العدد 4572 - السبت 14 مارس 2015م الموافق 23 جمادى الأولى 1436هـ

"هيومن رايتس": ينبغي التحقيق في تقارير استخدام جديد للقنابل العنقودية

قالت هيومن رايتس ووتش اليوم الأحد (15 مارس/ آذار 2015) أن ثمة أدلة ذات مصداقية على استخدام القنابل العنقودية المحرمة في موقعين على الأقل في ليبيا منذ ديسمبر/كانون الأول 2014.

وتشير مقابلات هاتفية مع شهود وأدلة فوتوغرافية راجعتها هيومن رايتس ووتش إلى العثور على بقايا قنابل عنقودية من طراز "آر بي كيه-250 بي تي إيه بي 2,5 إم" في بن جواد في فبراير/شباط 2015، وفي سرت في مارس/آذار. كما تشير الحالة الجيدة لطلاء أغلفة القنابل، وخلوها من التأثر الشديد بالعوامل الجوية، إلى أنها لم تتعرض للبيئة لمدة طويلة وقد تخلفت عن هجمة حديثة التاريخ. وكانت القوات الجوية الليبية قد قصفت الموقعين مؤخراً، لكنها أنكرت استخدام الذخائر العنقودية. ولم يتسن تحديد المسؤولية على أساس الأدلة المتاحة.

وقال ستيف غوس، مدير برنامج الأسلحة في هيومن رايتس ووتش ورئيس ائتلاف الذخائر العنقودية: "إن الأدلة الجديدة على استخدام الذخائر العنقودية في ليبيا تثير القلق إلى أبعد الحدود، وعلى السلطات الليبية التحقيق في تلك الوقائع والتأكد من عدم استخدام قواتها للقنابل العنقودية".

وقد أدت الأعمال العدائية منذ مايو/أيار 2014 إلى حكومتين متنافستين في ليبيا: واحدة معترف بها دولياً متمركزة في الشرق، وأخرى أعلنت عن نفسها بتلك الصفة في طرابلس ويدعمها تحالف من المليشيات يعرف باسم فجر ليبيا ويسيطر على قسم كبير من غربها. وتدعى كلتاهما الشرعية بوصفها السلطة السياسية الوحيدة، إلا أن أياً منهما لم تستطع بسط سلطتها الكاملة على البلاد.

وفي 11 مارس/آذار تحدثت هيومن رايتس ووتش هاتفياً مع العميد ركن صقر الجروشي، قائد القوات الجوية الليبية التابعة للحكومة المعترف بها دولياً، فاعترف العميد الجروشي بأن قواته شنت غارات جوية في فبراير/شباط ومارس/آذار على بن جواد وسرت، إضافة إلى الوطية ضمن مواقع أخرى، لكنه أنكر استخدام القوات العاملة تحت قيادته للقنابل العنقودية في أي موقع من مواقع الغارات المعلنة. وقال: "رغم استمرار الضربات الجوية على المليشيات يومياً إلا أن الجيش الليبي لا يملك سوى الذخائر التقليدية الثقيلة مثل التي استخدمت أثناء الحرب العالمية الثانية. نحن لا نملك ذخائر عنقودية".

وكانت قوات تابعة للحكومة المعترف بها دولياً تتمركز في شرق ليبيا تحت قيادة الفريق أول خليفة حفتر قد شرعت منذ مايو/أيار 2014 في عملية عسكرية ضد فجر ليبيا. وتضم عملية حفتر المعروفة بكرامة ليبيا بعض الأفراد السابقين من الجيش، وفصائل قبلية، ومليشيات من بلدة الزنتان الجبلية، بينما يخضع فجر ليبيا لقيادة قوات من مصراتة ويضم مليشيات من طرابلس والزاوية وصبراتة وغيرها.

ويعد استخدام الذخائر العنقودية في مناطق مأهولة مثل سرت انتهاكاً لقوانين الحرب بسبب طبيعة تلك الأسلحة المتسمة بالعشوائية وعدم التمييز، إذ تحتوي الذخائر العنقودية على عشرات أو مئات من الذخائر الصغيرة التي تسمى بالقنيبلات، داخل غلاف يشبه الصاروخ أو القنبلة. وبعد الانطلاق ينشق الغلاف ناثراً القنيبلات المصممة للانفجار عند ملامسة الأرض. وتنتشر القنيبلات على نحو عشوائي على مساحة واسعة، تبلغ في المعتاد مساحة ملعب لكرة القدم، فتعرض أي شخص في المنطقة آنذاك، وسواء كان محارباً أو مدنياً، لخطر الموت أو الإصابة. كما لا تنفجر بعض القنيبلات عند الارتطام بل تظل مذخرة، وتتحول فعلياً إلى ألغام أرضية، فيبقى أي موضع ملوث بالقنيبلات غير المنفجرة خطيراً لحين تطهيره بأيدي طواقم مدربة على التخلص من الذخائر المتفجرة.

قالت هيومن رايتس ووتش إن على ليبيا الانضمام إلى اتفاقية الذخائر العنقودية لسنة 2008 التي تحظر استخدام الذخائر العنقودية تحت أي ظرف. وقد انضم ما مجموعه 116 بلداً إلى الاتفاقية، التي تشترط أيضاً تطهير مخلفات الذخائر العنقودية ومساعدة ضحاياها. وهيومن رايتس ووتش من المشاركين في تأسيس ائتلاف الذخائر العنقودية، الذي تترأسه في الوقت الحاضر.

قال ستيف غوس: "لقد قامت معظم الدول بحظر تلك الأسلحة بسبب طبيعتها العشوائية عديمة التمييز والضرر غير المقبول الذي تلحقه بالمدنيين. وعلى الحكومة المعترف بها دولياً في ليبيا وسائر أطراف النزاع أن تقوم على وجه السرعة بتأمين وتدمير أية مخزونات من الذخائر العنقودية".





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 2 | 4:38 ص

      ولد الرفاع

      محرم قنابل الشوزن سلاح

    • زائر 1 | 3:29 ص

      انا

      انامستغرب كيف تقولون ان بعض الاسلحه محرمه دولياًوهناك اتفاقيات واكثر الموقعين على هذه الاتفاقيات تستخدمها. مثال نحن في البحرين ... من شبابنا الكثير برصاص الشوزن المحرم دولياً ...

اقرأ ايضاً