أكد استشاري الأمراض الجلدية والليزر والتجميل حسين جمعة أن وسائل الإعلام ساهمت خلال السنوات القليلة الماضية في زيادة الإقبال على عمليات التجميل غير الجراحية، في الوقت الذي خاض مجال التجميل بعض من غير المؤهلين، مطلقاً عليهم اسم «تجار الشنطة» أو تجار «السوق السوداء»، إذ إن بعضهم وفر المستحضرات أو الأدوية التي تدخل في التدخلات غير الجراحية لغير المتخصصين.

وأوضح جمعة في لقاء مع «الوسط» أن هذه المستحضرات أو الأدوية تكون غير مرخصة وقد تحتوي على مواد ضارة، مشيراً إلى أن أسعارها على رغم خطورتها تكون أغلى تكلفة من الأدوية المعتمدة، مبيناً أن الإقبال زاد من قبِل النساء والرجال على حد سواء خلال السنوات الماضية وذلك بسب الدور الذي قامت به مختلف وسائل الإعلام في الترويج إلى عمليات التجميل الجراحية وغير الجراحية.

وفي ما يلي نص اللقاء:

ما هي الفئة المترددة على عيادات التجميل؟

- لاحظنا مؤخراً أن الإقبال موجود من الجنسين وقد تكون حصيلة النساء أكثر، إلا أن العديد يقبلون على عيادات التجميل، وخصوصاً ممن تتراوح أعمارهم ما بين 18 إلى 70 عاماً.

ما هو السبب في زيادة الإقبال خلال السنوات الأخيرة؟

- عمليات التجميل غير الجراحية موجودة منذ سنوات عديدة، إلا أن وسائل الإعلام خلال السنوات الأخيرة لعبت دوراً، ففي السابق كان أكثر المترددين على عيادات التجميل هم الأجانب، إلا أن مؤخراً جميع الجنسيات بدأوا في الإقبال على عيادات التجميل بمن فيهم البحرينيون، وذلك بسبب ترويج الإعلام للتجميل وحب النساء إلى التشبه بالممثلات.

يعد البوتكس من أقدم الوسائل التجميلية غير الجراحية، فما هي مكوناته؟

- البوتكس عبارة عن بروتين مستخلص من بكتريا وهو يساعد على ترخية عضلات الجلد المرتبطة بالتجاعيد أو الخطوط التعبيرية التي تكون في الجبهة أو حول العين، ويعد البوتكس من أقدم التدخلات غير الجراحية، وعادة ما يبقى تأثيره ما بين ستة إلى تسعة أشهر، والتأثير يبدأ بعد ثلاثة أيام من أخذ الحقنة.

هل هناك إقبال على البوتكس؟

- نعم، هناك إقبال ملحوظ وخصوصاً أن التأثير يكون واضحاً في حال كان على يد أطباء مؤهلين وخبراء.

هل البوتكس آمن؟

- نعم، إذ إن هذه المادة كانت تستخدم قبل سنوات في أمراض جراحة سلس البول والتشققات الشرجية والتصلبات العضلية، وبعد فترة من الزمن استخدم في مجال التجميل.

يعتبر «الفلر» من التدخلات غير الجراحية التجميلية، فما هو «الفلر»؟

- هو عبارة عن حقن التعبئة تستخدم لتعويض النقص أو في حال وجود عيوب خلقية أو عدم تساوي الخطوط وتستخدم لدى كبار السن أيضاً، وهناك إقبال كبير عليها، وخصوصاً أنها مصنعة من حمض الهيدرونيك وهي مادة مشابهة للمادة الموجودة في بشرة الإنسان، ويبقى تأثيرها ما بين ستة إلى تسعة أشهر.

مجال التجميل تطور مؤخراً ليشمل علاج تساقط الشعر، فما هي التقنيات لعلاج هذه المشكلة؟

- انتشر مؤخراً علاج بالبلازما PRP وهي عبارة عن أخذ دم من الإنسان بنسبة 10 ملي يوضع بعدها على جهاز خاص يقوم بفصل البلازما عن الكريات الحمراء، وقد سوقت وسائل الإعلام إلى هذا النوع لعلاج تساقط الشعر، إلا أن أكثر المستفيدين من هم من يقومون بعملية زراعة الشعر أولاً، إذ إن البلازما من الممكن أن يسرع عملية نمو الشعر بعد الزراعة، وقد يفيد بنسبة أكثر في حال البشرة عن طريق كسبها نظارة.

ما هو جهاز الهيدرا فيشل؟

- هو جهاز يقوم بتقشير البشرة بواسطة حمض الفواكه ويعمل على ترطيب البشرة، وعادة ما يلجأ إلى هذا النوع من يرغب بنظارة البشرة.

هناك إقبال كبير على الليزر، فما هو سبب هذا الإقبال خلال السنوات الأخيرة، على رغم أنه موجود منذ سنوات عديدة؟

- أحيانا يلجأ البعض إلى الليزر من أجل التجميل والبعض الآخر من أجل العلاج، كما يلجأ البعض إلى الليزر لعلاج حب الشباب، وهناك إقبال على هذا النوع من العلاج.

هناك انتشار كبير لعمليات التجميل من أجل التشبه بالممثلات أو من هم في مجال الفن، فهل صادفت مثل هذا النوع؟

- نعم، هناك الكثير من الناس لا يشعرون برضا بالنفس، إذ إن البعض يقوم بأكثر من عملية تجميل، وفي كل مرة لا يشعرون بالرضا بالنفس، ما يدفعهم إلى إجراء المزيد من العمليات سواء الجراحية أو غير الجراحية، من خبرتي في العيادة واجهت العديد من الناس من تطالب بإجراء تدخلات غير جراحية تجميلية على رغم عدم وجود الحاجة، وكطبيب أرفض إجراء ذلك وخصوصاً في ظل عدم وجود الحاجة، إلا أنه أفاجأ أن في هذه الحالة يلجأ الشخص إلى دول أخرى لإجراء مثل هذه التدخلات، في حين تكون هذه الإجراءات فاشلة وقد تسبب مضاعفات، بعض الحالات بعد عودتها من الخارج تلجا إلى العيادات لتصحيح الأخطاء التي وقعت أثناء التدخلات التجميلية في خارج البحرين وهنا تكون النتيجة عدم القدرة على ترقيع هذه المضاعفات، واعتقد أن من يكون مهووساً بعمليات التجميل سواء الجراحية أو غير الجراحية فإنه بحاجة إلى برنامج نفسي سلوكي، إذ إن هذا الهوس هو سببه نفسي ولابد من السيطرة عليه.

ما هي النصيحة التي توجهها إلى الناس المهووسة بعمليات التجميل؟

- أولاً أؤكد على الجميع عدم إجراء أي تدخل تجميلي على يد غير مؤهلين وذلك تجنباً للمضاعفات، إذ لابد من اختيار الطبيب المختص في عمليات التجميل، أما المهووسون بإجراء العمليات التجميلية فعليهم أولاً الانضمام إلى برنامج سلوكي ونفسي، فعدم الشعور بالرضا بالنفس قد يدخلهم في العديد من المضاعفات نتيجة لهوسهم بإجراء العمليات التجميلية.

ذكرت أن هناك انتشاراً واسعاً لـ «تجار الشنطة» وهم من يقومون بإجراء التدخلات غير الجراحية التجميلية من دون وجود خبرة، فمن هم، وما سبب هذا الانتشار؟

- تجار الشنطة هم بعض الصالونات وبعض أصحاب المنازل التي انتشرت في الأونة الأخيرة والتي تقوم بإجراء الليزر أو توفير حقن البوتكس أو الفلر وإعطائها لمن يرغب باستخدامها من دون وجود أي خبرة. الغريب في الأمر أن مثل هذه الصالونات لا توفر الخدمة بسعر رمزي كما يعتقد البعض فقد يكون سعرها أعلى من أسعار العيادات الخاصة، إلا أنه مع ذلك هناك إقبال كبير من المواطنين والمقيمين عليها، من دون الإدراك بخطورة الأمر.

ما هي الخطورة الكامنة في إجراء التدخلات الجراحية التجميلية على يد غير خبراء؟

- إن العمليات التجميلية غير الجراحية ليست بالأمر البسيط كما يعتقد البعض، إذ إن ضرب إبرة الفلر أو البوتكس في الوجه من دون خبرة قد يسبب التهابات أو انتفاخاً في الوجه، وخصوصاً أن النوعية المستخدمة قد تكون تجارية تباع في السوق السوداء، إضافة إلى أن زيادة كمية بسيطة من الفلر قد تؤدي إلى حدوث مضاعفات، وفي حال الليزر قد تحدث حروق ناجمة عن زيادة الحرارة. إن الطبيب المختص في حال لاحظ وجود خلل أثناء التدخل يستطيع في الوقت نفسه علاج هذا الخلل، إلا أنه في حال كان على يد خبير ستكون المضاعفات أشد، ما يدفع المريض في هذه الحالة إلى اللجوء إلى الطبيب لعلاج هذه المضاعفات وهنا تكون التكلفة أعلى.

ما هو سبب انتشار هذا النوع من التجارة بين الصالونات؟ وكأطباء إلى ماذا تدعون؟

- اعتقد أن غياب الرقابة هو السبب في ذلك، إذ إن عدم تشديد الرقابة عليها كان سبباً في قيام الأخيرة بإجراء تدخلات غير جراحية تجميلية من دون وجود خبرة، ولابد أن تكون هناك رقابة على مقدمي هذه الخدمة وخصوصاً أنهم لا يمتلكون ترخيصاً وبعضهم يمارسونها أمام الجميع ومن دون خوف، وعلينا تشديد الرقابة خوفاً على مصلحة الناس، وخصوصاً في ظل وجود العديد من الشكاوى بشأن مضاعفات حدثت بسبب استخدام بعض الصالونات جهاز الليزر، ما أدى إلى إصابة بعض المترددين على الصالونات بحروق.