هاجم «حزب الله» اللبناني أمس الأحد (15مارس/آذار2015)، المجلس الوطني الذي أعلنته قوى «14 آذار» أول من أمس، معتبرا، على لسان رئيس المجلس التنفيذي فيه السيد هاشم صفي الدين، أنه «إذا كانوا جديين، فإنهم يريدون أن ينعوا الحكومة اللبنانية القائمة»، في حين اعتبر وزير الصحة وائل أبو فاعور، أن ساحات «8 و14 آذار» استوفت مقاصدها واستنفدت أغراضها، بحسب ما أفدت صحيفة الشرق الأوسط اليوم الأثنين (16 مارس/آذار2015)
وجاء تصريح صفي الدين، غداة إعلان قوى «14 آذار» عن تأسيس مجلسها الوطني ليكون إطارا يجمع الأحزاب والمستقلين والمجتمع المدني، مؤكدة أنها لا تريد هزيمة أحد، بل عودة جميع اللبنانيين إلى بلادهم. واتهمت في الذكرى العاشرة لانطلاقتها النظام السوري بوقوفه خلف الإرهاب وارتكابه جرائم ضد الإنسانية و«حزب الله» ومن خلفه إيران باستجرار العنف إلى لبنان.
وقال صفي الدين: إن «ما سمعناه بالأمس عن انبثاق المجلس الوطني من قبل فريق (14 آذار) يجعلنا نفكر إن كان هؤلاء يمزحون أم هم جديون؟ فإن كانوا جديين فهم بذلك يريدون أن ينعوا الحكومة اللبنانية القائمة التي هم فيها الأغلبية، وإن كانوا يمزحون كما هي عادتهم، وكما هو الأرجح، فإن الحكم للناس، وكل هذا الكلام لا طائل منه على الإطلاق»، مشيرا إلى أن «اللبنانيين لم يعرفوا من هؤلاء على مدى كل السنوات الماضية إلا الشعارات، والكلام الأجوف، والمعادلات الواهية، أما الأفعال فلم نرها، فإذا كان المجلس الوطني للأقوال والشعارات فهناك الكثير منه».
ولفت صفي الدين في كلمة له ألقاها في مناسبة تأبين في جنوب لبنان، إلى أنه «في التسمية إيحاء للمجالس الوطنية الفاشلة، ومعروف لدينا أن الكل يعمل على شاكلته، والضعيف يهتدي بالعاجز والفاشل، ومن الطبيعي جدا أن الذي يزرع في غير أرضه ويسقي بغير مائه، لا يحصد إلا الفقاقيع والهواء الذي لا قيمة ولا معنى له على الإطلاق»، معتبرا أن «هذا الفريق قد اعتمد في تاريخه السياسي على قوى من الخارج كانت تعدهم دائما بأنها ستحقق لهم ما لم يحلموا به».
ويأتي هذا الهجوم في ظل حوار يعقده «حزب الله» وتيار المستقبل الذي يتزعمه رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري وينتمي إلى قوى «14 آذار»، وقد عقدت حتى الآن 7 جلسات، اتفق فيها الطرفان على اتخاذ إجراءات من شأنها تخفيف الاحتقان في البلاد.
وكان رئيس كتلة المستقبل النيابية فؤاد السنيورة، أعلن أول من أمس، إنشاء المجلس الوطني لقوى «14 آذار». واعتبر أن «المشروع الفارسي يسعى إلى إدخال المنطقة في حرب موصوفة خدمة لمصالحه، ووضع استقرار المنطقة على طاولة المفاوضات الدولية».
ورد عضو الأمانة العامة لقوى «14 آذار» إيلي محفوض، على صفي الدين، بالقول: «لولا حركة (14 آذار) لكان لبنان اليوم جزءا من ولاية الفقيه»، مضيفا: «الواضح أن إنشاء المجلس الوطني لقوى (14 آذار) أزعجكم وأقلقكم، والدليل أنه أتت أولى نتائجه مما دفعكم لانتقاده»، معتبرا أن «قوى (14 آذار) ستبقى السد المنيع بوجه مشروعكم الإيراني، وإن كنتم اليوم تستقوون بالسلاح فهذا السلاح سيرتد عليكم عاجلا أم آجلا».
إلى ذلك، أكد وزير الصحة وائل أبو فاعور أننا «في الحزب التقدمي الاشتراكي (الذي يترأسه النائب وليد جنبلاط) نتمنى على القوى السياسية في هذا الزمن أن تقدر حجم وقدرة احتمال الجماهير والمواطن اللبناني»، مشددا على أنه «آن الأوان لكي نقدر أن المواطن اللبناني قد تعب وقد مل، وأن الساحات، ساحات (14 آذار) و(8 آذار)، قد استوفت مقاصدها واستنفدت أغراضها»، مشيرا إلى أن «الزمن ليس زمن الفتوحات السياسية وليس زمن الفتوحات الدستورية والأمنية والعسكرية والاقتصادية والإنمائية، للأسف الزمن زمن درء الأهوال، ودفع الفتنة وزمن التواضع لأجل المواطن اللبناني ولأجل الوطن اللبناني».
وأشار أبو فاعور إلى «أننا كحزب تقدمي، ننظر بكثير من الإيجابية إلى الحوارات القائمة على ضفتي أهل السياسة ومكونات الوطن، إننا إلى جانب رئيس مجلس النواب نبيه بري من الدعاة ومن الرعاة ومن الداعمين والمبشرين والمطالبين بأحد هذه الحوارات»، معربا عن تقديره لـ«ما أفضت إليه من نتائج إيجابية في تخفيف الاحتقان وفي إيقاف فحيح الأحقاد والضغائن بين اللبنانيين، ونريد لهذه الحوارات أن تخطوا خطوة إضافية فيما يقود إلى ترميم هيكل الدولة وفيما يقود إلى إنهاء الشغور في موقع الرئاسة وفيما يقود إلى إنقاذ رئاسة الجمهورية من هذا التيه الذي هي فيه».أخبار ذات صلة