العدد 4570 - الخميس 12 مارس 2015م الموافق 21 جمادى الأولى 1436هـ

شاعرنا عبدالرحمن رفيع رحمك الله

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

رحمك الله يا أبا فهد، فلقد شرّفتنا على مدى 40 عاماً من العطاء المتواصل اللامحدود في الشعر والأدب، وها أنت تنتقل إلى الرفيق الأعلى، لتلتقي صديق العمر المرحوم والعظيم في قلوب النّاس غازي القصيبي.

لا أحد ينسى شعر عبدالرحمن رفيع، فلقد كان يدخل القلوب ويخترقها بلا أبواب ولا بروتوكولات، شعرٌ بسيط يصل إلى النّاس فوراً، لا يكتنفه الغموض ولا الكلمات الكبيرة، بل كان يشعر في حياة النّاس ومعاناتهم، ولا ننسى من شعره «أمي العودة»، ولا «الله يجازيك يا زمان»، ولا قصيدة «البنات».

طبعاً برز اسم هذا الشاعر الغالي على القلوب منذ السبعينيات، وهي الفترة التي نبكي عليها ما حيينا، فلقد كانت فترة ازدهار في المجتمع البحريني، قبل أن تغزوه الأفكار المتطرّفة في منتصف الثمانينيات، وقدّم للبحرين كأي مواطن آخر ما يستطيعه، وحصد الجوائز من أجل هذه الأم الحبيبة.

كم نحتاج اليوم حتى نصل إلى زمن السبعينيات؟ لماذا هذا الاضمحلال والتردي المعرفي الذي نشهده من قبل الأبناء؟ ولو سألناهم سؤالاً عامّاً فإننا سنجد الحصيلة المعرفية شحيحة جدّا، لا تعرف إلاّ جاستن بيبر ومايكل جاكسون!

حزينٌ جداً فقدان عبدالرحمن رفيع، ومؤلم جدّاً وضع أبناء البحرين المعرفي، ولو بحثنا لوجدنا بأنّ كتب الستّينيات والسبعينيات ملمّة أكثر من الكتب الحالية، وهي التي غرست القومية العربية والانتماء للوطن من دون شكوك.

لنراجع أجنداتنا بعد رحيل شاعرنا وشاعر الخليج عبدالرحمن رفيع، ولنخطّط أكثر فيما يجب أن يصل إلى يد أبنائنا، فهم عديمو الفكر ونحن من نغذّيهم بالفكر، وهذا الفكر إن خرج بتطرّف، فإنّ من سيعاني هو الوطن الغالي البحرين.

لا الكلمات توفي حق عبدالرحمن رفيع، ولا القصائد تعطيه مكانته، فهو كان في القلوب وسيظل بها دائماً، فشعره وحياته ومسيرته في العطاء لم تنتهي بانتهاء حياته، فلقد أبقاها من خلال ما قدّمه للجميع، وإليكم قصيدة «سوالف أمي العوده» التي كان يسمعها آباؤنا ويضحكون، لأنّها كانت تتكلّم عن زمانهم الذي ولّى وذهب:

يدتي أمي العوده .. طيبه من نسوانا لول

اقعديت مره معاها قلت لها سولفي عن أول

ابي جمن سالفه منج تذكرين أيامج اول

اوصفي لي شلون أهلها كانو اكراه والا اشكل؟

علميني شلون زمانج كان مثل ما نشوف او اكمل؟

اضحكت مني وقالت هذي شي يا ولدي كمل

لا تذكرني بزمان ليته بس شويه طول

كان ابوك العود ياولدي لين لبس زين وتعدل

قلبي ما يتم في مكانه وعيني عنه ما اتحول

ولين مشه صرت نعاله وانتفخ ثوبه الململ

ولين تحنحن او تخنخن كل دراشينا اتقلقل

كان يبل .. له هيبه حلوه.. ولين ضحك ويه يتهلل

مو بمثل سبلان زمانكم هالرخو الي يتدلدل

كشة الراس جنها عشه هذي راس واحد مخبل

يصلح الواحد من ذولا في الدكاكين والله سمبل

قلت بعد يا يده با سأل.. قالت شقد اتسأل

قلت لها يوم كنتي شابه صغيره قد حبيتي احد؟

اضحكت وايد وتمت تنتفض والدنيا مو ابرد

قالت استغفر من الله لا تكفر يالهيس الاربد

كانت البنت في زمانا في السكيك مول ما اتردد

لو اطلعت من بيتها مره في السنه اتروح اتحمد

ولو اطبقوها امن الدريشه تطل .. امن الخوف اتبريد

مو بمثل ايامنا هذي تمشي في السوق واتصيد

وجمعة مباركة.

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 4570 - الخميس 12 مارس 2015م الموافق 21 جمادى الأولى 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 5 | 2:01 ص

      رحمه الله

      رحمك الله يا استاذنا عبدالرحمن رفيع للعلم لقد كان مدرسا في مدرسه مدينه عيسي الثانويه في بدايه السبعينات للغه العربيه وكان عنده سياره بيضاء ماركه سن بيم انجليزيه ونعم الرجل ونعم الاستاذ ونعم الجار

    • زائر 4 | 12:35 ص

      طيب الله جمعتكم

      رحمك الله يامن تركت بصمة عطاء مثمره فكان عطاءك يدخل القلوب والاحاسيس فياليت كل من يحب البحرين
      يترك ما تركته لها يختلف العطاء ولكن الهدف واحدبالعمل بس
      لو توحدنا و عملنا
      نقدر نغير، قوانين الطبيعة

    • زائر 3 | 12:34 ص

      طيب الله جمعتكم

      رحمك الله يامن تركت بصمة عطاء مثمره فكان عطاءك يدخل القلوب والاحاسيس فياليت كل من يحب البحرين
      يترك ما تركته لها يختلف العطاء ولكن الهدف واحدبالعمل بس
      لو توحدنا و عملنا
      نقدر نغير، قوانين الطبيعة

    • زائر 2 | 12:25 ص

      جميل .. رحم الله استاذنا

      شعره جميل يطربك ويضحكك وكانه يروي لك قصة مسلية او ينقل لك تاريخ او شئ من الماضي الجميل

    • زائر 1 | 11:38 م

      القصيدة الجميلة

      القصيدة ياسيدتي غير كاملة فيها ابيات رائعة لم تكمليها جمعتك وجمعة الجميع مباركة وبصحة وعافية

اقرأ ايضاً