذه الجماعات أصبحت تركز على الجهوزية، وتتحين الفرص لتنفيذ أعمالها من دون أن تربط ذلك بوقت أو زمن محدد، فمتى ما سنحت لها فرصة قامت بتنفيذها، حتى لو كان العمل بسيطاً جداً، فبعض الأعمال التي تنفذها هذه الجماعات ربما يكون هدفها الوجود الإعلامي أكثر من نوع العملية والمستهدف بها».

يذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي تعلن فيها السفارة الأميركية في السعودية إغلاق سفاراتها وقنصليتيها، نتيجة تهديدات أمنية ضدها، من قبل عناصر التنظيمات الإرهابية، لكن هذه المرة ورد الإعلان مبيناً الخوف الأمني من دون ذكر طبيعة الأسباب والتهديدات التي وردت إلى السفارة.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً