تلفت الأنظار حيثما تمر بسبب الطريقة التي تقطع بها جولة حول أميركا... إنها البريطانية روزي سوال بوب (68 عاما).

شرعت تلك المرأة القادمة من بلدة تينبي في ويلز في جولة سير -تسحب خلالها عربة ذات لون برتقالي براق- من نيويورك إلى سان فرانسيسكو بهدف التوعية من خطر مرض السرطان وتكريما لزوجها الراحل كليف الذي توفي بسرطان البروستاتا.

وتشعر سوال بوب التي تزوجت لأكثر من 20 عاماً بامتنان لأن زوجها توفي في حضنها.

وغلبت الكآبة على حياة سوال بوب بعد وفاة زوجها حيث كانت فداحة مصابها تطغى على حياتها أحيانا إلى أن جاء يوم غيَر نظرتها لوفاة زوجها.

وعن ذلك تقول "أنت في مفرق طرق. إما أن تنتهي وتصبح في خبر كان وتتمنى اليوم الذي تلتقي بحبيبك فيه في الجنة. وإما أن تهتم بالحياة من أجله وتتمسك بالحياة بكل قوة وتعيشها مرتين وتحاول تحقيق أحلامه كما لو كانت أحلامك".

وكانت تلك الرؤية هي الدافع الذي حمسها لتقطع مسافة 5425 كيلومترا سيرا على الأقدام عبر الولايات المتحدة. وتقول إنها تقوم بذلك تكريما لزوجها وآخرين توفوا بسبب السرطان.

وتضيف أن لديها أيضا رسالة لكل من يشعر بالإحباط.

وتقول المرأة المُسنة لتلفزيون رويترز "لا تستسلم. واصل الحياة. لا جائزة لمن يستسلم. إذا كان الاستسلام مثل الأسبرين (المسكن) أو أي شيء يمكنك تناوله لتشعر بتحسن. فهناك الكثير من المبررات للقيام به..لكنه بلا جدوى."

فمنذ بدأت جولتها في أكتوبر تشرين الأول 2014 تقطع سوال بوب ما يعادل عشرة أميال يوميا (أكثر من 16 كيلومترا) وأخذت بضعة أيام فقط عطلة لمناسبتين تتحدث فيهما للمساعدة في جمع تبرعات لرحلتها.

وتمضي سوال بوب معظم أيامها مربوطة بعربتها التي تسميها (ايسبرج) والتي تمضي فيها الليل. ويبلغ طول العربة نحو 274 سنتيمترا.

وتقول "عادة ما أكون مُرهقة للغاية حين أتوقف فأغط في نوم عميق لأستيقظ بعده في حالة نشاط."

وتعتمد المرأة المُسنة في غذائها على المعكرونة التي تطهيها بنفسها على موقد صغير تحمله في عربتها. وتشمل أمتعتها صابونا تغتسل به إضافة إلى جهاز كمبيوتر محمول وهاتف محمول ولوحات شمسية لإعادة شحنهما بالطاقة. وهي تتصل بشكل منتظم بابنيها وأحفادها في المملكة المتحدة وتحتفظ بصورهم في عربتها.

ويصف البعض سوال بوب بالعداءة السوبر لكنها تقول إن هذا الوصف ليس حقيقيا ولا مناسبا.

وقالت "لست طبيبة ولا ممرضة ولا أي شيء هام" مشيرة على عجل إلى أنها لم تبدأ جولتها في أنحاء أمريكا إلا بعد أن أجرت عملية لعلاج أمور تتعلق بغضروف ركبتها.

وأضافت قبل أن تخوض في قصة عن كيف أمضت جزءا من الليلة الماضية حزينة على حال ساقيها "في مثل هذا الوقت من العام الماضي لم أكن أستطيع السير."

والتقت سوال بوب في رحلتها مع أناس شُفوا من السرطان ومع أفراد من عائلاتهم في العديد من المستشفيات وتحدثت في جامعة برنستون وقامت بجولة شخصية في ماريلاند ستيت هاوس.

وتقول إن الالتقاء بأناس مختلفين هو أفضل ما في الرحلة حتى الان. كما أنها تتطلع لإلقاء ضربة البداية في مباراة محلية لكرة السلة في فرجينيا مطلع الأسبوع.

وهذه ليست أول مغامرة لسوال بوب. فقد سبق وأبحرت بقارب طوله 518 سنتيمترا من المملكة المتحدة للولايات المتحدة وسافرت حول العالم.

وتتعشم سوال بوب أن تصل الى سان فرانسيسكو بنهاية العام الجاري وتقول إنها عازمة على الاستمتاع بكل خطوة تقطعها على الطريق.