نشرت صحيفة «التلغراف» البريطانية يوم الأحد (الأول من مارس/ آذار 2015)، قائمة بأبرز عشرة كُتَّاب أنجبتهم مقاطعة ويلز البريطانية تقدَّمهم الفيلسوف وعالم المنطق والرياضي والمؤرخ والناقد الاجتماعي برتراند راسل.

ضمت القائمة القاصة والروائية كيت روبرتس، وشاعر ويلز الأشهر آر إس توماس، والشاعر الفذ ديلان توماس، والروائي رولد دال، والروائي ديك فرانسيس، والشاعرة جيليان كلارك، والروائي الصحافي كين فوليت، والروائية سارة ووترز، والكاتب والشاعر أوين شيرز. هنا استعراض لسيرة كل منهم وأهم إصداراته.

برتراند راسل

ولد برتراند راسل في 18 مايو/ أيار 1872 في رايفنسكروفت، تريليش، مونماوثشاير في ويلز لأسرة ليبرالية أرستقراطية، وتوفي في 2 فبراير/ شباط 1970. يعد واحداً من الكُتَّاب الأكثر غزارة في القرن العشرين. برز نشاطه البارز والمناهض للحرب العالمية الأولى، كما برزت معارضته الشديدة لسياسات أدولف هتلر؛ علاوة على الشمولية الستالينية، والحرب على فيتنام بعد ذلك بسنوات. يُعدُّ راسل أحد أنصار التجارة الحرة، مع مناهضته الشديدة للإمبريالية، دون أن ننسى أنه كان من أنصار نزع الأسلحة النووية.

مُنح جائزة نوبل في الأدب العام 1950 «تقديراً لكتاباته المتنوعة والمهمة باعتباره بطل المُثل الإنسانية وحرية الفكر». وقال ذات مرة: «تقرير رجل غبي لما يقوله رجل ذكي لا يمكن أبداً أن يكون دقيقاً، لأنه يترجم دون وعي ما يسمع إلى شيء يستطيع أن يفهمه».

إذا ذُكرت «الفلسفة التحليلية»، فلا يمكن نسيان أنه أحد مؤسسيها الكبار، إلى جانب كوتلب فريج وتلميذه لودفيش فيتغنشتاين. وبما حققه في هذا المجال، يكون راسل من أهم علماء المنطق في القرن العشرين.

وضع مع وايتهيد مبادئ الرياضيات، في محاولاته المبتكرة لشرح الرياضيات بالمنطق.

لراسل سيرة ذاتية في ثلاثة مجلدات. وعلينا ألاَّ ننسى بيانه الشهير الذي أدان فيه «إسرائيل» لعدوانها، داعياً إلى انسحابها من الأراضي المحتلة العام 1967.

كُثُرٌ يتذكَّرون مقالة راسل «عن إسرائيل والقصف» في العام 1970، والتي جاء فيها «.. مأساة شعب فلسطين هي إعطاء بلادهم بقوة خارجية لشعب آخر من أجل بناء دولة جديدة. إلى أي حد سيتحمَّل العالم عازماً رؤية هذه المشهد من القسوة الوحشية؟».

استعراض قائمة إصدارات راسل تحتل حيِّزاً كبيراً نكتفي بإيراد بعضها ومن بينها: «الديمقراطية الاجتماعية الألمانية»، «مبادئ الرياضيات»، «في التدليل... العقل»، «مبادئ الفلسفة»، بالاشتراك مع ألفرد نورث وايتهيد، «العدالة خلال الحرب»، «التصوُّف والمنطق»، «تحليل العقل»، و «الدين والعلم».

كيت روبرتس

ولدت في العام 1891 وتوفيت في العام 1985، كانت واحدة من أهم الكُتَّاب باللغة الويلزية في القرن العشرين. يُطلق عليها في ويلز لقب «ملكة أدبنا».

اشتُهِرَت أساساً بقصصها القصيرة، لكنها كتبت عدداً من الروايات أيضاً. تخرَّجت في جامعة نورث ويلز، وتدرَّبت لتمارس بعد ذلك التعليم في مختلف المدارس في جنوب ويلز.

آر إس توماس

ولد لأب يعمل قبطاناً بحرياً في كارديف العام 1913، وتوفي في العام 2000. نشأ باعتباره طفلاً ناطقاً باللغة الانجليزية في «هولي هيد» بـ «أنجلسي». من بين العديد من الجوائز الأدبية التي تلقاها كان ترشُّحه لجائزة نوبل. ظلَّت الإنجليزية لغته في كتابة الشعر الذي أنجزه، على رغم أنه أنتج العديد من الأعمال النثرية باللغة الويلزية بما في ذلك عمله الغامض عن بلده في العام 1985، من خلال السيرة الذاتية التي كُتِبَت حول شخص ثالث، وحملت عنوان «Neb» وتعني «لا أحد». كان ناشطاً صريحاً في عدد من القضايا؛ وخصوصاً في ما يتعلق باللغة الويلزية، ونزع السلاح النووي. رفض من دون تردُّد قبول وسام الملكة الذهبي في حقل الشعر.

ديلان توماس

من مواليد العام 1914 في سوانسي، وتوفي في العام 1953. اشتهر بمؤلفه «طفل عيد الميلاد في ويلز»، هو صاحب أكثر الأشعار عاطفية وبلاغة والتصاقاً بالمشاعر في الأدب الحديث. له كتاب «لوحة فنان ككلب صغير» صدر في العام 1940، كما صدرت له مجموعة قصص عن شباب توماس في ويلز، ومجموعة أخرى من القصص الرمزية بعنوان «مغامرات في تجارة الجلود العام 1900»، وذلك بعد وفاته. كتب باللغة الإنجليزية باستمرار. توفي في نيويورك، وأعيد جثمانه إلى ويلز حيث دفن في باحة كنيسة قرية في «Laugharne». الشاعر الذي تشرَّب الشهرة قال ذات مرة: «المُدمن على الكحول الذي لا تحبه هو الذي يشرب بقدر ما تفعل».

رولد دال

انتقل والدا رولد دال من النرويج إلى ويلز. ولد في 13 سبتمبر/ أيلول 1916 في فيلا ماري، بكارديف. درس في جامعة أبيريستويث. اشتهر بكتابه «تشارلي ومصنع الشوكولاتة». عُرف في أربعينيات القرن الماضي حين بدأ إصدار رواياته، التي أصبحت من أكثر الكتب قراءة في العالم.

من أشهر أعماله: «آل تويت»، و «تشارلي ومصنع الشوكولاتة»، و «جيمز والخوخ الكبير» و «ماتيلدا» (Matilda)، و «العرافات»، و «المارد الودود الكبير». أقام له متحف «باكينجهامشير» جناحاً سمّي بـ «متحف ومركز قصص روالد دال»، يحوي عدداً كبيراً من أعماله. توفي العام 1990

ديك فرانسيس

ولد ديك فرانسيس في 31 أكتوبر/ تشرين الأول 1920، في تينبي، بيمبروكشاير بويلز، وتوفي فيها بتاريخ 14 فبراير 2010 عن عمر ناهز التاسعة والثمانين عاماً.

تركَّزت معظم رواياته حول معالجة الجريمة ضمن عالم سباقات الخيل. كما استقى بعض قصصه من أحد اللاعبين الرئيسيين في هذا المجال، وينعطف أحياناً في تناول القصص على لسان مُدربين أو مالكين أو مُراهنين.

كتب فرانسيس أكثر من 40 عملاً حققت تصنيف أفضل الكتب مبيعاً. أول كتاب أصدره كان يتناول سيرته الذاتية، وجاء بعنوان «رياضة كوينز»، وذلك في العام 1957. قاد نجاح كتابه إلى أن يصبح مُراسلاً لسباق الخيل لدى صحيفة «لندن صنداي إكسبرس»، وبقي في المنصب لمدة 16 عاماً.

في العام 1962، نشر عمله الأول المليء بالإثارة «الميت سيرت»، وتناول عالم السباقات. بعد ذلك أنتج رواية في السنة بانتظام على امتداد الثمانية والثلاثين سنة اللاحقة؛ باستثناء العام 1998 الذي لم ينشر فيه عملاً روائياً؛ إذ أصدر مجموعة قصص قصيرة.

جيليان كلارك

ولدت جيليان كلارك في كارديف. شاعرة، كاتبة مسرحية، محررة ومترجمة (من الويلزية) ورئيسة «Ty Newydd»، ومركز الكتاب في شمال ويلز، الذي شاركت في تأسيسه العام 1990. تعيش على ملكية صغيرة في سرديجون، حيث تُربِّي وزوجها قطيعاً صغيراً من الأغنام. كلارك شاعرة وطنية ويلزية. حازت ميدالية الملكة الذهبية عن مُجمل أعمالها. تكتب عن كل شيء بدءاً بالديناصورات، وصولاً إلى الانتحار.

من بين ما صدر لها «الثلوج على الجبل» (1971)، «رسالة من بلد قَصِيٍّ» (1982)، «قصائد مختارة» (1985)، «ملك ابنة بريطانيا» (1993)، «مجموعة قصائد» (1997)، «خمسة حقول» (1998)، «جدار الحيوان»، مصورة للأطفال (1999)، «ترتيب أسرَّة للميِّت» (2004) «تسع حدائق خضراء» (2000)، «أوين غليندور» (2000)، «وصفة للمياه» (2009)، و «الجليد» (2012).

كين فوليت

ولد في كارديف العام 1949. كان صاحب مهنة ناجحة بشكل لا يُصدَّق في كتابة أفلام الرعب والروايات التاريخية. باعت كتبه أكثر من 150 مليون نسخة. عمل فوليت مراسلاً في «South Wales Echo» بعد أن ترك الجامعة. قال، إن توقُّد حبِّه للأدب اتضح من خلال زياراته لـ «Cowbridge Road Library» في كارديف، التي ارتبط بها عندما كان في السابعة. وصلتْ أربعة من كتبه إلى مقدِّمة قائمة أفضل الكتب مبيعاً لصحيفة «نيويورك تايمز»، منها: «مفتاح ريبيكا»، «الثلاثي»، و «عالم بلا نهاية»، كما يُعتبر كتاب «دعامات الأرض» أحد أشهر أعماله.

حاز إجازة في الفلسفة، ثم إجازة في الصحافة. أتاح له ذلك العمل كمحرر تحقيقات، فنجمت عن الخبرة تلك رواية من ثلاثة أجزاء بعنوان: «الإبرة الكبيرة» ، «الأسود الكبير» و «الضربة الكبرى».

من أعماله: رواية «الدب الرائد» «ملك الأسطورة»، «فضيحة موديغلياني» «سر الملجأ»، «السلطة التوأم» «ورقة نقود» و «برج الجدي». حاز اهتمام النقاد في العام 1978 مع صدور روايته «عين الإبرة»، وفيها استجلاء واستحضار للسنة الأخيرة من الحرب العالمية الثانية.

سارة ووترز

ولدت في بيمبروكشاير بتاريخ 21 يوليو/ تموز 1966) روائية ويلزية. اشتهرت برواياتها التي لها امتداد ونصوص تعود إلى فترة المجتمع الفيكتوري.

والدتها (ماري) ربة منزل، بينما عمل والدها (رون) مهندساً في مصافي النفط. وصفت عائلتها بأنها «مثالية وآمنة جداً». كما وصفت والدها بأنه «شخص خلَّاق وخيالي»، شجَّعها على الخلق والابتكار.

من بين إصداراتها: «تقارب» (1999)، و«الغريب الصغير» (2009)، وعدد من الأعمال.

أوين شيرس

أوين شيرس، شاعر، مؤلف، كاتب مسرحي، ممثل ومقدِّم برامج. من مواليد 20 سبتمبر 1974. أول كاتب ويلزي يتم تعيينه في فريق اتحاد الرجبي الوطني.

تُرجمت رواية شيرس الأولى «المقاومة»، إلى عشر لغات، وأدرج على القائمة القصيرة لنقابة الكُتَّاب البريطانيين وحصل على جائزة أفضل كتاب للعام 2008.

من بين ما صدر له: «الكتاب الأزرق» (2000)، «يوميات الغبار» (2004)، ويتناول يوميات السفر إلى زيمبابوي، وفاز بكتاب السنة (2005)، «المقاومة» (2007)، روايته الأولى، ونشرتها «فابر».

تلقى وسام هاي في العام 2013، في المهرجان الذي يحمل الاسم نفسه.

يُذكر، أن ويلز بلد يعتبر جزءاً من المملكة المتحدة. تحدها إنجلترا إلى الشرق، والمحيط الأطلسي والبحر الأيرلندي إلى الغرب. كان عدد سكانها العام 2011 نحو 3 ملايين نسمة. تبلغ مساحتها 20779 كيلومتراً مربعاً. تمتلك ويلز ما يزيد على 1200 كيلومتر من الحدود الساحلية، وهي في معظمها جبلية، وتقع أعلى قممها في المناطق الشمالية والوسطى، والارتفاع الأعلى في البلاد هو قمة سنودون. وتقع البلاد مناخياً ضمن المنطقة المعتدلة الشمالية حيث تحتوي على نظام مناخي بحري متغير.