أسدل معرض الرياض الدولي للكتاب أبوابه البارحة، بعد عشرة أيام حظي فيها بإقبال كبير من محبي الثقافة والكتاب، حيث سجل المعرض أرقاماً قياسية في الحضور والشراء، وما إن دقت أجراس العاشرة مساء حتى أطفأ المعرض أضواء شمعته التاسعة مختتماً العرس الثقافي السنوي الذي شهد إقبالا منقطع النظير، ما حدا باللجنة المنظمة إلى إغلاق بوابات الدخول مبكراً في تمام التاسعة والربع مساء تمهيداً لإخراج الزوار المتسوقين في صالات المعرض، في حين قدرت اللجنة المنظمة عدد الزوار بأكثر من مليون زائر بواقع 100 ألف زائر يومياً وأكثر من 250 حفل توقيع للمؤلفين من الجنسين، ونسبة مبيعات كبيرة وصفت بكونها الأعلى ضعف الأعوام السابقة، وتشير الإحصائيات الأولية إلى أن مبيعات دور النشر المشاركة في المعرض قاربت نحو 70 مليون ريال. وذلم وفقا لما لصحيفة الاقتصادية السعودية اليوم الأحد (15 مارس/ آذار 2015).
ولعل التوسع الذي شمل عدد دور النشر المشاركة الذي وصل إلى 915 دار نشر من 29 دولة عربية وأجنبية، وتقليل مساحات الجهات الحكومية، والتنوع على مستوى الضيوف والمهتمين بمختلف الأنماط الثقافية والفنية والإبداعية، جعل من المعرض فرصة لعقد لقاءات شتى تتناول مجالات الثقافة المتنوعة، لتحقق شعار المعرض "الكتاب .. تعايش".
ورصدت ""الاقتصادية"" خلال فترة المعرض إقبال الزوار وتفاعلهم مع ما يعرض من مطبوعات ومؤلفات، إضافة للفعاليات الثقافية المصاحبة، وحرص كثير من الأسر على اصطحاب أبنائهم، نظرا لعوامل الجذب التي يحتويها المعرض.
وكشفت جولة "الاقتصادية" في الساعات الأخيرة تسجيل أسعار الكتب أدنى معدل لها، حيث لا يتردد العاملون في البيع بالسعر المحدد من قبل المشتري، إذ تحرص دور النشر الخارجية على التخفيف من أعباء الشحن وتصريف كميات كبيرة من الكتب والخروج بمكاسب تعد مقنعة لها، وشهدت الساعات الأخيرة حالة كر وفر بين الزبائن المتأخرين في الشراء والبائعين، والمنظمين من جهة أخرى لإقفال البوابات وإطفاء الأنوار، حيث بدأ المشاركون في جمع ما احتوته الأدراج بعد صلاة العشاء مباشرة.
ويسجل للمنظمين هذا العام التوافق الذي جمع بين الجهات العاملة في المعرض، حيث إن هناك تآلفا بين رجال الأمن وجهاز هئية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مع إدارة المعرض، ما أسهم في النجاح.
وأكدت فترة المعرض أن قضيتي ارتفاع أسعار الكتب المعروضة في بعض دور النشر العربية، ووجود بعض المؤلفات التي تشكل خلافاً ورفضاً لدى المجتمع السعودي قضيتان لم تستطع اللجنة المشرفة حلها، فالقضيتان أصبحتا مزعجتين للجميع، خاصة أن هناك من يرى أن هناك تعمداً لإثارة مثل هذه الأمور كل عام وإفساد بهجة الزوار.
ويرى بعض المثقفين أن الفعاليات الثقافية المصاحبة للمعرض تحتاج إلى إعادة نظر، وتأن في اختيار الموضوعات والأسماء، حيث لا تكون محصورة على شخصيات يتكرورن كل عام، وكانت من الملاحظات التي رصدتها "الاقتصادية" نقلاً عن زوار المعرض المبالغة في أسعار خدمات شحن الكتب والتغليف.
ومن جهته قال وكيل الإعلام الداخلي في وزارة الإعلام السعودية عبدالعزيز العقيل، إن ارتفاع سقف الحرية في معرض الرياض الدولي للكتاب مقارنة بالمعارض الأخرى في مختلف الدول العربية، معتبرا الشكاوى والملاحظات التي تتلقاها الوزارة كل عام تعد قليلة، مؤكدا في الوقت نفسه أنه لا يحق لأي جهة أو فرد سحب أي كتاب في المعرض، حيث لا أحد يمتلك الحق في ذلك إلا الوزارة ممثلة في لجنة المطبوعات فهي المنوطة بذلك الدور.