أعلنت وزارة البيشمركة عن تخرج الدورة الأولى من قوات المسيحيين ضمن تشكيلات الوزارة، موضحة أن «هذه القوة ستبدأ مهامها قريبا في حماية المناطق ذات الغالبية المسيحية المحررة في سهل نينوى»، وذلك وفق ما نقلت صحيفة الشرق الأوسط اليوم السبت (14 مارس / آذار 2015).
وقال الناطق الرسمي لوزارة البيشمركة ، العميد هلكورد حكمت ، لـ«الشرق الأوسط»، إن «تشكيل هذه القوة يأتي ضمن خطة الوزارة لتأسيس قوات خاصة بمكونات سهل نينوى، وهذه القوات ستتولى حماية مناطقها، وعلى هذا الأساس أنهت الدفعة الأولى من المقاتلين المسيحيين تدريبات عسكرية أساسية في مركز تدريب في قضاء سوران (135 كلم شمال شرقي أربيل)، وهم الآن ضمن تشكيلات اللواء الرابع عشر مشاة في قوات البيشمركة الموجودة في محور مخمور والكوير، وسيتم تحديد واجباتهم من قبل قيادة اللواء».
ونظمت وزارة البيشمركة أول من أمس حفلا خاصا بتخرج أول فوج للمسيحيين ضمن تشكيلات وزارة البيشمركة، في معسكر (نمور الحراسات) الواقع في منطقة فيشخابور غرب محافظة دهوك والقريب من الحدود العراقية السورية، وأدى عناصر الفوج استعراضا عسكريا، نفذوا خلاله مجموعة من التدريبات العسكرية التي تلقوها من قبل مدربين أكراد ومستشارين في التحالف الدولي.
بدوره قال السكرتير العام لحزب بيت النهرين الديمقراطي، وهو حزب مسيحي، لـ«الشرق الأوسط» روميو هكاري: «لقد بدأت محاولات تأسيس هذه القوات التي تسمى بقوات (سهل نينوى) منذ أغسطس (آب) الماضي، خصوصا بعد سيطرة تنظيم داعش على سهل نينوى، وما تبعه من موجة نزوح كبيرة للمسيحيين، لذا ارتأينا أن نكون مشاركين مع قوات البيشمركة أو أي قوات أخرى في عملية تحرير مناطقنا، لأن عدد النازحين المسيحيين وصل إلى أكثر من 200 ألف نازح في إقليم كردستان العراق، هذه القوة شكلت من قبل حزب بيت النهرين الديمقراطي واتحاد بيت النهرين الوطني، في البداية حولنا كثيرا من أجل مشاركة كل القوى المسيحية في تشكيل قوات عسكرية موحدة لنا جميعا، لكن مع الأسف لم نتوصل إلى اتفاق بهذا الشأن، أما القوة الحالية فتتألف من حزبين، وتابعة لوزارة البيشمركة لكن مع الحفاظ على خصوصيتها الكلدوآشورية».
وتابع هكاري أن «هذه القوات ستوجد في سهل نينوى، وستشارك مع البيشمركة في تحرير القرى والقصبات المسيحية والمناطق الأخرى التابعة لمحافظة نينوى، وستتولى بعد تحرير هذه المناطق عملية حمايتها»، مبينا بالقول: «سيكون مقرها في قصبة تلسقف التابعة لقضاء تلكيف».
وعن التدريبات التي تلقاها المقاتلين المسيحيين، قال هكاري: «حاليا أنهوا تدريبات استخدام الأسلحة الخفيفة، وبحسب المعلومات التي حصلنا عليها من وزارة البيشمركة، بعد أن تتمركز في مقرها الرئيسي، ستتم تسليحها بالأسلحة المتوسطة، وإذا اقتضى الأمر سيتدربون على الأسلحة الثقيلة أيضا».
في غضون ذلك قال، غزوان إلياس، الناشط المسيحي في بلدة القوش (50 كلم شمال الموصل)، لـ«الشرق الأوسط»، إن «الفوج الأول يتكون من نحو 700 مقاتل، وهناك فوج آخر يواصل تدريباته وهي تابعة لقوات زيرفاني (النخبة)، وسيكون دورهم مسك الأرض في البلدات المسيحية في سهل نينوى». وأضاف أن «هذه القوة كانت موجودة في السابق باسم حراسات سهل نينوى، لكنها كانت غير منظمة ومجهزة بشكل جيد، ولم تكن مدربة للتصدي للهجوم الذي شنه (داعش) على محافظة نينوى، أما الآن دربت بشكل جيد على يد ضباط من البيشمركة ومدربين أميركيين».
وعانى المسيحيون من التهجير بشكل واسع منذ الاجتياح الأميركي للعراق في عام 2003، إلا أنهم بقوا في منأى عن الحرب المذهبية بين السنة والشيعة التي جرت في البلاد بين 2006 و2008. ونادرا ما حظي المسيحيون بتشكيلات عسكرية تابعة لهم.
إلا أن الكثير من المسيحيين باتوا راغبين في حمل السلاح للدفاع عن مناطقهم ضد تهديد تنظيم داعش في الأشهر الأخيرة. وتوجد بعض الفصائل المسيحية في شمال البلاد، إلا أنها غير تابعة لسيطرة القوات الكردية.
زائر
ضاعت داعش ضاعت واهتز طاريها
بنت عليوي
بالتوفيق انشاء الله