العدد 4572 - السبت 14 مارس 2015م الموافق 23 جمادى الأولى 1436هـ

الهجوم العراقي على تكريت متوقف وسط اتهامات للمتشددين باستخدام غاز الكلور

استمر القتال بين مقاتلي تنظيم "داعش" من جهة والجيش العراقي والميليشيات الشيعية المتحالفة معه من جهة أخرى في مدينة تكريت العراقية باستخدام قذائف المورتر وبمشاركة قناصين وسط تقارير عن حيازة المتشددين لغاز الكلور لاحتمال استخدامه كسلاح كيماوي.

وقال مسئول عسكري عائد من جبهة القتال في تكريت إن أيا من الطرفين لم يحقق تقدما يذكر بعد مرور أسبوعين على بدء هجوم الجيش العراقي لاستعادة المدينة التي احتلها تنظيم "داعش" في يونيو حزيران الماضي.

وفي سياق منفصل قالت السلطات الكردية العراقية أمس السبت إنها تملك دليلا على أن المقاتلين المتشددين الذي يحتلون أجزاء واسعة من شمال البلاد وغربها استخدموا غاز الكلور ضد مقاتلي البشمركة في يناير كانون الثاني أثناء محاولة تفجير سيارة غربي مدينة الموصل.

ولم تصدر الحكومة المركزية في بغداد بيانا بشأن إعلان حكومة اقليم كردستان العراقي الذي يتمتع باستقلال ذاتي واسع الصلاحيات كما رفض مسئول حكومي تمكنت رويترز من الاتصال به اليوم الأحد (15 مارس / آذار 2015) التعليق على الموضوع.

غير أن رئيس المجلس المحلي لبلدة تقع شمالي تكريت قال لرويترز إن الجنود العراقيين والمقاتلين الشيعة وجدوا حاويات تخزين تحتوي على مادة الكلور لدى دخولهم بلدة العلم في الأسبوع الماضي أثناء تقدمهم إلى تكريت.

وقال ليث الجبوري إنه جرى العثور على عدد من الحاويات التي تحتوي على الكلور وأعرب عن اعتقاده أن متشددي الدولة الإسلامية أخذوها من محطات لتكرير المياه في مناطق مختلفة من تكريت بالإضافة إلى عدد من القنابل التي تحتوي على المادة عينها.

وأشار الجبوري إلى أن الجنود عزلوا المنطقة حيث وجدت الحاويات وأبلغوا السلطات في بغداد.

وأثناء قيام القوات العراقية والمقاتلين الشيعة بطرد المقاتلين من بلدة العلم يوم الثلثاء كان أحد مصوري رويترز موجودا بين الصحفيين عندما طلبت منهم الشرطة العراقية الابتعاد وحبس أنفاسهم أثناء تفجير عبوة ناسفة كانت مزروعة على جانب الطريق ويشتبه في احتوائها على الكلورين.

وقال مصور رويترز إن دخانا يميل إلى الاصفرار انطلق من العبوة لدى تفجيرها مما تسبب بسعال الأشخاص الموجودين مشيرا إلى أن المسئولين العراقيين الموجودين في المكان قالوا لهم "انتبهوا إنه كلور."

وفي هذا السياق أورد بيان السلطات الكردية بشأن استخدام تنظيم الدولة الاسلامية لغاز الكلور إلى "هجمات مماثلة" خلال عمليات القتال الأخيرة حول تكريت على الرغم من أن رئيس المجلس المحلي ومسئول أمن ثان أكّدا فقط العثور على حاويات الكلور في المناطق التي استعيدت من التنظيم المتشدد.

*بانتظار التعزيزات

ومنذ يوم الجمعة توقفت العملية المستمرة منذ نحو أسبوعين لاستعادة المدينة من متشددي "داعش" الذين يحتلون أجزاء كبيرة من شمال البلاد. وقال مسئولون أمنيون إن القوات العراقية ومن يقاتلون إلى جانبها ينتظرون وصول تعزيزات قبل التقدم.

وبعد مرور يومين لم تصل التعزيزات حتى الساعة في حين واصل المسئولون التأكيد على التحديات التي يواجهونها في إخراج المتشددين في المعارك التي تجري من شارع إلى شارع وفي إبطال مفعول قنابل وشراك خداعية زرعها المتشددون أثناء انسحابهم من أجزاء من المدينة.

وقال الجبوري بعد أن زار الطرف الجنوبي لتكريت اليوم الأحد إنه لم يحدث تقدم جديد لأي من الجانبين وإنه لم تقع إلا بعض المناوشات المتفرقة في الطرفين الشمالي والجنوبي من المدينة.

وأضاف الجبوري أن عملية تنظيم القوات وانتظار التعزيزات مستمرة ولكنه لم يذكر متى سيكون هناك تحرك جديد للسيطرة على المناطق الواقعة في وسط المدينة والتي يسيطر عليها مقاتلو "داعش".

ويسيطر مقاتلو "داعش" أيضا على نحو نصف المدينة الواقعة على بعد 160 كيلومترا شمالي بغداد.

وفر معظم سكان تكريت منها بعد استيلاء المتشددين عليها في يونيو حزيران الماضي.

وعبر رئيس بعثة منظمة أطباء بلاد حدود في العراق فابيو فورجيوني إن منظمته قلقة حيال "العدد الكبير من المدنيين" المتواجدين في مناطق تقع شمالي تكريت يحتمل أن تكون المحطة التالية للمعارك.

وهذا التحرك الرامي لاستعادة تكريت من قبضة المتشددين هو أكبر هجوم حتى الآن على التنظيم الذي أعلن قيام خلافة إسلامية على مناطق يسيطر عليها في العراق وسوريا.

وفي سياق منفصل قالت الشرطة ومصادر طبية إن انتحاريا فجر سيارة وسط مجموعة من مقاتلي الميليشيات الشيعية في منطقة تقع على مقربة من مدينة سامراء مما أسفر عن مقتل ثلاثة منهم.

وتستخدم الميليشيات مدينة سامراء الشيعية كقاعدة خلفية لهم في العملية العسكرية التي يشنونها على تكريت.

في هذا الوقت انكشف النقاب عن المزيد من المجازر التي ارتكبها مقاتلو تنظيم "داعش".

وقال المتحدث باسم وزارة حقوق الإنسان العراقية كامل أمين إن أكثر من 50 جثة وجدت اليوم الأحد على مقربة من بلدة بشير بشمال البلاد التي تسكنها أغلبية شيعية تركمانية.

وأضاف أن خبراء من وزارتي حقوق الانسان والصحة زاروا أيضا اليوم الأحد ثلاثة قبور جماعية نبشت أخيرا على مقربة من بلدة أبو عجيل شرقي تكريت.

ونقل الخبراء إحدى الجثث لفحصها والتأكد مما إذا كانت لأحد ضحايا مذبحة غير مسبوقة بين صفوف جنود عراقيين كانوا يتمركزون في معسكر سبشر في يونيو حزيران الماضي.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 2 | 3:33 م

      الرصاصي لوني المفضل

      الأراضي المتبقية في يد داعش في تكريت لا تتجاوز الاربعة كيلومترات، والقوات العراقية قادرة على سحق هذه المنطقة كلها وتحويلها الى رماد بكل من عليها ومن فيها في ساعات معدودات ولكن لأسباب لا نعرفها هم يعرفونها تم تأجيل التقدم في هذه المنطقة من تلك الأسباب عدم التسرع لتجنب أي خسائر في صفوف القوات المهاجمة خصوصا وان النصر مؤكد فلماذا الاستعجال طالما انه ات وبدون اية خسائر، ثانيا الخوف على المدنيين وعلى الممتلكات ..الخ من الأسباب الوجيهه ولي الكل يتفهمها

اقرأ ايضاً