كانت احلام الكثيرين ان يصبحوا اطباء! ليس لحبهم لتلك المهنة فقط ولكن لأنها من المهن الانسانية العالية والمُشّرفة والتي تُضيف احتراماً لحامل لقبها وهي اساس الرأفة والرحمة لخدمة البشر ولكن الامور تغيرت في هذا القرن واصبح الانتماء اليها هو الدجاجة التي تبيض ذهباً! ولتوظيفهم من قِبَل رجال المال والاعمال (business men /wommen) واصبحوا يتاجرون بهم مثلما يُتاجرون بأية سِلعة أو عمالة اخرى فمنها الغالي والرخيص (وكُله بثمنه) وبحسب تخصصه وشهاداته.
ومع متطلبات ولوازم الحياة العصرية والتكنولوجيا الحديثة تغير سلوك بعض دارسي الطب. تناست الاجيال الهدف الاساسي للدخول لهذه المهنة وانساقوا وراء غرائزهم والبحث عن الطرق الاسرع لتأسيس المراتب المالية العالية والعيش في بحبوحة، كما اصبحوا فريسة سهلة لقناصي الفُرص وهدفاً سهلاً للاتجار بهم، واصبحت المستشفيات كفنادق الدرجة الاولى! وتجاوز البعض في تسميتها بالمستشفيات السياحية.
والمهم ان هذه السياحة الطبية بدأت بالانتشار في العالم مؤخراً وبدأ إغراء الاطباء بالمُرتبات العالية اضافةً لإعطائهم نسبا تتراوح بين 25 و50 في المئة على كل مريض.
وهنا تبدأ المشكلة الكبرى للبعض عندما يلبس الاطباء ثوب التجار بمبادئهم المادية ويصبح العلاج يُقاس بمكيالٍ ووزن (كيلو العلاج بكام).
وتبدأ باستنزاف المرضى بكثرة الفحوصات، وكلما ازدادت وتنوعت (واحياناً لا يكون المريض في حاجةً لها) ارتفعت نسبة مدخول الطبيب/ الطبيبة والمُؤسف انه اذا ما تكرر اخذ الاشعة مراراً لآثارها الضارة ومع عدم ادراك بعض المرضى لذلك... ما يُزيدهم مرضاً وقلقاً!
يجري كل ذلك والدولة ولجانها الطبية والمسئولة غافلة أو مستغفلة للاشراف على ما يدور داخل كواليس تلك المستشفيات أو المراكز والعيادات الخاصة والمُنتشرة للتأكد من عدم الاساءة في تكرار الفحوصات للمرضى! وبأن يتأكدوا من الالتزام بمبادئ المهنة في العلاج بأمانة ولكن يبدو ان هذه هي سياسة تبعية العولمة وغض النظر! طالما ان الدجاجة تبيضُ ذهباً! فلا ضرر لذلك رغم ان هنالك العديد من الاخطاء والتي اشتكى منها المرضى ولكنها كالعُرف القبيح المُستتر، لا تطاله يد القانون، والكل يتحلطم من مافيا الطب والاطباء واصبح الاطباء يتنقلون الى المستشفيات أو البلاد الأُخرى التي لها عروض افضل، كما المرضى يتنقلون ايضاً من مكانِ أو بلادٍ بحثاً عن العلاج الشافي.
واصبحت المستشفيات شرقاً وغرباً تضُخ في وسائل اعلامها لاستقطاب المرضى من الداخل والخارج والتي تُدر المليارات مُتنافِسةً مع سياحة البلدان من بيع الهواء والمناظر الطبيعية أو تجارةٍ اخرى من الاخشاب أو الحديد،،، الخ. وتحول العلاج والمفروض ان يكون من النقاء الملائكي والإخلاص الى استنزاف وبؤس وشقاء المرضى، وباختصار تحول العلاج الى تجارةٍ وقحة، فالاغنياء يدفعون زكاة اموالهم للقناصين وسماسمرة بيع العلاج في البلاد الغربية الغالية الاثمان اما الفُقراء فقد يلتزمون العلاج في الشرق، والادنى سعراً ولأن يستدينوا أو يبيعوا مدخرات زمانهم لذلك.
وكلمتي الاخيرة، علنا نتمكن من انقاذ الطب من براثن السمسرة والعولمة وان نُكثف جهودنا على الثقافة الصحية وان تكون لدينا لجان خاصة يتمكن من خلالها المرضى من الرجوع اليها بعد ان فقدوا الامل في علاجهم في مستشفياتنا الحكومية للتعرف على موطن الضعف في العلاج ومساعدتهم في الحصول على الايدي الملائكية الشافية من الاطباء والذين صانوا المهنة ورفعوا شعار الامانة والاخلاص ومازالوا يمتهنون بيننا... هم ملائكة الرحمة الذين لن ننساهم.
إقرأ أيضا لـ "سهيلة آل صفر"العدد 4572 - السبت 14 مارس 2015م الموافق 23 جمادى الأولى 1436هـ
الامانة والاخلاص
إعطائهم نسبا تتراوح بين 25 و50 في المئة على كل مريض اضافةً على الكميشن من شركات الادوية
صح
صح كلامش دكتوره اصبحت مهنة الطب تجاره حينما جاءنا من هب ودب وابرز مثال انتشار العمليات القيصريه بشكل رهيب بعدما كانت للحالات المستعصيه
يتحلطم
هل كلمة يتحلطم عربية فصيحة ام عامية؟
الطب
يعطيك العافية على المقال الرائع
عجيب
يعطيك العافية هذه حقيقة نعيشها المقال رائع
احسنت
عجيب