نظم مركز عبدالرحمن كانو الثقافي الحوار المفتوح بعنوان " لمن نكتب " عضو مجلس الشورى خليل إبراهيم الذوادي.
وفي بداية الحوار الذي أداره عضو مجلس إدارة مركز عبدالرحمن كانو الثقافي مبارك سعد العطوي ، فقد أشار خليل إبراهيم الذوادي إلى أن الكتابة حاجة تُلحُ في ذاته ، وهو يكتب لأنه من خلال مراحل حياته عايش وعاصر الكثير من الناس والوجوه والذكريات التي شكلت مخزونه الثقافي وشجعته على الكتابة لتخليد هذه الذكريات والشخوص والمواقف والحكم والعبر والعادات والتقاليد والأحداث التاريخية التي انعطف بها في مراحل حياته .
وأضاف الذوادي أنه عاش مع الكتابة منذ البواكير الأولى لدراسته الابتدائية من خلال مجلة الحائط بنادي البديع الرياضي في الخمسينات من القرن الماضي كخطاط وناقل لخلاصات وملخصات ما قرأ ، إلى مجادل ومناقش وقارئ لقصص الأطفال في الستينات إلى بداية السبعينات ، حيث مجلة رابطة الطلبة البحرينيين بالكويت ، إلى مجلة الطليعة الكويتية كمساهمة متواضعة ، إلى محاولة اقتحام مجلة البيان التي تصدرها رابطة الأدباء الكويتيين ببحث أكاديمي عن أمير الشعراء أحمد شوقي من البلاط إلى المنفى.
وقال خليل إبراهيم الذوادي أن أيام الدراسة في دولة الكويت كانت كتاباته تتناول العديد من المجالات الطلابية كالكتابة عن القضية الفلسطينية ، والثورة في شعر قاسم حداد ، وقراءة متأنية في ديوان أنين الصواري للشاعر البحريني المبدع علي عبدالله خليفة ، إلى الرواية والقصة القصيرة في أدب البحرين الروائي محمد عبدالملك ، ثم بعد ذلك الالتحاق بمجلة صدى الأسبوع في صيف العام 1972 بكتابة تحقيق حول هروب المدرسين من سلك التدريس على ثلاثة أجزاء ، ومواقف إنسانية مع الأب الروحي الأستاذ علي سيار شفاه الله والمربي الفاضل الأستاذ أحمد العمران رحمه الله وما ثار من جدل حول هذه المقالات .
وأشار إلى انه استمر في كتابة المقالات النقدية في أدب المسرح البحريني من خلال تحقيقات متنوعة ولقاءات مع شخصيات ثقافية واجتماعية ، حيث ربطته صداقه مع العديد من زملاء المهنة وأصحاب القلم وقتها علي صالح وعقيل سوار ، وحسن مدن وعثمان هرمس ، ثم رحيله الاختياري إلى مجلة هنا البحرين بعد الالتحاق بوزارة الإعلام أواخر عام 1972 ، ليكتب فيها المقال والنقد المسرحي والخاطرة الأدبية مع بعض شذرات النقد في تناول بعض قصائد شعراء البحرين الأساتذة حسين الصباغ ، والأستاذ أحمد كمال والأستاذة الشيخة طفلة الخليفة ، والأستاذة سلوى المؤيد ، والأستاذ سلمان تقي .
واستطرد خليل انه ابتداءً من صيف عام 1973 بدأ الرحيل إلى عالم الصورة التلفزيونية والمايكروفون الإذاعي وصحبة رجل الإعلام الأول المرحوم طارق عبدالرحمن المؤيد ، إلى أن وضع عصى الترحال في مايو 2004 ، وفي طوال هذه السنين لم انقطع عن الكتابة في صحفنا المحلية وحتى عند انقطاعه عنها للعمل في السلك الدبلوماسي سفيرا للبحرين في جمهورية مصر العربية بتكليفً سامي وعزيز من قبل عاهل البلاد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ، ومنذ العام 2005 وهو في تواصل أسبوعي مع صحيفة الأيام ، وتواصل شهري مع مجلة الأمن التابعة لوزارة الداخلية منذ أقل من سنة .
وأوضح الأستاذ خليل الذوادي انه بالنسبة إليه ككاتب فان مصدره في كتاباته والتي يفتخر به هي الوطن والناس الذين يعيشون في الوطن والقضايا والهموم التي تمر به ، وأحيانا تكون لحكمة سمعها أو لمثل شعبي دافع لكتابة المقال أو موقف معين أو كلمة عابرة ، ويبقى حب الوطن هو ما دافعه الأول للكتابة والذي دفعته لمواصلة الكتابة ، مشيرا إلى أن إعادة كتابته هذه الذكريات ليست لاسترجاعها فحسب وإنما هناك العديد من المواقف والأحداث المهمة التي يجب أن نذكرها وبعضها تعيد للناس ذكرياتهم وشبابهم وتعيد لهم ذكريات ارتباطهم بالمجتمع ، فالحقيقة أن الهدف الذي يسمو له يتطلع إليه هو أن يكون مع الناس قريبا من مشاعرهم ونفوسهم وهذا اما كسبني رصيد من المعرفة والقرب منهم أكثر ، لذلك عندما اكتب لهؤلاء الناس إنما أكتب لتوثيق التاريخ واطلاع الناس عليه ولنذكرهم .
بعدها قدم خليل الذوادي عددا من المقالات التي كتبها في العديد من مراحل حياته التي مر بها والأشخاص الذين مروا في حياته وأثروا فيها ، بالإضافة إلى التجارب التي خاضها على امتداد مسيرة العلمية والعملية والتي صقلت خبرته في الحياة ، ومن هذه المقالات عدة عناوين ومنها العشاء في المالكية ، ويوم بكى أبو طارق ، وإبراهيم الوالد والإنسان ، وأبا سلمان لقد أعجزتنا أن نوفيك حقك ، ونحن معك يا أبا سلمان ، ورئيس الوزراء من المحلية فالعربية فالعالمية ، وعبدالله الخان والحب المتبادل ، ونساء من الحد ، ودروس من الحد ، والحد وأشياء أخرى ، والله يا الحد ، والشيخ عيسى بن راشد نعم أغير، والحسين بن علي ، والله يرحمك يا عثمان ، وأو فاروق ، ونبيلة زباري والصمت الأزرق .
وأعرب خليل الذوادي عن شكره لكل من ساهم في جمع كل ما كتب طوال هذه السنوات ، وذكر منهم اعبدالله خليفة الغانم رحمه الله الذي جمع ما كتب في مجلة أضواء الأسبوع وغيرها ، والأستاذ محمد عبدالقيوم اللقماني الذي جمع عدد كبير من مقالاتي التي كتبتها لتصبح جاهزة للطباعة في أكثر من كتاب ولم ترى النور إلى هذا الوقت ، والشكر لزوجته التي تعتبر أول قارئة لمقالاته قبل إرسالها للصحيفة ، وبناته ميساء وخولة على مساعدته في طباعة ما يكتب ، كما شكر السكرتاريتة الخاصة به في هيئة شئون الإعلام ومنهم صفية بوغنوم ، وصفية العيسى وغيرهم من الزميلات من مصر كانت لهم إسهاماتهن العديد في جمع وطباعة المقالات ، والشكر لكل يقرأ له ويتابع مقالاته .