العدد 4571 - الجمعة 13 مارس 2015م الموافق 22 جمادى الأولى 1436هـ

معرض كتاب الرياض... شغف القراء في قبضة المتشددين

يختتم اليوم بنجاح جماهيري بارز

استياء وتذمر عام من سطوة وتدخل المتشددين من مشايخ ورجال الحسبة في فعاليات وأيام معرض الكتاب الدولي بالرياض. الاستياء بلغ ذروته بعد الفوضى التي اندلعت في ندوة (الشباب والفنون... دعوة للتعايش) قاطع محتسبون الناقد معجب الزهراني أثناء تنديده بتدمير تنظيم داعش للآثار الحضارية في الموصل بالعراق، ما دفع أحد المحتسبين ليصرخ بأن الأصنام نبذها الإسلام، وأن إبراهيم الخليل حطم الأصنام... ليبدأ اللغط والفوضى في المكان، ما أدى لتوقف الندوة.

وهو ما أغاظ جمهور الثقافة في المملكة مطلقين وسماً في تويتر بعنوان: المحتسبون يدافعون عن داعش في معرض الكتاب، ومسمين ما جرى بغزوة ذات التعايش، في إحالة ساخرة على الندوة وعلى شعار المعرض هذا العام: الكتاب تعايش!. وفي ندوة المسرح صرح أحد المشايخ بعدم جواز المسرح لعدم ذكره أيام الرسول (ص) وهو ما تحول لمادة للسخرية على شبكات التواصل بعد أن نقل الكاتب زيد الفضيل قول الشيخ عبر تغريدة في تويتر.

ليس هذا كل المشهد، حيث منع العديد من الشبان من الدخول بدواعي عدم ارتداء زيٍّ وطني، وهو ما جرى مع الشاعر السعودي عبد الله المحسن الذي تحدث عن منعه من الدخول لصحيفة مكة قائلاً: «فاجأني أحد رجال الأمن عند البوابة وهو يجرّني، وأنا لا أعرف السبب، فأشار إلى شَعري وعرفت أنه يعتبره «قزع»، وإنها أوامر «من فوق»، لم ينجح الأمر مع البوابات الأخرى أيضاً حتى أنهم يوقفون أصحاب القبعات ليرون ما تحتها، لكنني تسللت بين الزحام بعد تغطية شعري، الأغرب من ذلك مصادفة كثيرين لإيقافهم بسبب ملابسهم أيضاً وبحجة أنهم يرتدون ملابس غير وطنية.

يحدث هذا إذا عرفنا أن هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر (الشرطة الدينية) وقبل يوم من افتتاح المعرض أعلنت أنها ستشارك بـ»55» عضواً من منسوبيها خلال أيام المعرض.

إحكام المحتسبة على المعرض لم يمنع المتشددين من رفع شكاوى ضد ما اسموه وجود كتب تروج لليهودية ومذاهب أخرى، وهو ما نفاه المتحدث الرسمي باسم وزارة الثقافة والإعلام، سعود كاتب، مؤكداً أن أجهزة معرض الرياض الدولي للكتاب ستكشف مدى صحة ما ينشر في مواقع التواصل حول بيع كتب ومؤلفات مخالفة تروج لليهودية وبعض المذاهب.

وأضاف الكاتب أن الوزارة جعلت من كل شخص رقيباً، وعناوين مثل هذه الكتب ستكشف الحقيقة فبمجرد إدخال عنوان الكتاب ستظهر دار النشر التي تبيعه وموقعها. معلناً: «نحن جعلنا من كل شخص رقيباً، لأن المعرض يحوي 600 ألف عنوان». في المقابل اشتكى بعض الأدباء والمثقفين من ضعف الإعلام عن الندوات الثقافية إلى جانب عودة التذمر السنوي من استغلال بعض الباعة وأصحاب دور النشر العربية للقراء، عبر المبالغة في رفع أسعار الكتب دون حسيب أو رقيب.

منع ومصادرة الكتب من المعرض لم تتصدر واجهة الأخبار هذا العام، خلافاً للعام الماضي عندما منعت أعمال محمود درويش، مسببة صدمة للقراء. غير أن إلغاء أيام عروض الأفلام لمخرجين سعوديين، من فعاليات المعرض، سبب خيبة للمخرجين والضيوف الذين تمت دعوتهم بالفعل.

المشهد السوداوي هذا العام أنقذه شغف القراء السعوديين الذين حضروا بكثافة رغم تعكير صفو المكان، إذ سجل حضور المرأة السعودية علامة فارقة، في تأكيد المجتمع الثقافي على انحيازه لقيم المعرفة والثقافة وعدم تفويته الاحتفاء بالكتاب في معرض هذا العام الذي شاركت فيه 910 مكتبات ودور نشر، أما حركة التأليف والمؤلفين السعوديين في المعرض فقد أظهرت ازدياداً ملحوظاً هذا العام، وهو ما برز من خلال تخصيص ركن للمؤلفين السعوديين والذين غلبت عليهم الوجوه الشابة من الرجل والنساء.

العدد 4571 - الجمعة 13 مارس 2015م الموافق 22 جمادى الأولى 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً