يسعى رئيس الوزراء المنتهية ولايته بنيامين نتانياهو الذي سجل تراجعا واضحا في استطلاعات الرأي، اليوم الأحد (15 مارس / آذار 2015) إلى جذب ناخبي الوسط مع تظاهرة لليمين الاسرائيلي في تل ابيب قبل يومين من الانتخابات التشريعية الاسرائيلية.
ويزداد الفارق اتساعا بين حزب الليكود الذي يتزعمه نتانياهو والاتحاد الصهيوني الذي يتزعمه خصمه العمالي اسحق هرتزوغ الذي بات يتقدم بثلاثة إلى اربعة مقاعد بحسب استطلاعات الرأي الاخيرة.
وفي النظام الاسرائيلي ليس بالضرورة ان يشكل زعيم اللائحة التي تأتي في الصدارة الحكومة بل الشخصية بين النواب ال120 القادرة على تشكيل ائتلاف مع الكتل الاخرى في البرلمان.
ورغم هذا التقدم لتحالف يسار الوسط، فان عدم الوضوح يغلب على نتيجة الانتخابات.
وانطلاقا من تشتت للاصوات بين احدى عشرة لائحة على الاقل من اليمين واليسار والوسط والاحزاب الدينية المتشددة والعرب، فان تاليف الغالبية المقبلة امر صعب التوقع. ويمكن الا يعرف اسم رئيس الوزراء المقبل الا بعد اسابيع.
ويبرز اسم موشيه كحلون وهو عضو سابق في حزب الليكود اسس حزبا يمينيا وسطيا جديدا باسم "كلنا" في موقع الحكم لترجيح كفة الانتخابات.
وتظهر استطلاعات الرأي ان حزب كحلون قد يحصل على 8 الى 10 مقاعد في البرلمان الاسرائيلي (الكنيست) من اصل 120.
وتعهد نتانياهو الاحد في لقاءين مع الاذاعة العامة واذاعة الجيش الاسرائيلي ان يعين ، في منصب وزير المالية في حكومته المقبلة في حال فوزه.
وقال نتانياهو "لا يمكنني تشكيل حكومة بدونه (كحلون) وايا كان عدد المقاعد التي يحصل عليها حزبه فانه سيحصل على منصب وزير المالية".
ويرفض نتانياهو منذ اشهر اجراء مقابلات مع وسائل الاعلام التي اعتبرها معادية له.
وسعى هرتزوغ ايضا الى التودد الى كحلون قائلا "انظر اليه بصفته شريكا هاما في حال قمت بتشكيل الحكومة المقبلة"، بدون ان يعده باي حقيبة.
وواصل كحلون تكتمه على نواياه بعد الانتخابات ولكنه يطالب بمنصب وزير المالية بعد ان خصص حملته الانتخابية للحديث عن ازمة السكن وغلاء المعيشة في اسرائيل.
وقال "قبل 48 ساعة من الانتخابات هذا النوع من المناورات (من قبل نتانياهو) كان متوقعا.وهو مصمم من اجل جعلنا نخسر الاصوات".
وينظم معسكر اليمين في اسرائيل مساء الاحد تظاهرة عامة وسط تل ابيب قبل ان تنتهي رسميا الحملة الانتخابية.
ومن المتوقع ان يقوم نتانياهو وغيره من زعماء اليمين في اسرائيل بالقاء خطابات في التظاهرة ومنهم نفتالي بينيت زعيم حزب البيت اليهودي اليميني المتطرف والمعارض لاقامة دولة فلسطينية وايضا ايلي يشاي مؤسس حزب ياحد الديني المتطرف.
وقال منظمو التظاهرة اليمينية انها تهدف الى تعزيز الاحزاب الداعمة للاستيطان وضمان انتخاب حكومة "ستتصدى بشجاعة لضغوطات العالم".
وحذر الليكود من "عناصر يسارية متطرفة تتلقى تمويلا من منظمات غير حكومية يسارية ستقوم بأي شيء لخلق استفزازات لتخريب التظاهرة" داعيا المتظاهرين لتجنب العنف.
وقبل التظاهرة، اتهم نتانياهو مرة اخرى بوضوح الاتحاد الصهيوني بزعامة هرتزوغ بانه "اجنبي" بينما قام هو بذاته بتحدي الادارة الاميركية برئاسة باراك اوباما عبر القائه خطابا في الكونغرس للتنديد بامكانية التوصل الى اتفاق مع ايران بشأن برنامجها النووي.
وقال نتانياهو "تدعم حكومات اجنبية منظمات يسارية بعشرات ملايين الدولارات لانهم يعرفون ان بوجي (هرتزوغ) وتسيبي (ليفني وزيرة العدل السابقة والتي تأتي في المركز الثاني في الاتحاد الصهيوني) سيتنازلان في حال وصولهما الى السلطة لكافة تحذيرات المجتمع الدولي" مؤكدا انه حذر مرارا من ان اي انسحاب اسرائيلي من الاراضي الفلسطينية "امر لا علاقة له بالموضوع".
وكتبت صحيفة اسرائيل هايوم المجانية المقربة من نتانياهو ان "مجلس الشيوخ الاميركي سيحقق في تمويل ادارة اوباما للحملة المعادية لنتانياهو".
وفي حال احرز الحزبان تقاربا في نتائج الانتخابات فان نتانياهو يعارض بالفعل تشكيل حكومة وفاق وطني قائلا " حكومة مماثلة لا يمكنها ان تعمل لان الخلافات عميقة".
ومن جهته،قام وزير الخارجية افيغدور ليبرمان زعيم حزب اسرائيل بيتنا اليميني القومي المتطرف بعد ظهر الاحد بزيارة الحرم الابراهيمي في الخليل جنوب الضفة الغربية المحتلة في محاولة لاستقطاب اصوات المستوطنين.
وقال ليبرمان الذي يسعى للحصول على حقيبة الدفاع في الحكومة المقبلة "المعسكر الوطني الحقيقي هو موجود هنا اليوم،وليس في اي مكان اخر".
ومن المتوقع ان يحصل حزب ليبرمان على ما بين 4 الى 6 مقاعد فقط من اصل 13 حاليا،بينما يخضع العديد من اعضاء حزبه للتحقيقات بتهم فساد.