ضمن موسم "شهادات إبداعية في التجارب البحرينية" التي تنظمها وجود للثقافة والإبداع بالتعاون مع دار فراديس للنشر والتوزيع، تحدثت الروائية منيرة سوار عن تجربتها وتورطها في الكتابة بشكل عام وفي الرواية بشكل خاص "كانت الكتابة دوماً بالنسبة لي فلكاً أتيه فيه بلا جاذبية تجذبني للاستكانة في أحد كواكبه. فلا أنا أحببت كتابة المقال الصحفي يوماً، ولا شدتني كتابة الشعر أو القصة القصيرة، وبالتأكيد لم يخطر ببالي إنني سأغلق دائرة دوراني اللانهائية بولوج عالم الرواية الجميل، الطويل، المضني والممتع في آن واحد!".
وعن تجربتها في ولوج عالم الرواية وتحديدا عملها الأول "نساء المتعة" تقول "لم يكن القبض على غدة القلق الحائرة بداخلي وتوجيهها للاتجاه الصحيح يسيرا. كنت أشبه بسجين محاط بأربع جداران عارية من كل شيء، ينقصني نهاره وليله متحسسا تلك الجدران الملساء، عله يتعثر بثقب ما، أو بنتوء أو أي شيء يساعده على الخروج من بين تلك الجدران. ظلت الفكرة بتساؤلاتها الكثيرة تلح عليّ زمناً حتى اتخذت قراري بنثرها فوق الورق. فكانت رواية نساء المتعة"
وعن طقوسها الكتابية تقول أنها لا تؤمن بالالتزام الواقع تحت الإجبار لكتابة العمل متسائلة "هل يعيبني إنني لا أمسك بقلمي و ورقتي إلا تحت ضغط وجع يلح عليّ بشدة؟ بينما يعتبر كثيرون الكتابة تمريناً يومياً لا بد أن يتمرن عليه الكاتب. لطالما هربت من عالم الصحافة، رغم ارتباط كثير من كتاب القصة والرواية بهذا العالم، فقط لأني لم استسغ فكرة الالتزام بالكتابة كواجب أو كروتين يومي".
عن فهمها للرواية تقول "الرواية عالم غني، فضفاض، يتسع للحياة بكل ما فيها. دوناً عن كل ألوان الكتابة، وحدها الرواية أتاحت لي سرد تفاصيل الأيام الطويلة والتقاط حبيبات أفراحها وأوجاعها الدقيقة وتجميعها لخلق حياة كاملة.الرواية والحياة وجهان متقابلان لعملة واحدة".
تطرقت سوار أيضا لتجاربها الروائية ومنعطف تجربتها الأخيرة في محترف نجوى بركات لكتابة الرواية التي تمخضت عن روايتها الأخيرة "جارية"، ثم اختتمت شهادتها بالتساؤل "هل استكنت في عالم الرواية الآن، بعد مرور سبعة أعوام؟ وجوابي هو، إنني لا أعلم. ربما كنت من النوع الذي لا يستكين في مجال ما. لازلت أحلم ولا زلت أتطلع لتجارب جديدة، ومشارب مغايرة. يغريني أن أرتدي كل يوم ثوباً جديدا وإن كنت في شك من ملائمته لقياسي، بدلا من الحفاظ على رونق ثوب واحد لا يُبلى! كل ما أعرفه إنني في كل الأحوال وفي اي ترحال جديد لن أحمل معي سوى شيئين، فكرة وقلم.
يستمر برنامج "شهادات إبداعية في التجارب البحرينية" في عرض التجارب حيث تقدم الشاعرة ليلى السيد شهادتها يوم الإثنين ١٦ مارس/آذار ٢٠١٥ بدار فراديس للنشر والتوزيع عند السابعة والنصف مساء.