العدد 4571 - الجمعة 13 مارس 2015م الموافق 22 جمادى الأولى 1436هـ

الغريفي: ما أحوج الوطن في هذه المرحلة التي ازدحمت فيها التحديات الصعبة إلى بدء مشوار الإصلاح

السيد عبدالله الغريفي
السيد عبدالله الغريفي

قال السيد عبدالله الغريفي في خطبته بجامع الامام الصادق (ع) في الدراز، أمس الجمعة (13 مارس/ آذار 2015): «ما أحوج الوطنَ في هذه المرحلةِ التي ازدحمت فيها التحدِّياتُ الصَّعبةُ، والأخطارُ المُرعبةُ، إلى أنْ تصدقَ النوايا، ويتحرَّكَ الرشد، وتتجذَّرَ الثقةُ، وتَسُودَ المحبَّةُ، وتتآزرَ الجُهودُ، وتتقاربَ الرُؤى، وتتآلفَ الإراداتُ، ويبدأ مِشوارُ الإصلاحِ».

حديث الغريفي جاء خلال استعراضه في الخطبة البيان الذي أصدره الشيخ عيسى قاسم الأسبوع الماضي، وبين الغريفي أن «بيان الشيخ عيسى قاسم خلص إلى أنه لا يُظنُ بالسُّلطةِ أنَّها ترى أنَّ الأوضاعَ يُمكنُ أنْ تبقى على ما هي عليه إلى ما لا نهاية، وأنْ لا إصلاحَ على الإطلاق، وإذا كان الإصلاح لا بدَّ من قُدوُمِهِ، فأيُّ يومٍ يتأخرُ يُشكِّلُ كارثةً وطنيةً، وضررًا بالغًا يَطال جميع الأطراف».

وفي موضوع آخر، تحدث الغريفي عن الخجل، وقال: «إن الخجل في شكلِهِ السَّلبي ظاهرةٌ نفسيةٌ تُعقِّد الموقفَ عند الإنسان، وتصادر لديه الجرأة، ومن أمثلة ذلك الخجلُ في السُّؤالِ، إذ تكونُ الحاجةُ للسؤال، سواءً أكانت الحاجةُ دينيةً أو ثقافيةً أو اجتماعيةً أو صحيةً أو غيرها، الخجلُ هنا ظاهرةٌ سلبيةٌ توقعُ الإنسانَ في الأخطاءِ والمنزلقاتِ والمخالفاتِ الشرعية، الخجلُ في قول الكلمةِ الحقَّةِ أو الناصحةِ، فالكثيرون لا يأمُرونَ بمعروفٍ ولا ينهونَ عن منكر، ولا يواجهونَ أوضاعًا خاطئة، لا يفعلون ذلك لأنَهم يخجلون أو لا يملكون الجرأة في أنْ يقولوا الكلمة، وهنا أيضًا يقعونَ في مخالفات شرعية حينما يجب عليهم أنْ يقولوا الكلمة، الخجلُ في ممارسةِ الالتزام الشرعي، كأنْ تترك المرأة المسلمة (الحجاب الشرعي) خجلًا حينما تكونُ في أوساطٍ غير ملتزمة».

كما تحدث الغريفي عن أن «أجمل ما يزين المراة الحياءُ والعفَّةُ، ويوم تفقد المرأة ذلك فقد فقدت كينونتها وطهرها ونظافتها، وإذا كانت صيحات هذا العصر تبحث عن هُوية المرأة، وكرامتها، وحقوقِها فإنَّ ذلك كلَّهُ حينما تنصنعُ المرأةُ وفق القيم والمثل العليا، وبهذا تتحصَّنُ المرأةُ ضد كلّ مشروعاتِ الابتذالِ والانسحاقِ والضياع والتخلُّف، والانئسار لكلِّ المعاني الهابطة، وإذا كان مطلوبًا أنْ تتحرَّر المرأة من كلِّ أشكال الظلم الأسري والاجتماعي والسِّياسي، فإنَّ أخطر ظلمٍ يواجه المرأة في هذا العصر هو العبثُ بهويتِها الرُّوحية والأخلاقية، فالحديث عن المرأة وعن قضايا المرأة إذا تفرَّغ من المضمون الروحي والأخلاقي تحوَّل حديثًا استهلاكيًا، رخيصًا، خاويًا، منخورًا، مهما تبرقَعَ بعناوينَ كبيرةٍ، وجذَّابةٍ ومثيرةٍ، إنَّنا لا نتعقَّد من شعارِ المطالبة بحقوقِ المرأة، وشعارِ الدفاعِ عن قضايا المرأة، ولكننا نصرُّ أنْ يكون هذا الشعار وفق منظور الإسلام والدِّين، كون المرأة على هذه الأرضِ تنتمي إلى الإسلام وتحمل هوية هذا الدِّين».

وبين الغريفي أن «المرأةُ في كلِّ أوطاننا تنتمي إلى الإسلام فلا يَصحُّ أنْ تُصاغ أوضاعُها وفق قيم تتنافى مع هذا الانتماء، وإذا كانَ البحثُ عمَّا يُعطي للمرأة كرامتِها وإنسانيتِها وحُقوقِها العادلةَ، فلن يتوافر ذلك أكثرَ مما يتوافر في قيم الدِّين، ولا أصدقَ ولا أرقى، مهما تضخَّمتْ العناوينُ، وتعدَّدتْ الأسماء، وتنوَّعتْ المؤُتمراتُ والمُلتقيات، وكَثُرتْ البياناتُ والقراراتُ، واحتفل العالمُ بيومٍ خاصٍ للمرأة».

العدد 4571 - الجمعة 13 مارس 2015م الموافق 22 جمادى الأولى 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 12 | 4:40 ص

      صوت البحرين

      في الوقت الضائع.. يمكن للجميع الرجوع لكلامات الشيخ السابقة من 2011 الى اخر خطاب والذي يعتبره البعض،عقلاني ؟؟

    • زائر 9 | 3:00 ص

      خطاب عالم وقلبه على الوطن

      خطاب هذا العالم الجليل افضل من خطاب العالم المتعصب لرأيه ولفكرته والذي اذخل الناس في متاهات أمانيه ، هذا العالم العارف ان للسلطان حق ( وتذلل وتلطف لإعطائه من الرضا ما يكفه عنك ولا يضر بدينك ) ( ولا تعازه ولا تعانده فإنك إن فعلت ذلك عققته وعققت نفسك ) لنا حق وله حق ولا يولا عليكم الا كما تكونون .

    • زائر 8 | 1:41 ص

      الحل القبول بانصاف الحلول

      اما ادا بقينا نطالب بالكمال فالكمال لله وسوف ندور في حلقة مفرغة

    • زائر 7 | 1:38 ص

      ونعم العلماء انتم

      حفظكم الله من كل سوء

    • زائر 3 | 10:27 م

      اليوم وليس غداً

      اليوم وليس غداً
      \nاليوم وليس غداً
      \nاليوم وليس غداً
      \n
      \n.......هذي نصيحة حكيمة من مخلصين عارفين
      \nابدأوا الإصلاح اليوم من الداخل
      \nلأنه لن تكون هناك فرامل توقف الإصلاح في المستقبل .......

    • زائر 2 | 10:09 م

      خطاب مهم

      خطاب عاقل وفي الاتجاه الصحيح ويضع في الحسبان الفشل الذريع الذي مني به حراك جمعيات المقاطعة. الإصلاح متواصل ولن تشعروا به إلا بعد 2018 حيث ستزحفون رجوعا للبرلمان وأخذ حصتكم من الكيكه.

اقرأ ايضاً